من حكمة الله تعالى أنه أبقى إبليس حياً إلى يوم القيامة وذلك لاختبار العباد في طاعته أم لا؟ وحتى يقوم الشيطان بدوره في إغواء الناس وصدهم عن دين الله وليميز الله تعالى الخبيث من الطيّب.
فقال تعالى: ( قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ) سورة الأعراف (14-15).
- وقوله تعالى :( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) سورة الحجر: (37-38)
- وهذا اليوم المعلوم هو : يوم النفخ في البوق النفخة الأولى وذلك بعد أشراط الساعة الكبرى - فيغضب رب العالمين غضب يليق بجلاله، لأنه لا يبقى على الأرض من يقول الله - فيأمر إسرافيل بالنفخ في البوق فتموت جميع الخلائق ومنهم إبليس اللعين .
- قال الله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ) سورة الزمر (68).
- قال ابن عباس - رضي الله عنه - في تفسير هذه الآية: أراد به النفخة الأولى. أي حين تموت الخلائق. وقيل : الوقت المعلوم الذي استأثر الله بعلمه ويجهله إبليس فيموت إبليس ثم يُبعَث؛ قال الله تعالى : ( كل من عليها فان ) سورة الرحمن 26 .
- قال الإمام الشوكاني في تفسير هذه الآيات: " .. ( إلى يوم الوقت المعلوم ) : الذى قَدَّرَهُ الله لفناء الخلائق وهو عند النفخة الآخرة، وقيل هو النفخة الأولى. قيل إنما طلب إبليس الأنظار إلى يوم البعث ليتخلص من الموت لأنه إذا أنظر إلى يوم البعث لم يمت قبل البعث وعند مجيء البعث لا يموت فحينئذ يتخلص من الموت فأجيب بما يبطل مراده وينقض عليه مقصده وهو الأنظار إلى يوم الوقت المعلوم وهو الذى يعلمه الله ولا يعلمه غيره " فتح القدير ( 4 / 446 ) .
- ومن الآثار التي تحدثت عن موت إبليس ما يلي :
1- عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قال: أراد إبليس أن لا يذوق الموت، فقيل: قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ* إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ. قال: النفخة الأولى يموت فيها إبليس، وبين النفخة والنفخة أربعون سنة، قال: فيموت إبليس أربعين سنة. كتاب الدر المنثور للسيوطي.
2- وما ورد عن قصة موت لإبليس في كتاب (تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين) لأبي الليث السمرقندي الحنفي،
( أن كعب الأحبار كان يحدث الناس، وهو يقول: لما حضر آدم -عليه الصلاة والسلام- الوفاة قال: يا رب، سيشمت بي عدوي إبليس إذا رآني ميتًا، وهو منظر إلى يوم القيامة؟ فأجيب: أن -يا آدم- إنك سترد إلى الجنة، ويؤخّر اللعين إلى النظرة؛ ليذوق ألم الموت بعدد الأولين والآخرين، ثم قال لملك الموت: صف كيف تذيقه الموت؟ فلما وصفه قال: يا رب، حسبي ، فضج الناس، وقالوا: يا أبا إسحاق، كيف ذلك؟ فأبى، فألحّوا، فقال: يقول الله سبحانه لملك الموت عقيب النفخة الأولى: قد جعلت فيك قوة أهل السماوات السبع، وأهل الأرضين السبع، وإني ألبستك اليوم أثواب السخط والغضب كلها، فانزل بغضبي وسطوتي على رجيمي إبليس، فأذقه الموت، واحمل عليه فيه مرارة الأولين والآخرين من الثقلين أضعافًا مضاعفة، وليكن معك من الزبانية سبعون ألفًا قد امتلؤوا غيظًا وغضبًا، وليكن مع كل منهم سلسلة من سلاسل جهنم...
- وراوي هذه القصة إسناده ضعيف وتالف ولا يعتمد عليه ، وقد تكون من أخبار الإسرائيليات التي لا نصدقها ولا نكذبها، والله أعلم .