إن أفضل الأعمال إطلاقا هو الصلاة على وقتها، ولكن قد يعتري المسلم بعض الأمور التي من الممكن أن تمنعه بأن يصلي الصلاة على وقتها كالنوم وغيره،
ففي هذه الحالة يجب على المسلم والمسلمة التي تفوته صلاة أن يقضيها.
- والأدلة على ذلك كثيرة منها :1- لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها
فليصلها إذا ذكرها فإن الله يقول أقم الصلاة لذكري) رواه مسلم.
2- وقوله صلى الله عليه وسلم: (
من نسي صلاةً فليُصلِّ إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) رواه البخاري.
3- قول الله تعالى: " أٌقيموا الصلاة " فلم يفرق بين أن يكون في وقتها أو بعدها، والأمر هنا يقتضي الوجوب،
فقضاء الصلاة واجب.4- عن أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنْ الصَّلَاةِ. قَالَ بِلَالٌ: أَنَا أَحْفَظُكُمْ.
فَاضْطَجَعُوا، فَنَامُوا، وَأَسْنَدَ بِلَالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَالَ: يَا بِلَالُ، أَيْنَ مَا قُلْتَ؟.
قَالَ: مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَهٌ مِثْلُهَا قَطُّ! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ، فَرَدَّهَا حِينَ شَاءَ، قُمْ يَا بِلَالُ فَآذِنْ النَّاسَ بِالصَّلَاةِ). متفق عليه.
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (5/ 106) : " وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( يا بلال، قم فأذن للناس بالصلاة) دليل على أن الصلاة الفائتة يؤذن لها بعد وقتها عند فعلها "
5- قول الحسن والشعبي والنخعي يجوز له أن يصلي من غير أذان إذا كان داخل الوقت، فقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : من نام عن صلاة، هل يؤذن لها ؟ فأجاب:
" القاعدة الأذان،
إذا كان قد خرج الوقت. أما إذا كان في الوقت فقد أذن الناس ويكفي، ويقيم، والحمد لله . أما إذا استيقظ بعد الشمس فالسُّنة أن يؤذن ويقيم " فالمستحب أن يخفي ذلك ولا يجهر به ، ليغر الناس بالأذان في غير محله "
6 - وإتفق جمهور العلماء والأئمة الأربعة، على أن
قضاء الصلاة التي فاتت على المسلم واجبٌ في جميع الحالات، سواء فاتته عمداً أو سهواً، إنما الفرق بينها من جهة الإثم أو عدمه..
- فمن خلال هذه الأحاديث والنصوص السابقة نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين بقضاء الصلوات الفائتة بسبب عذر أو نوم.
- وعليه : فأي مسلم أو مسلمة تفوتهما صلاة سهواً أو نسياناَ فلا إثم عليهما، أما من فاتته الصلاة لأنه تركها عمداً وهو غير جاحد بها فهو آثمٌ اثماً عظيماً، وتارك الصلاة جاحداً لوجوبها كافر بإجماع أهل العلم لحديث جابر رضي الله عنه: ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) رواه مسلم، ويعتبر تارك الصلاة جاحداً كافراً ويقتل على الفور .
- أما تاركها تكاسلاً فقد اختلف أهل العلم فيه هل يكون بذلك كافراً أم لا ، وقال العلماء في حكمه أن يستتاب ثلاثة أيام، فإن رجع وتاب وصلى تاب الله عليه ، وأن بقي بدون توبة يقتل حداً أمام الناس لأنه يعتبر مرتداً.
- وخلاصة القول :- فإن قضاء الصلوات الفائتة واجب فهي لا تسقط بل تبقى بذمة الإنسان وعليه أن يؤديها في وقت آخر، وإن كان قد نسيها فوقتها حين يذكرها.
وكيفيتها: ان تصلي الفرض الذي يأتي في الوقت الأول ثم وقت القضاء
فمثلا: تصلي الصبح الصلاة الحاضرة ثم تصلي الصبح الصلاة الفائتة، ثم تصلي الظهر الصلاة الحاضرة ثم الظهر الصلاة الفائتة وهكذا.
- المصادر :
1-
موقع الإسلام سؤال وجواب