الصدق مع النفس يكون عندما لا يخدع المسلم نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم: "دع ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة".
مثلاً أقف مع نفسي وأقول أنا فيّ العيب الفلاني، إذن لن أنشغل بـ"المكياج المعنوي" وأظل أقول لنفسي ليس فيّ عيوب، وأبرر أولا لنفسي ثم أشرحها لغيري فأكون أكذب على غيري أيضا، لكن لو أنني صادق مع نفسي فلن أحتاج إلى أن أكذب على غيري، فكثيرا ما يكون الكذب على الآخر تابعا للكذب على النفس. ومن ضمن الأشياء التي من الممكن أن نفعلها أن نبحث على العيوب التي نقول إنها ليست فينا ونصدُق مع أنفسنا، ولو مرة صادقة بحق.
وأما الصدق مع الناس يكون بما يلي:
- صدق القول فلا تروج عليهم كذباً، ولا تنشر بينهم شائعة، بل أصدقهم القول، وتحرّ الصواب فيما تخبرهم به، وتثبت فيما تنقله إليهم ولا تكن كحاطب ليل، فإن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال: كفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع، فلا تكن بوقاً ينقل الكلام بلا بصيرة، ولا أناة، ولا تكثر من القول فيما لا نفع فيه.
- صدق النصح والإخلاص لهم وذلك بأن تحرص على تحصيل مصالحهم وجلبها لهم، وأن تعمل على تعطيل مفاسدهم وتدفعها عنهم، فكن لهم أصدق من يَدّلهم على الخير، ويكشف لهم الشرº فإنهم أقرب إليك، وأدنى منك وأحب عندك، فاصدقهم فيما ينفعهم، وكن معهم فيما فيه الخير.
وفيما يروى عن الصدق أن هاربًا لجأ إلى أحد الصالحين، وقال له: أَخْفِني عن طالبي، فقال له: نَمْ هنا، وألقى عليه حزمة من خوص، فلما جاء طالبوه وسألوا عنه، قال لهم: ها هو ذا تحت الخوص، فظنوا أنه يسخَرُ منهم فتركوه، ونجا ببركة صدق الرجل الصالح.
المصادر
صيد الفوائد