- كيف هي حال مجتماعاتنا اليوم في ظل وجود الأديان؟ هل نقوم بتطبيق التعاليم الدينيّة كما يفترض أن تكون؟ ما هي درجة فهم عامّة الناس لتعاليم دينهم؟
في الحديث عن الواقع الذي نعيشه اليوم في بلداننا فلا أجد الدين رادعًا عن أبسط الممارسات الأخلاقية التي دعا إليها مثل:
إماطة الأذى عن الطريق! لماذا؟
لماذا لا يلتزم الكثير من الأشخاص في
الصدق مع أنه من التعاليم الدينية التي ورد ذكرها كثيرًا في الأحاديث النبوية الشريفة!
لماذا تنتشر
الغيبة والنميمة ومشاعر الكره والبغضاء مع أن الأديان جميعها تدعو إلى المحبّة والسلام!
لماذا تغيب الإبتسامة الصادقة عن وجوه الأشخاص ويصرّوا على كونهم أشخاصًا مزيفين بينما في الدين الإسلامي مثلًا ورد الحديث الشريف والمشهور:
"تبسّمك في وجه أخيكَ صدقة".
كيف هو حال أسرنا المقطعة أوصالها اليوم؟ أصبح من الطبيعي وجود أخٍ لا يحدّث أخاه! أين ذهبت التوصية في
صلة الرحم!
هل يحلل التجّار أرزاقهم اليوم ويكيلوا بمكيال الصدق والإخلاص؟ أم أنهم يخزّنوا البضائع في الأزمات ويغلون علينا الأسعار؟ أين هم من الآية الكريمة "
ويلٌ للمطففين"!
هل نخلص اليوم في عملنا كما يجب أن يكون! أم أننا نعدّ الساعات ونأخّر الآخرين عن القيام في أعمالهم؟ قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلَّم: (
إن الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه)
العديد من الأمور البسيطة التي أصنفها كأمورٍ
أخلاقيّة قبل كلّ شيئ
ويفترض أن تكون نابعة من أعماقنا لا نقوم بتطبيقها لماذا؟
لنتّفق على أن أغلب تعاليم وأخلاق الأديان هي تعاليم فطرية لا يختلف عليها عاقلان، وإن الإتفاق عليها يكون بديهيًا عند الأشخاص المؤهلين فكريًا المتدينين وغير المتدينين منهم.
باعتقادي إن التأهيل الجيّد للأفراد والمجتمعات من شأنه أن يساعدها على تطبيق التعاليم الدينية بحذافيرها وعلى الفهم الصحيح لها، لأن الدين سلاحٌ ذو حدين عندما يقع في أيادي الجهل!
للأسف هذا شكل العالم مع الدين (بدون الدين) اليوم؟
لكن ياترى كيف سيكون شكل العالم مع تطبيق التعاليم الصحيحة للدين؟