كيف يستطيع الإنسان أن يخدع شخص آخر في التعامل معه ويخونه فترة طويلة دون أن يعتذر بعد الجرح؟

هذا لأنه شخص مُدرك و واعي لما يفعل و يفعل ذلك بناءاً على تخطيط و وضع إستراتيجيات معينة بما يناسب حاجاته و رغباته،  هو غير نادم لأنه يعرف جيداً ماذا يفعل، و لِما فعل ذلك، فدوافع ذلك السلوك بالنسبة له مبررة اخلاقياً و إنسانياً حسب تفكيره، فلذلك هو لا يشعر بالندم..

منذ البداية قد تكون هناك بعض المؤشرات التي تخبرنا أن هذا الشخص يمتلك القابلية للخداع أو الكذب ولكن أحيانا نختار ألا نصدق أنفسنا لأن هذا الشخص يمنحنا شعوراً بالسعادة أو الراحة فنتخلى عن حذرنا ونتعامل بثقة مطلقة ونغفل عن حقيقة أن المعايير الأخلاقية تختلف درجتها من شخص لآخر فإذا كنت من الأشخاص الصادقين في جميع جوانب حياتهم هذا لا يعني أن الجميع كذلك ، كما أن بعض الاشخاص يبررون لأنفسهم بعض السلوكات غير المقبولة حتى لا يشعروا بتأنيب الضمير ، المجتمعات مليئة بالاشخاص المتضادين ، المستقيمين والمجرمين ، الصادقين والكاذبين ، الواضحين والمخادعين ....
لذلك فإن أكبر معروف قد نقوم به تجاه انفسنا أن نتعلم الدروس ونأخذ العبرة للتجارب المماثلة في المستقبل بدلاً من إهدار طاقاتنا على أشخاص سلبيين

اذا اردنا تفسير سلوك هذا الشخص من ناحية علمية فأن الذي يفسر سلوك الشخص هذا هو الفشل في نمط التعلق في مرحله الطفولة ( أن الطفولة هي مرحله لا يجب الاستخفاف بها)لذلك فأن الطفل الذي لم يقوى لديه رابط تعلق من عمر ٩ شهور سواء مع الوالدة أو الوالد فأن سوف يخلق منه شخصيه غير عاطفية ولا وجدانية فقط يستخدموا الاخرين  من اجل تحقيق أهدافهم وغير قادرين على تكوين علاقات حب تربطهم وتستمر مع الآخرين لذلك علاقتهم ستبقى ضحله (وهنا يجب التنويه على خطورة أماكن الرعاية النهارية التي يمضي فيها الطفل أغلب وقته حيث قد يحتاج الطفل اثناء تواجده في أماكن هذه الرعاية الى والديه فعندما لا يجدهم قد يخلق لديه حاله من الحداد وبعد ذلك تطور ليصبح شخص غير عاطفي وغير قادر على تكوين روابط مع الآخرين )