كيف لاحظ علماء اللغويات وجود علاقة لغوية بين بعض من اللغات المنتشرة في الهند واللغات الأوروبية؟

1 إجابات
profile/حيدر-كمال-عبود
حيدر كمال عبود
اهتمام باللغويات والتاريخ والحضارة البشرية القديمة والمعاصرة
.
٢٠ فبراير ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
تزايدت أعداد الزوار الأوروبيين إلى شبه القارة الهندية في القرن السادس عشر، ومن خلال دراستهم للغات المحلية في الهند لاحظوا تشابهاً يربط بين لغات الشعوب في هذه البلاد البعيدة من جهة ولغات أوطانهم في أوروبا من جهة أخرى، فكتب العالم الإنجليزي "توماس ستيفينس" عام 1583 رسالة من منطقة جوا الهندية إلى شقيقه وصف فيها التشابه بين اللغات الهندية المتنوعة واللغتين اليونانية واللاتينية. بعدئذٍ لاحظ التاجر الإيطالي "فيليبو ساسيتي" عام 1585 تشابهاً بين اللغتين السنسكريتية والإيطالية من خلال مقارنة عدد من المفردات الأساسية مثل الكلمات المعبرة عن الأعداد أو عناصر الطبيعة. وفي عام 1647 استنتج عالم اللغويات الهولندي "ماركوس زويريوس فان بوكسهورن" بعض أوجه العلاقة بين اللغات الآسيوية والأوروبية ووضع فرضية تقول إنها تنحدر من أصل لغوي واحد. ومن ثم قام الباحث الفرنسي "جاستون كوردو" بإجراء مقارنة شاملة بين النحو الصرفي للغات السنسكريتية واللاتينية واليونانية في أواخر حقبة الستينات من القرن الثامن عشر. تمخضت تلك الجهود المتواصلة عن محاضرة للمستشرق البريطاني وليم جونز ألقاها أمام الجمعية الآسيوية في البنغال عام 1786 واصفاً فيها العلاقة اللغوية الوثيقة بين اللغات الكلاسيكية في الهند وأوروبا. وهكذا فقد مهد هؤلاء الباحثون الطريق أمام تطور علم اللغويات في القرنين التاسع عشر والعشرين، ووضع الخبراء الذين أتوا بعدهم مفهوماً تفصيلياً ودقيقاً لعائلة اللغات الهندو-أوروبية، ولا تزال أبحاثهم مستمرة حتى اليوم في ميدان الدراسة اللغوية لهذه المجموعة الواسعة من اللغات البشرية.