كيف يكون ضبط النفس الحقيقي في أحلك ظروف الحياة؟

4 إجابات
profile/دانية-رائد
دانية رائد
باحث في العلوم الإنسانية في Freelance (٢٠١٧-حالياً)
.
٠٥ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
     أعتقد شخصيًا أن ضبط النفس الحقيقي في الظروف الصعبة المتوقع المرور بها في حياتنا يتمركز بعدم الانهيار لا بالضبط التام للنفس. فكما نعلم الأشخاص الذين يمتلكون ضبط نفس عالٍ هم الأفراد أكثر سعادة من ناحية العلاقات والرضا عن النفس، وهم الأشخاص الذين يمتلكون تجربة مهنية أكثر نجاحًا وأوضاع مادية وصحية أكثر استقرارًا، ويكون ضبط النفس لديهم السبب الرئيس في ابتعادهم عن ما يؤذيهم من مخدرات أو الإنفاق الزائد أو التسويف.

     لكن الضبط الزائد عن حده للنفس ليس بالمثالية التي تتوقعها، فهو يمتلك جانبًا مظلمًا لن يسعد بالعيش فيه أحد. فالشخص الذي يضبط نفسه بشكل تام ولا يتساهل معها عند المرور بالظروف الصعبة، ولا يسمح لها بالتصرف وفقًا لما تشعر به سيعاني على المدى البعيد من:

   *مشاكل في التجربة العاطفية: فتجده غير قادر على التعبير عن عواطفه ويتجنب التعامل معها؛ مما يؤذيه هو نفسه داخليًا بسبب تراكم العواطف التي ستجعله معرض لمختلف الأمراض مثل ارتفاع في ضغط الدم أو الجلطات، أو يجعله يتعامل مع من حوله بجفاء دون الاهتمام لما يشعرون به.

   فعند مرورك في تجربة صعبة كوفاة أحد عزيز على قلبك -لا قدر الله- أو فشلت أو خسرت أمرًا ما؛ لا تقم بتكديس مشاعرك ووضعها جانبًا، اسمح لنفسك بالشعور بها دون تفريط، لتكون قادرًا على تجاوزها بالطريقة الصحية والصحيحة. ولا مشكلة في عيش هذه المشاعر بعيدًا عن أنظار الآخرين لو كنت لا تحب عرض عواطفك السلبية أمامهم، مع أن مشاركة أحزانك تكون في بعض الأحيان فكرة صحية جدًا.

    *ضبط النفس الزائد يولد الندم: فعندما تكبر بالسن وتفكر بحياتك وكيف أمضيتها ستشعر بالندم على الأوقات التي لم تسمح لنفسك بالتصرف بحرية؛ كأن تختار العمل بدلًا من المرح مع أصدقائك وعائلتك. فمع تقدم السن الشيء الوحيد الذي سيبقى معنا هي الذكريات التي صنعناها أو عشناها، ولربما لم تعش أفضل ذكريات نظرًا لصعوبات الحياة التي مررت بها، لكن من مسؤوليتك صنع الذكريات السعيدة، لذلك خصص لنفسك أوقاتًا للاستمتاع والراحة.

    *ضبط النفس الزائد يصنع مسؤوليات زائدة: فنجد أن الأشخاص الذين يضبطون أنفسهم عن التسويف ويقومون بإنجاز الأعمال بسرعة فائقة معرضين لأخذ أعمال ومسؤوليات زائدة عن حدهم، والأشخاص ذوي الانضباط العاطفي الذين لا يذرفون الدموع ولا يعبرون عن حزنهم ولا يسمحون لأنفسهم بالانهيار يكونون الأفراد الذين يعود معظم معارفهم لهم لكي يتحدثوا عن مشاكلهم وأتعابهم عندهم.

     آخر ما تود القيام به أثناء مرورك في أصعب فترات حياتك هو تحمل مسؤوليات لا علاقة لك بها، لذلك خذ الأمور ببساطة واسمح لنفسك بالقليل من التساهل؛ فلا أعتقد أنك سترغب بالمزيد من العمل ليتكدس فوق المشاكل التي تمر بها، ولا تود الاستماع لأفكار أحدهم عن سوء العالم أثناء شعورك بمشاعر مظلمة في داخلك.

      الضبط الزائد للنفس سيتعبك حقًا؛ لكن الانهيار التام والسماح للأمور بالمرور من أمامك دون تحريك ساكنًا للتعامل معها ليست أفضل فكرة أيضًا. وغالبًا ستمر بالانهيار أثناء الظروف الصعبة -حتى ولو كان صامتًا لا ينتبه إليه أحد-، وأنصحك بالأمور الآتية لكي تصل لحالة من التوازن بين ضبط النفس والسماح لها بالتنفس والراحة دون الضغط عليها:

     *أبقى على اتصال مع مشاعرك: اسأل نفسك دومًا عن المشاعر التي تشعر بها ولا ترفضها مطلقًا، لكي تتعامل معها بالطريقة الصحيحة على الفور، وأعمل على الوصول إلى حالة من السلام والرضا الداخلي. وتتركز أهمية الاتصال الدائم مع العواطف في مراقبتها لتجنب انفجارها على شكل تصرفات سلبية ستؤذيك أنت ومن حولك.

     فشعورك بالغضب قد ينتهي به الأمر بالانفجار على شكل صراخ وتكسير وإهانة لفظية لشخص غير محظوظ، شعورك بالعار بسبب الموقف الذي تمر به قد يدفعك إلى محاولة التقليل من قيمة وجهود الآخرين، الحزن الشديد واليأس الذي تمر به سيجعلك تفكر بحلول وهمية وخاطئة لإنهاء المشاكل كالانتحار مثلًا.

      *حافظ على نشاطك البدني والعقلي: ترك نفسك للفراغ سيجعل الأمور تزداد سوءً؛ بل في بعض الأحيان سيجعل خطوة الاتصال مع المشاعر تزداد عن حدها فينتهي بك الأمر بالتفكير الزائد والعيش في المشاعر لمدة أكبر من التي تستحقها. المحافظة على نشاطك البدني بممارسة الرياضة وتمارين التمدد ورياضة اليوغا، وتجنبك للجلوس بالأرجاء طوال اليوم لندب حظك السيء سيحفز جسدك على إفراز هرمونات السعادة بمختلف أنواعها التي ستخفف من توترك وحزنك، وتساعدك على الشعور بالتفاؤل في أظلم لحظات حياتك، وهذه الهرمونات قادرة على تحفيز الإرادة لديك للقيام بالخطوات اللازمة لكي تخرج نفسك من هذه الظروف.

      الحفاظ على النشاط العقلي كقيامك بالقراءة والكتابة، وممارسة التأمل والضحك مع من تحب، سيساعدك على الإبقاء على حالة نفسية وعقلية متزنة تسمح لك برؤية الأمور على حقيقتها وتظهر الحلول والتصرفات الصحيحة والمنطقية التي يجب عليك القيام بها في مثل تلك الظروف.

        *توقف عن لوم العالم والظروف: الظروف الصعبة ما هي إلا من الأمور الطبيعية التي سنمر بها جميعًا سواء شئنا أم أبينا، وحتى لو كانت ظروفك أصعب من ظروف من حولك أو أسهل؛ لا أحد على هذا الكون سواء فوق الأرض أو تحتها سيكون قادر على تجاوزها سواك وبالطريقة التي ستقوم بتجاوزها. فظروفك وبكل تأكيد موكلة ومكتوبة خصيصًا لك حسب قدراتك وتحملك، فلا تلوم الشيء الذي خلقت مع قدرة التعامل معه والتخلص منه في يوم ما على سبب البؤس والحزن في حياتك.

       لا تتخلى عن مقعد السائق في عربة حياتك بتخليك عن مسؤولية فيها بسبب العالم من حولك؛ ففي أغلب الأحيان العالم ليس له أي قدرة أو يد في ما تمر به في حياتك، أو على أقل التقدير لا أحد في العالم يستطيع التحكم في ردة فعلك اتجاه الأمور التي تمر بها. فالشخص الظالم الذي سبب بعض المشاكل الصعبة في حياتك وكان سبب الظروف التي تمر بها؛ لا علاقة له بِنوع ردة الفعل والحلول التي ستقوم بها. تحكم بما تستطيع التحكم به ولا تلم نفسك عن الأمور الخارجة حقًا عن يدك.

        *اصنع أهدافًا مستقبلية: الظروف الصعبة التي تمر بها حاليًا ستشعرك في غالب الوقت بأنك عالق في الوقت الحالي، وتجعل من المستقبل كابوسًا تستمر به هذه المشاكل. اصنع لنفسك أهدافًا ونظرة مستقبلية إيجابية تتطلع إليها وتجعلك تعمل بجد على تجاوز هذه الظروف بدلًا من العيش فيها، وليس من الضروري أن تتعلق الأهداف بشكل مباشر بالظرف؛ فيستطيع أحد الأشخاص الذي يمر حاليًا بمرض صعب وضع هدف مثل كتابة كتاب أو أن يصبح متمرسًا في الرسم. 

       ويستطيع أيضًا وضع أهداف صحية تساعده على التعافي بشكل أسرع من مرضه؛ كأن يخسر الوزن الزائد غير الصحي أو أن ينتظم بممارسة الرياضة ورفع الأثقال. هذه الأهداف بغض النظر عن صغرها أو كبرها، أو قرب تحقيقها أو بعده ستجعلنا نرى العالم الذي ينتظرنا  بعد رفع البلاء، وتخرجنا من دائرة الظروف الحالكة وتذكرنا دومًا أن العالم أكبر وأسعد من المكان الذي وجدنا أنفسنا نمر به في هذه الفترة المعينة من حياتنا. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة
profile/ياسمين-حسن-نمر
ياسمين حسن نمر
مرشدة نفسية وتربوية في الجامعة الاردنية (٢٠١٣-حالياً)
.
١٤ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
من خلال التمسك بالإرادة والقدرة الحقيقة فذلك مولد يساعد الشخص على ضبط نفسه ، فالإرادة استجابة يقوم بها الدماغ والجسد معا وهي رد الفعل على صراع داخلي ، وأن الجزء المسؤول عن ذلك هو قشرة الفص الجبهي الموجودة في الدماغ فهو الذي يساعدنا على تنظيم سلوكنا ويمكن الاهتمام بهذا الجزء عن طريق التغذية السليمة والحصول على النوم الكافي.

بالإضافة إلى ذلك ومن المثير للأهتمام القول أن حياة الانسان مليئة بالمنغصات ، ولذلك أن عملية ضبط النفس تحتاج الى تدريب من أجل تنميتها من خلال تعلم طرق إدارة التوتر وذلك يتم من خلال التنفس بعمق وببطء للتخفيف من التوتر والمحافظة على الهدوء والاسترخاء والتفكير جيدا والعد إلى العشرة قبل القيام بأي خطوة أو قول أي كلمة قد تندم عليها مستقبلا .

وبالنهاية أن الحديث الايجابي مع النفس قد يساعد في عملية ضبط النفس ، وأن هذه العملية لا تتم بين ليلة وضحاها فهي تحتاج الى وقت طويل لاتقانها والتحكم في ذاتك في أحلك ظروف الحياة ، فأعلم أنك أنسان فريد ومميز من نوعك فما يعجبك لا يعجب الاخر ، لذلك أن اختلاف الاراء بينك وبين الاخرين أمر طبيعي ، لذلك تقبل واقعك وابعد افكارك السلبية وحافظ على الاشخاص الايجابين من حولك لتنعم بالسعادة والراحة النفسية ، وتذكر قوله تعالى :  «الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين» ، فهذه الصفة من صفات المؤمنين لذلك عند غضبك اعمل على الاستعاذة دائما من الشيطان .

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة
مستخدم مجهول
مستخدم مجهول
قبل ٣ سنوات

اعتقد ان تفكر بماذا سيحصل ان لم تضبط نفسك

profile/لؤلؤة-نادرة
لؤلؤة نادرة
فلسفة الحياة
.
١٢ يوليو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
عندما تصمت وينتظرك الجميع أن تنفجر بالكلام وتضبط نفسك وتتعلم أن تكون صلباً وقوياً