عندما مر علي هذا السؤال تذكرت قصة واقعية تساعدك عزيزي السائل في إيجاد الإجابة على سؤالك... كنت أعرف شخصاً عصبياً جداً ومتهوراً وغير مهتم بأسرته ولا بأطفاله الصغار، وصفاته أشبه بصفات طفل مدلل مع أن عمره كان يقارب الخمسين عاماً! لكن هذا الشخص تغير كثيراً بعد وفاة والدته، فتذكرت وقتها المقولة التي يرددها الناس والتي مفادها أن الشخص يبقى طفلاً حتى تموت والدته. فبعد وفاة والدته ظهرت علامات كبر السن عليه وكأنه كبر 10 سنوات في يوم واحد، كما أن شخصيته قد تغيرت فأصبح ناضجاً أكثر ومسؤولاً، لدرجة أن كل من حوله قد لاحظ التحول الكبير هذا الذي طرأ على شخصيته وتعاملاته.
إن أردت عزيزي السائل أن تعرف إن كان الشخص الذي في بالك ناضجاً أم لا، فحاول أن تجيب على الأسئلة التالية التي قد تعطيك المفتاح لمعرفة ذلك:
1- هل يعتذر هذا الشخص عندما يكون مخطئاً ويتقبل خطأه؟
2- هل يتقبل النقد؟
3- هل يعرف هذا الشخص نقاط قوته ويستغلها؟ (فمثلاً هل يعرف أنه موهوب في الكتابة ويستغل موهبته هذه بالكتابة في المواقع الإلكترونية؟)
4- هل لا يخاف هذا الشخص من التغيير؟
5- هل يطلب هذا الشخص المساعدة من الآخرين عندما يكون بحاجة لها؟
6- هل يجيد العمل ضمن فريق؟
7- هل يقدم تنازلات لمصلحة الجماعة؟
8- هل واجه تحديات في الحياة وصبر عليها واستطاع التغلب عليها؟
9- هل تلجأ له ليعطيك نصائح عندما تحتاج لذلك؟
10- هل يستطيع هذا الشخص التحكم بمشاعره فلا يفقد أعصابه عند الغضب مثلاً؟
إن كانت إجاباتك على أكثر من 5 أسئلة بـ "نعم" فهذا يعني أن الشخص المعني هو شخص ناضج، فالشخص الناضج يعرف أنه ليس هناك إنسان كامل، فيتقبل النقد ويعترف بأخطائه ويتعلم منها، ويعرف كذلك نقاط ضعفه ويحاول تطوير نفسه فيها، كما أنه يستطيع أن يدير مشاعره ويتحكم بها ولا يتخذ قرارات في أوقات الغضب ولا يستسلم للحزن وييأس من الحياة، كما أنه يواجه مشاكل الحياة، ولا يخاف التغيير ولا الخروج من منطقة راحته؛ فقد تجده قد ترك الشركة التي عمل فيها لسنوات ووضعه فيها جيد جداً ليجرب العمل في مكان آخر، كما أنه يجيد العمل ضمن فريق ويعلم أن مصلحة الجماعة فوق مصلحة الفرد فيتنازل لمصلحة الجميع، ولا شك أنك تجده بجانبك عندما تحتاج له ليستمع لك ويتعاطف معك ويضع نفسه مكانك فيقدم لك النصائح التي تساعدك في حل مشكلاتك.