مواقع التواصُل الاجتماعي قبل خمس عشرة سنة لم تكن موجودة، ولم يكن هناك أي حاجّة حقيقية لوجودها.
في عام 2007 كان أول ظهور لموقع الفيس بوك بيننا، حيث إنّ الغالبية كان لديهم حساب على الفيس بوك، وقامت إحدى الصديقات بدعوتي لإنشاء حساب فيه، ولم نكن نعلم حينها أن الفيس بوك سيصبح جزءاً أساسياً من هويتنا في الحياة، فمِثلما لديك هويّة شخصيّة، ورخصة قيادة، وشهادة ميلاد، لا بدّ أن يكون لديك أيضاً حساب على الفيس بوك.
في بداية ظهوره لم تكن الهواتف الذكيّة موجودة بعد، ولكن بعد ظهورها، أصبح الفيس بوك شيئاً مُلازماً لنا في كل لحظة وفي كل وقت، ومن هنا بدأ يُستخدَم في توثيق ونشر كل ما يحدث حولنا من مواقف، وأخبار، وأحداث، وتفاصيل، وبدأ الناس يتفاعلون أكثر، وبدأ الموقع أيضاً يُضيف خصائص وميزات أكثر تُسهّل على الناس هذه المهمّة.
إذ لم يعُد مُجرّد منصّة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة والتعرّف على أشخاص جُدد، بل أصبح أداة إعلاميّة قويّة ومؤثرة وذات صوتٍ عالٍ، فحتى تستطيع أن تُسلّط الضوء على قضيةٍ ما، فكل ما عليك فعله هو أن تُشارِك وتنشر قضيتك مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص على منصّات التواصل الاجتماعي.
إذن هذه هي الأهمية الكُبرى لمواقع التواصل الاجتماعي، التأثير في الرأي العام وتوجيهه. ومنح الأشخاص العاديين فرصة التعبير عن آرائهم وأفكارهم بحريّة تامّة.
الأهمية الأُخرى لمواقع التواصل الاجتماعي، أنها منحت الفُرصة لأصحاب العمل في تسويق بضائعهم والترويج لها، وبالتالي زيادة نسبة المبيعات، وزيادة نسبة عدد الزيارات إلى الموقع الإلكتروني، وبالتالي زيادة نسبة الأرباح.
بالإضافة إلى كونها أداة مُهمّة سهلّت عملية التواصل مع الشخصيّات المُؤثرة في الحياة من خُبراء ومتخصصين في كافة المجالات العلميّة والفنيّة والأدبيّة وغيرها.