عزيزي السائل، يُمكن للأصدقاء أن يغرسوا القيم الأخلاقية في بعضهم البعض عن طريق ما يأتي:
يلعب الأصدقاء دور مهم في غرس القيم والأخلاق، لأنّ الصديق يتأثر بسلوك صديقه حسب درجة الصداقة التي تجمعهما، فكلما كانت درجة الصداقة أكبر كان التأثر أكبر، لذا من المهم وجود الأصدقاء في الحياة الاجتماعية، وتكوين روابط قوية متينة بعلاقات صحيّة.
يقوم الصديق بتقليد صديقه بالقول والفعل وإنْ كان خاطئًا بالرغم من معرفته بذلك، وهذا يندرج تحت مسمى التقليد الأعمى بحكم الوقت الطويل الذي يقضيه برفقة صديقه، فيجب على الأهل الانتباه دومًا لأصدقاء أبنائهم وبناتهم، لذا يقع على عاتقهم توجيههم نحو الأصدقاء الصالحين والأوفياء.
من الجدير بالذكر أن جزء كبير من الشخصية والأفعال والأقوال تتشكل من المحيط الخارجي بما فيه الأصدقاء، ومن أعظم النعم أن إحاطة النفس بأصدقاء يتّسمون بالأخلاق الجميلة والصفات الصالحة، من خلال التشجيع على الخير والعمل الصالح.
يُشارإلى أن تأثير الأصدقاء قد يكون إيجابي عند اختيار الصحبة الصالحة، ولأن لهم تأثير كبير فيساعد الصديق صديقه على زيادة ثقته بنفسه في موضع ما، ويغرس فيه حب الخير للآخرين، فستتطور بذلك القيم الحسنة لديه وسيساعد في تشكيل أفضل نسخة من شخصيته ليُصبح التنافس على الخير أقوى.
يُمكن للصديق أنْ يغرس في نفس صديقه أهمية القرب من الله تعالى في السراء والضراء من خلال الصلاة والدعاء، وبذلك يُقلل من الأوقات الصعبة التي يمر بها الصديق لأنّه سيجد من يقف معه ويُخفف حزنه وتوتره.
أفضل أنواع الصداقة صداقة الآباء مع أبنائهم، هذا النوع من الصداقات يُساعد على تخطي العديد من المشاكل قبل وقوعها، لأنّ الآباء والأمهات يعرفون تمامًا ما هي اهتمامات أبنائهم وبناتهم ولا يوجد أحد يخاف على مصالحهم مثلهم، فتوطيد الصداقة معهم يُساعد على حمايتهم من الانحراف الموجود في البيئة الخارجيّة.