كيف يمكنني تحصين نفسي من أن يتم التلاعب بي؟

1 إجابات
profile/ميس-نبيل-طمليه
ميس نبيل طمليه
كاتبة في مجال تطوير الذات الذكاء العاطفي في عدة مواقع إلكترونية (٢٠٠٧-حالياً)
.
٢٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
يمكنك أن تحصن نفسك حتى لا يتم التلاعب بك عن طريق زيادة ذكاءك العاطفي باختصار... لأن الشخص الذي يود التلاعب بالآخرين يختار ضحاياه بناء على معايير معينة مستغلاً نقاط ضعفهم أو ظروفهم أو حاجاتهم التي يسعون لإشبباعها، ولأننا لا نستطيع التحكم بحياتنا وبتجاربنا السابقة وبطفولتنا التي قد تكون قد أثرت علينا سلباً فإن علينا بتنمية مهارات الذكاء العاطفي لدينا.

فالذكاء العاطفي يجعلك أكثر وعياً بذاتك وبمن حولك أيضاً، فتستطيع أن تتفهم نفسك واحتياجاتك، وأن تعطي نفسك التقدير اللازم الذي يجعلك لا تسمح لأحد أن يسيء لك كما أنك تدرك نقاط قوتك ونقاط ضعفك وتعمل جاهداً على تقويتها. ووعيك بمن حولك يجعلك أكثر فهماً لهم ولحاجاتهم ونواياهم عن طريق لغة الجسد والاستماع لما يقال ولما بين السطور، وبذلك تستطيع أن تميز الأشخاص الذين ينوون التلاعب بك من الصادقين المخلصين، ويمكنك كذلك أن تشعر بهم أكثر وإن كانوا يكنون لك الخير أم غير ذلك.
كما أن الإنسان الذكي عاطفياً أقدر على إقامة علاقات جيدة مع الآخرين الذين يختارهم بعناية منذ البداية، وإن تلاعب به أحد من أهله أو زملائه في العمل أو أصدقائه أو حتى شريكه فهو قادر على أن يحس بالخطر قبل وقوعه عليه، وأن يدير هذه العلاقة، فيحاول أن يصلح الموضوع أو أن يقطع العلاقة نهائياً إن أمكنه ذلك.

غالباً يتلاعب الأشخاص بالناس البسطاء الذين يمنحون الثقة لكل من حولهم بسهولة، أو بأولئك الذين كانوا ضحايا لأحداث مؤلمة أو لمواقف مرت معهم في طفولتهم أو لتجارب حياتية لم يستطيعوا تجاوزها، فيصبحون أضعف من الداخل، ويحتاجون لشخص ليسد احتياجاتهم هذه. فترى الفتاة التي حرمت من حنان والدها فريسة سهلة على الرجال الذين يحاولون التلاعب بمشاعرها وإشباعها من قبل الجنس الآخر، فتقع بين إيديهم إن لم تكن هي واعية بنفسها وإن لم تستشعر نية هذا الرجل قبل أن يتم التلاعب بها عاطفياً.

وترى الطالب غير الواثق بنفسه يقع غالباً ضحية لمن حوله من الأقران فيتنمرون عليه مثلاً، أو قد يحتاج للحماية ممن حوله من الزملاء مما يعرضه لخطر التلاعب والاستغلال العاطفي أو المادي أو ربما الجنسي أحياناً.

كما أن المرأة الضعيفة غير المستقلة والتي تربت على أنها هي دائماً الحلقة الأضعف تتعرض في كثير من الأحيان للتلاعب من قبل الجنس الآخر، لأنها تكون بحاجة لشخص يحميها ويسندها في حين لا تستطيع هي أن تحمي نفسها، كما أنها مصدر جذب للأشخاص النرجسيين، وقد تتعرض كذلك للتلاعب العاطفي من قبل زميلاتها في الدراسة أو العمل. 


من هنا يأتي دور التربية الجيدة للأبناء وبناء شخصياتهم وتقوية علاقاتهم الاجتماعية وبالتالي ذكاءهم العاطفي، كما أن علينا نحن كأفراد بالغين العمل باستمرار على تقوية ذكاءنا العاطفي لنحصن أنفسنا من أن نقع ضحايا لهؤلاء الأشخاص، وحتى لو تم التلاعب بنا في مرة من المرات عندها سنستطيع التعلم من هذه التجربة والشفاء منها بسرعة وبأقل الخسائر.