كيف يؤدي إصابة الأم بسكري الحمل إلى إصابة المولود بالسكري من النوع الثاني في سن متقدم؟

هناك عدة عوامل وراء ازدياد فرصة الإصابة بسكري النوع الثاني للمولود الذي كانت أمه تعاني من سكري الحمل خلال فترة حمله، بحيث يسبب سكري الحمل عند الأم إلى ارتفاع مستوى السكر في دم الأم والذي ينتقل إلى دم الجنين من خلال المشمية وبالتالي حدوث مايسمى برد فعل لجسم الجنين من خلال إفرازه للإنسولين بكميات كبيرة خلال فترة الحمل وبالتالي زيادة فرصة حدوث مقاومة الإنسولين خلال الحمل او لاحقا في مابعد.

بالإضافة إلى ان سكري الحمل يسبب ولادة مولود بوزن زائد وهو من اكثر العوامل البيئة التي تؤدي إلى الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ان اصابة الام بسكري الحمل خطر يمكن ان لا ينتج عنه اي ضرر للام و جنينها اذا تم المحافظة على معدلات السكر طول فترة الحمل . لكن بنفس الوقت  و لسوء الحظ ، فان خطر هذا المرض يمكن ان ينتهي باصابة المولود بالسكري من النوع الثاني عند تقدمه في العمر . حيث ان زيادة نسبة السكر في دم الام تنتقل للجنين الذي يحمل بنكرياس سليم يعمل على زيادة نسبة الانسولين بشكل كبير طوال فترة التعرض خلال الحمل مما يؤدي الى ميوله لمقاومة الانسولين مع تقدم العمر ، حيث يعتبر السبب الرئيس لمرض السكر من النوع الثاني. عدا عن ذلك فان هذا المولود يولد بحجم اكبر من الحجم الطبيعي المعتاد و يكون يعاني من سمنة تحول وراء تعرضه لمشاكل اخرى يمكن ان تودي به نحو الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني مع تقدم العمر . 
لكن ترجع معدلات حدوث الاصابة بالمرض الى مجموعات من الؤثرات البيئية الاخرى التي تساعد في الاصابة او منعها . 

يعتبر سكري الحمل Gestational Diabetis احد أنواع مرض السكري، إذ يتسبب في حدوث ارتفاع في مستوى سكر الجلوكوز في الدم عند الأم وعدم استغلال الخلايا له بالشكل الصحيح، الأمر الذي يتسبب في حدوث مضاعفات على الجنين، إذ يزيد ذلك من احتمالية إصابته بالسكري من النوع الثاني مستقبلا وذلك لأن سكري الحمل يسبب السمنة عند الأطفال حديثي الولادة وحيث أن السمنة تعتبر من عوامل الخطر للإصابة بالسكري من النوع الثاني فإن ذلك يعرضهم للإصابة به بشكل أكبر، كما أن تعرض الجنين إلى الدم الذي يحتوي على تركيز عال من الجلوكوز طوال فترة الحمل قد يتسبب في زيادة افرازه الأنسولين وبالتالي زيادة احتمالية حدوث مقاومة الأنسولين لديه 

- سكري الحمل هو أقل الأنواع خطورة على الأم والجنين, يصيب 3 -6% من الحوامل, سببه هرمونات المشيمة ومعظمه لا يحتاج للإنسولين بل الحمية ويعود بعد الولادة
- ولكن عدم ضبطه أثناء الحمل يؤدي إلى هروب كميات كبيرة من السكر للجنين وتضخم حجمه وقد يتعرض المولود لإنخفاض السكر واليرقان وصعوبة التنفس والتشوهات الخلقية والتعرض لاحقا للسمنة وداء السكري
- هناك دراسة نشرت في 2009 عن مخاطر مستقبلية لسكر الحمل على الأم والطفل وجدت أن لدى الأم مخاطر الإصابة بالسكري 3 أضعاف الناس العاديين والطفل 8 أضغاف (للسكري أو ما قبل السكري) في سن 19 - 27 سنة

يؤدي اصابة الام بسكري الحمل لاصابة الطفل المولود حديثاً بفرط بالسمنة حيث يقدر وزن جنين الام المصابة بسكر الحمل بوزن أكبر من الوزن الطبيعي للطفل حيث من الممكن أن تحتاج الام لعملية قيصرية للولادة.
 وتؤدي السمنة لارتفاع نسبة الدهنيات في جسم المولود وتراكمها فوق انسجة جسمة لتحول بين امتصاص الخلايا للانسولين و تراكم نسبة الجلوكوز و تركيزها بالدم.

وقد يصاب الطفل بمجموعة من المشاكل بعد مرحلة الولادة، مثل ضعف وظائفه الحركية، وارتفاع معدلات الكسل أو فرط النشاط لديه.
 حيث أن  تعرض الجنين لمستويات عالية ومركزة من السكر أو الجلوكوز المركز، يؤدي إلى التأثير على نموّه.

وان ارتفاع السكر وزيادة نسبة الجلوكوز في دم الأم تنتقل إلى الجنين، وتتحوّل من سكر إلى دهنيات تتجمع حول جسم الجنين و تؤدي لمشاكل و اعاقة اثناء الولادة.

تؤدي كميات السكر والدهون المتركزة في جسم الجنين لاعاقة تنفسه ثبل و اثناء عمليات الولادة مما يهدد حياة الجنين حيث يمكننا القول بأن سكر الحمل يمكن أن يؤدي إلى موت الجنين داخل الرحم، أو حدوث ولادة مبكرة للجنين وهو غير مكتمل النمو.