كيف يشعر الإنسان بعد أن يظلم غيره وهل يمكن أن يكون مرتاحاً

1 إجابات
profile/ياسمين-حسن-نمر
ياسمين حسن نمر
مرشدة نفسية وتربوية في الجامعة الاردنية (٢٠١٣-حالياً)
.
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
قد يشعر الظالم بعد ظلمه لغيره بتأنيب ضمير قد يكون مؤقت مع الوقت ينساه لانه لو لشعر بتأنيب ضمير حقيقي لذهب الى غيره وطلب السماح منه وأصلح الامور بينهما ، فلذلك قد يشعر الظالم بالقوة وانتصاره على غيره امام الاخرين إلا أن الظالم في الحقيقة يشعر بالنقص ويحاول تعويض ضعفه بظلم الآخرين له والسيطرة عليهم وفي كل الاحوال أن الظالم شخص غير سوي وغير مستقر عاطفيا يعاني من القلق والتوتر النفسي وبالتالي يعاني من مشكلة التكيف مع الاخرين ويفقد الرضى عن نفسه وعن حياته ويفقد السعادة ويشعر بالحزن وقد يكون عرضة للعديد من الاضطرابات النفسية ، فالظالم الذي يظلم غيره أناني وطماع بطبعه، يكره نفسه ويظلمها بسبب ظلمه لغيره، فهو لا يعمل للآخرين ويحب لهم كما يعمل ويحب لنفسه .

بالاضافة الى ذلك ومن المثير للأهتمام تذكر قوله تعالى : {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ . مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم:42، 43]. 

وبالنهاية أن الظالم لا يعرف السعادة ولا الراحة في حياته ، وقد يعاني من دمار نفسي ولا يحبه أحد من الناس ، فقد تعهّد الله -سبحانه وتعالى- باستجابة دعاء المظلوم ولو كان كافراً، فقال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (اتّقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافراً، فإنّه ليس دونها حِجاب) فدعوة المظلوم سلاح له يستخدمه كيف يشاء فلذلك يبقى الظالم دائما خائف من دعوة المظلوم فلا يعرف طعم السعادة ، وإنّ الله -سبحانه وتعالى- توعّد للظالمين بتعجيل العقوبة لهم في الدنيا؛ لسوء الظلم، وكثرة أضراره على المجتمع ، وقد يعاني الظالم من الحرمان البركة وزوال النِّعم لديه وغيرها العديد .