في الحقيقة، هي فرصة ذهبية لإعادة ترتيب أولوياتك، ولإيقاف الركض المستمر ولإعادة الحسابات والتخطيط الصحيح لمستقبلك.
أولا : يمكنك عمل لوحة الأحلام
وهي عبارة عن لوحة تعليقها في مكان واضح لتراها يوميا، فيها قصاصات ورسومات مختلفة وصور أنت تختارها ترمز الى أهدافك المستقبلية، فالدماغ تركيبته مميزة جدا، سيعمل بلا كلل ولا ملل حتى يحقق الأهداف التي زرعت فيه لا شعوريا، وكأنك تصبح مضطرا إلى تحقيقها.
إذا تصميم لوحة الأحلام على الأرجح واحد من أهم الأمور التي يمكنك عملها حاليا. بكل بساطة، أحضر لوحة كبيرة، وقطعة كرتونة كبيرة كالتي يستخدمها طلاب المدرسة، وقم بقص بعض الصور التي تمثل أو ترمز الى الأمور التي تطمح لها، فمثلا إذا كان بودك شراء سيارة معينة، فقم بقص صورتها وعلقها على اللوحة، وإذا كنت ترغب في دراسة لغة ثانية، حاول أن تحصل على صورة ترمز الى اللغة التي تود تعلمها.عدد أهدافك و حولها إلى صور تراها بشكل متكرر، حتى تقوم لا شعوريا بتحفيز دماغك على ابتكار طرق في سبيل تحقيق أهدافك وطموحاتك ، وهي أداة قوية جدا، لأنها تمثل صورتك في المستقبل، كما أنها صلة وصل بين المجهول الذي تفكر فيه، وبين الواقع الذي تعيشه حاليا.
ولأن دماغنا صوري، يتجاوب بقوة مع الصور، رؤية هذه اللوحة يوميا ستزرع فيك الحافز، وكما يقول المثل الشعبي، "الصورة تعادل ألف كلمة".
ثانيا : الترتيب و إعادة التنظيم
ابدأ بترتيب أمور بسيطة مثل ترتيب غرفتك، لأنك عندما تشعر بالكسل و عدم القدرة على فعل شيء، من الأفضل لك أن تبدأ في الأمور البسيطة، وهناك مقولة شهيرة تقول " إذا أردت السيطرة على العالم، ابدأ في ترتيب سريرك" ، لأنك ببساطة لن تقدر على تحقيق شيء كبير تطمح له بضغطة زر، بل عليك أن تحفز نفسك، وكما تقول القاعدة الفيزيائية "اذا كان الجسم ثابتا فهو يحتاج الى قوة او دفعة حتى يتحرك ولو ببطء حتى يصل مبتغاه، أما إذا كان الجسم متحرك فسيظل متحركا، حتى يصل الى هدفه".لذا، اعتبر أن ترتيب غرفتك هي الدفعة التي تلزمك حتى تحفز نفسك، ومن بعد ترتيب غرفتك يمكنك استكمال ترتيب أمور حياتك، انظر الى أوراقك المكدسة واسأل نفسك إن كنت لا زلت بحاجتها، كذلك ملابسك، وغيرها من الأمور.
ثالثا : أعد إصلاح علاقاتك المهمة
لأن نمط الحياة السريع الذي نعيشه حاليا لأثر بشكل كبير على علاقاتنا التي كنا نعتبرها غالية و ثمينة يوما ما، ممكن أنه كان عندك صديق عزيز ولكن فرقتكما الأيام أو الأشغال، أو قريب بعيد عنك، عمك أو خالك أو قريب كنت تحبه كثيرا ولكن لكثرة انشغالاتك لم تعد تتواصل معه، أو يمكن أن تكون علاقات داخل بيتك، مع أهلك أو زوجتك أو أولادك، فهذه فرصتك الذهبية لإعادة إصلاح العلاقات، ومن يدري؟ قد تسمع نصيحة من أحدهم في لقائهم تؤدي الى تغيير مجرى حياتك الى الأبد.
رابعا: القراءة.
وهي الأمر المفضل لي شخصيا، وهي نصيحة واضحة والكل ينصحها، لكن قلائل من هم قادرون على تطبيقها، أنصحك أن تبدأ بالقراءة بهدف المتعة كبداية، كأن تبدأ في قصة أدبية، أو قصة عن الخيال العلمي اذا كنت من هواة الخيال العلمي، أو أي أمر آخر تراه يجذب اهتمامك، لأن القراءة للمتعة ليست أمرا مسليا فحسب، بل هي أيضا أمر فعال جدا، لأن القراءة تفتح أمامك مجال بأن تنفصل كليا عن العالم الواقع الذي تعيشه حاليا، خاصة إذا كانت كل الأخبار المحيطة بك والتي تسمعها أو تشاهدها هي اخبار سلبية، كما أن القراءة تحفز الدماغ، فأنت تمرن عضلة دماغك بالقراءة و بتعلم مفردات جديدة إضافة الى أنك تفتح آفاق جديدة، وهذا قد يساعدك لاحقا في دراستك، أو في مجال عملك أو حتى على الصعيد الشخصي. كما أنه قد أثبت علميا أن القراءة تحميك من العديد من الأمراض، منها الزهايمر والخرف وغيرها.
خامسا : تعلم مهارة جديدة
هذا هو الوقت المناسب لتكتشف جانبا جديدا من شخصيتك، وهذا الجانب من الممكن أنك كنت مضطرا سابقا لتخبئته أو التغاضي عنه بسبب ظروف حياتك المتسارعة، من الممكن أن تكون شخصا يحب الاستماع الى الموسيقى، أو عندك هواية الرسم، أو ترغب في التصوير، أو صوتك جميل و تحب الغناء، أو ماهر في الطبخ والكثير من غيرها من المواهب، وهذا الأمر جيد لأنه يجعلك تتعرف على نفسك اكثر، ولا يشترط أن تتلاءم اهتماماتك مع قدراتك، لكن لا تخف من تجربة أمر جديد، فلا أحد يعلم موهبتك الحقيقية الخفية، و قد تتفاجأ بنفسك وأنك بارع في أمر ما، لكنك لم تمتلك الوقت الكافي لتجربتها.
سادسا: طور نفسك في مجال عملك
فأن تتعلم امرا جديدا في مجالك وأن تتوسع معرفتك فيه، هو أمر بديهي عليك دائما القيام به وجعله من أولوياتك، وبما أن العالم اصبح حرفيا بين يديك، صار بإمكانك وأنت جالس في بيتك أن تتعلم أي أمر أنت ترغب بتعلمه، وطبعا هناك عدة طرق لتلقي المعلومة، منها الدروس عبر الانترنت، فهناك الكثير من المواقع التي تقدم هذه الخدمة، أذكر منها
teachable، و موقع
udemy وغيرها، ومنها أيضا فيديوهات تحفيزية و تعليمية موجودة على اليوتيوب، لأنه من المؤكد أن هذه الأمور ستفيدك أكثر من أن تضيع وقتك في مشاهدة المسلسلات أو على مواقع التواصل الاجتماعي، فالوقت هو أثمن ما تملك وأكبر كنز لك.
سابعا : تعلم لغة جديدة
فقدرتك على التواصل بأكثر من لغة له فائدة وفيها قيمة مضافة لك، و لحياتك المهنية وكذلك لحياتك الخاصة، فحاجز اللغة هو عائق أمام تقدمك في حياتك في بعض الأمور، وتعلمها هو عامل نجاح، فتخيل نفسك وأنت تفاجئ أصدقاءك أو زملائك في العمل بأنك أصبحت قادرا على التواصل بلغة جديدة.
كما أنه من وجهة نظر علمية، عندما تتعلم لغة جديدة فإنك تقوم بتحفيز خطوط تواصل في دماغك، مما يجعلك قادرا على التفكير بطريقة إيجابية اكثر، وامتلاك عدة حلول لأي مشكلة يمكن أن تواجهها في المستقبل، وتعلم اللغة هذه الأيام أصبح أمرا سهلا نسبيا، وتتوفر عدة برامج و تطبيقات يمكنك تنزيلها على هاتفك لتتعلم أي لغة تود تعلمها بطريقة تفاعلية، منها برنامج duolingo.
ثامنا : أحضر أوراقا وابدأ بالكتابة
حتى لم تكن ماهرا في الكتابة، وحتى لو كنت لا تعلم ماذا عليك أن تكتب، اكتب أي شيء يخطر ببالك، سواء كانت خربشات أو أفكار أو نكت أو أكتب عن مشاعرك. أعط نفسك يوميا عشرة دقائق للكتابة، و ستتفاجأ بالأفكار والمشاعر النابعة منك.