كيف يمكنني أن أشرح فكرة الاشتراكية لطفل عمره عشر سنوات؟

من الصعب شرح انظمة سياسية مُعقدة و متفرعة لاطفال بهذا العمر, و لكن ان جُبرت ان اشرح هذه الفكرة, فيمكن ان ارسم له مثال صغير و بطريقة بسيطة يحاول على الاقل فهم "الجوهر" من هذا النظام, فمثلاً اقول له ان احمد و علي و سعيد لديهم مزارع بندورة, احمد مزرعته يوجد بها 9 شتلات, و لدى علي 6 شتلات, و سعيد 3 شتلات, الان بالسياق الطبيعي, من المفروض ان احمد "الرابح الاكبر و بنفس الوقت صاحب الجهد الاكبر" بينهم نظرا لكثرة شتلاته, و لكن مُقدرات احمد للدولة متساوية تماما مثل مُقدرات سعيد صاحب ال3 شتلات, و محصولهم بالكامل يتقاسمه الجميع مهما كان الجهد المبذول من قبل احمد مقارنة مع جهد علي و سعيد, و الهدف هنا ان الجميع لديهم "الحق" في الحصول على البندورة بشكل متساوي و لا تذهب "ثروة انتاجها" لاحدهم..

اعلم ان هذا الشرح لن يكون كافياً لاشخاص بالغين مثلنا و لكن يمكن ان يكون مناسب لطفل ليس لديه الوعي الكافي لفهم تاريخ هذا النظام و تشعباته المتفرعة جدا و المعقدة و التي يوجد بها مغالطات تتناقض مع بعض اساساتها, و لكن لهذا حديث اخر.. 

كل من الاشتراكية والشيوعية ، وكذلك جميع الأيديولوجيات السياسية الأخرى ، ليست واضحة أو بسيطة.

ومع ذلك ، إذا كنت ترغب في شرح الفرق بين الاشتراكية والشيوعية ، بعبارات بسيطة ، فإن أول شيء يجب ملاحظته هو أنهما أيديولوجيتان مختلفتان. في حين أنهم يشتركون في بعض القواسم المشتركة ، إلا أنهم ليسوا متشابهين ، ومن المهم أن نميز هذا التمييز.

علاوة على ذلك ، فإن الاختلاف الرئيسي بين الشيوعية والاشتراكية ، هو أن الشيوعية تدعو إلى الإطاحة بالرأسمالية ، بينما الاشتراكية لا تقبل الرأسمالية ، ولكنها ترى أنها نظام غير كامل وأنه من الممكن العمل مع الدولة للتغيير. من الداخل دون قلبه. الفرق الرئيسي الآخر هو أن الشيوعية ترغب في إنشاء نظام للملكية الجماعية (أي يمتلك كل شخص كل شيء) خارج الرأسمالية ، في حين تؤمن الاشتراكية بأن الدولة الرأسمالية لا تحتاج بالضرورة إلى الإطاحة بها لمساعدة الناس وجسر التفاوتات في المجتمع.

أعتقد أن هذه ستكون أوجه التشابه والاختلاف الرئيسية بين الاشتراكية والشيوعية بعبارات بسيطة قدر الإمكان لتفسيرها. ومع ذلك ، من المهم أن نلاحظ ، كما ذكرنا أعلاه ، أن الأيديولوجيات السياسية ليست مباشرة ، ولها العديد من المتغيرات والتفسيرات لها.

لنتخيل السيناريو التالي، أنت تجلس بهدوء بجانب الطفل ذي العشر سنوات، مخاطباً إياه :


تخيل أنك في الملعب وأنت تحب الألعاب التي يمتلكها الأطفال الآخرون ، لكنك شخص قليل المهارة ضعيف الذهن ، كسول ، غيور ، شرير وترغب في العثور على طريقة للحصول على تلك الألعاب بطريقة مقبولة أخلاقياً ، لذلك تبدأ بجمع مجموعة من حوالي 15-20 طفلاً وتبدأ في إخبار الأطفال الآخرين أنك تكره الأطفال الأثرياء لأنهم لن يعطوك ألعابهم. ثم تبدأ بتحريض تلك المجموعة لتبدأ في تدمير الأشياء وحرق المدن حتى تصطادك إدارة المدرسة ، ثم تتحكم فيها.

و بمجرد أن تتحكم بهم ، يمكنك أن تجعلهم يجمعون كل الأطفال الأغنياء ، وتجعل هؤلاء الأطفال يعطونك ألعابهم. يغادر الأطفال الأذكياء الأغنياء للعثور على مدرسة جديدة. أما أولئك الذين لم يكونوا سريعين بما فيه الكفاية ، تضعهم في المعسكرات و تغزوهم بمادة الكلور بالكلور ، ثم تحرق أجسادهم حتى لا يكتشفها أصدقاؤك. اطلب من رفاقك في صحيفة المدرسة تكوين بعض القصص الجيدة حول المكان الذي ذهب إليه هؤلاء الأطفال. ربما ذهبوا إلى الحور الرجراج في رحلة تزلج! الآن لديك ألعاب الأطفال الأثرياء وأنت تشاركها مع جميع أصدقائك ، ولكن جميع الأطفال الأغنياء قد رحلوا ، لذا فهذه هي آخر الألعاب التي ستراها على الإطلاق. في نهاية المطاف ، قام طفل بسرقة بعض الألعاب من صديق في المبنى السكني ، و أنت أيّدت ذلك أيضًا ، لأنه هذا لطفل من المجمع السكني غالباً ما أنانيًا ولا يشارك ، لذلك تضربه وتأخذ حذائه وتلك الألعاب.

في النهاية ، كل شخص سيكون لديه ألعاب سيئة عمرها 40 عامًا ، ويشكل الجميع عصابات لسرقة أجمل الألعاب من المجموعات الأخرى. في يوم من الأيام ، ستكون ذلك الطفل الذي يرتدي حذاءًا يريده شخص ما وستتتبعك مجموعة من الأطفال لمدة 10 أيام تقريبًا حتى يتمكنوا من استهدافك وحدك ، وسيقتلونك بسبب حذائك ، وستترك بدون ألعاب ولا أحذية. وستموت.

هذه اشتراكية!

الآن إذا أنشأت نظامًا وأعطيته اسمًا جيدًا لا يمكن لأحد أن يختلف معه ، مثل Toys For All أو Toy Play Matters ، حيث يمكن لمجموعتك الصغيرة من الحمقى أن تقرر من يحصل على ماذا وتأخذ ما تريد وتفصل بين بعض المجموعات غير المرغوب فيها للقيام بكل عملك من أجلك ، و إعطاء أصدقاء معينين امتيازات معينة للقيام بعمل جيد عندما يجبرون مجموعات أخرى في الملعب على النبذ ​​حتى يتم نسيانهم ، ثم أخذهم وإجراء تجارب عليهم ، و حصد أعضائهم. أن تبيع لأهل أصدقائك لتمويل إمبراطوريتك الشريرة ، ثم إطلاقهم وحرق أجسادهم حتى لا يتذكرهم أحد أو يختبر أنظمة القنابل الجديدة عليهم تقوم بعد ذلك بإنشاء دولة بوليسية للتأكد من أن الجميع يتشاركون تلك الألعاب القليلة التي تسمح لهم بالحصول عليها ، وإذا تم القبض عليهم وهم يختبئون الألعاب ، فإنك تقتلهم في الشارع كدرس لبقية من تبقى ، أنت لم تكن أنانيًا ، أو أنك مثل هؤلاء الأثرياء الذين بدأنا كل هذا من أجلهم. ثم يعمل أصدقاؤك من أجلك خوفًا من تعرضهم للقتل و ستحصل بالنهاية على كل الألعاب.

حاول أيضًا التحكم في جميع الوسائط ؛ بالقوة إذا كان عليك ذلك. احرق من لا يلعب الكرة على الأرض. بهذه الطريقة يمكنك التحكم في من يسمع ماذا ، ويمكنك تغيير التاريخ في الوقت الفعلي ، كما تحتاج ، لدعم القصص التي يجب عليك إخبارها لتغطية أفعالك من جميع جرائم القتل ، والتأكد من عدم وجود أحد يكتشف حول حصاد الأعضاء و حرق الجثث ، أو أين تم اصطحاب جميع أصدقائك.

في النهاية ، تتعطل الألعاب ، والجميع يكرهونك ولكنك تحتاج إلى المزيد من الألعاب ، لذلك عليك تكوين مجموعة من الأصدقاء لبناء المزيد من الألعاب ، وتلك التي ترفض ، تقتل في الشارع. الأشخاص الذين يوافقون على صنع ألعابك ، بدافع الخوف ، يصنعون ألعاب نقاط البيع الأكثر روعة التي رأيتها على الإطلاق ، لكنهم يحصلون فقط على كوب واحد من الأرز يوميًا ، لذا لا يمكنك توقع الكثير منهم. لكنهم لم يلبوا توقعات المجلس العظيم لأمناء صناعة الألعاب الموحدة من أجل تفوق لعبة الحركية الشيوعية التي أعددتها لرد الجميل لأصدقائك. حتى يتم قتل تلك المجموعة من صانعي الألعاب في الشارع.

لقد تركت بلا أصدقاء ، مئات الملايين من الأقران المتوفين ، أطنان من الجثث التي تحتاجها للعثور على مكان في الوقت الحالي ولا توجد ألعاب ، فقط أجساد بدون أعضاء لا تزال بحاجة للحرق ، ولكن لم يتبق أحد ليحترق هم.

لعبة المجتمع الغيرة ← كومة من الجثث الميتة ، لا أحذية ، و لا أعضاء متبقية للبيع

ثم بعد ذلك ترك الجميع الثورات و قتلكم في الشارع

إذن ، لم يتبق لك ألعاب و لا أحذية و لا أعضاء. وستموت.

هذه شيوعية يا ولدي!