دعني أوضح بدايةً الفرق بين الشكوى الكيدية والدعوى الكيدية لكي نميز بينهما لاحقاً.
فالدعوى الكيدية تدخل في القسم الحقوقي من الدعاوى، أما الشكاوى الكيدية فهي تدخل في القسم الجزائي، بحيث يقوم الشخص بتقديم شكوى كيدية لدى الأمن، وبالحالتين يكون الهدف منهما ابتزاز الطرف المشتكى عليه أو التبلي أو بهدف الانتقام منه.
ويمكن التثبت من كيدية الشكوى خلال مرحلة التحقيق وحتى عندما تحال الدعوى إلى المحكمة المختصة وينظر فيها القاضي.
خلال فترة التحقيق
فالمدعي العام أو قاضي التحقيق سيتمكن من خلال البحث عن حقيقة وقائع الشكوى وتبيان تعارض الأدلة أو انتفائها خلال التحقيقات التي يجريها في القضية، وسيتبين له عدم مسؤولية المشتكى ضده وسيتم إسقاط الشكوى.
خلال المحاكمة
وإذا تم إحالة الدعوى إلى المحكمة فالقاضي يبني حكمه على قناعاته في البينات المقدمة له، وستتاح الفرصة للمشتكى عليه الدفاع عن نفسه وتقديم ما يثبت أن ما أسند إليه مجرد ادعاءات وافتراءات.
ما يحق للمتضرر من الشكوى الكيدية
وبعد ثبوت براءته وعدم مسؤوليته، صار بإمكانه أن يقوم هو بتقديم شكوى افتراء بحق الشخص صاحب الشكوى الكيدية، وجرم الافتراء قد نصت عليه التشريعات الجزائية المختلفة، كذلك له أن يقوم بالمطالبة بالتعويض المادي والمعنوي عن الضرر الذي لحقه جراء تقديم تلك الشكوى الكيدية ضده.
ويمكن القول بأن هذه الدعاوى مؤثرة نوعاً ما على العدالة، فإن الشكاوى الكيدية عادة ما يقوم أصحابها بافتعال الأدلة وتزويرها من أجل ضمان الإيقاع بالمشتكى ضده.
82 مشاهدة
