كيف ذكر حيوان المرجان في القرآن الكريم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٨ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
تم ذكر المرجان في القرآن الكريم في موضعين في سورة الرحمن,

أولاً : الموضع الأول في قول الله سبحانه وتعالى :(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) سورة الرحمن.

أي: أن اللؤلؤ والمرجان يخرجان من البحرين العذب والمالح وهي قطع من اللؤلؤ أحمر جميل الشكل واللون مع أنها مياه .
-وقد قيل: إن اللؤلؤ لا يخرج إلا من المالح ولا يخرج من العذب، والذين قالوا بهذا اضطربوا في معنى الآية :فكيف يقول الله منهما وهو من أحدهما؟ فكان الجواب بأن هذا من باب التغليب ، والمقصود بالتغليب بأن أحد الجانبين يغلب على الآخر، مثلما يقال: العمران، لأبي بكر وعمر، ويقال: القمران، للشمس والقمر، فهذا من باب التغليب،

-وهناك قول آخر وهو أن تبقى الآية على ظاهرها لا تغليب ولا حذف، ويقول منهما أي: منهما جميعاً يخرج اللؤلؤ والمرجان، وإن امتاز المالح بأنه أكثر وأطيب.

-ولا يخرج المرجان من ملتقى البحرين الملح والعذب بل من البحر الملح . ولكن لا نستبعد  أن تكون المياه العذبة مصدرًا للحلي أيضا  ، فالعلم والواقع أثبتا ذلك: أما اللؤلؤ فإنه، كما يُسْتَخْرَج من أنواع معينة من البحر، يُسْتَخْرَج أيضا من أنواع معينة أخرى من الأنهار، فقد وجدت بعض  اللآلئ في المياه العذبة في إنجلترا وإسكتلندا وغيرها من البلدان الأخرى ،

ثانياً : الموضع الثاني في قول الله تعالى : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58)) سورة الرحمن

- وهذه الاية فسرها حديث عبد اللّه بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : (إن المرأة من نساء الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة من حرير حتى يرى مخها) وذلك أن الله تبارك وتعالى يقول: {كأنهن الياقوت والمرجان} فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكاً ثم استصفيته لرأيته من ورائه) ""رواه الترمذي

-وقد جاء في وصف الحور العين في الجنة أنها لتلبس سبعين حلة من حرير،  ومع ذلك يرى بياض ساقها وحسنه، ومخّ ساقها من وراء ذلك، 
وذلك لأن الله قال: ( كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ )، وشبهت كالياقوت الذي، إذا أدخلت فيه سلكا، رأيت السلك من وراء حجر الياقوت . وأنهن قد شبه بهنّ صفاء الياقوت في بياض المرجان. 
 
-وقال عمرو بن ميمون " إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة فيرى مخ ساقها من وراء ذلك كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء"، 
-وقال الحسن: هن في صفاء الياقوت وبياض المرجان.

-والمرجان: هو حيوان بحري ذو أصابع دقيقة لا فقاري صغير يبدأ  يبدأ حياته  كيرقة صغيرة جدا وهذه اليرقة  تسبح بحرية في مياه البحر مع باقي العوالق الحيوانية. وتحاول النجاة بنفسها  إذا استطاعت من الحيوانات التي تفلتر مياه البحر . وينشأ لينا ثم يتحجر ويتلون بلون الحمرة ويتصلب كلما طال مكثه في البحر   وتُعرف أنواع المرجان التي تشارك في بناء الشعب المرجانية  (أي أنها لا تتأثر بالعوامل الخارجية) أو بمعنى آخر صلبة؛ ذلك لأنها تستخرج كربونات الكالسيوم من مياه المحيطات لتكوين هيكل خارجي قوي ودائم يحمي أجسامها الناعمة الشبيهة بالجيب. 

وللحصول على غذائه فإنه سيستقر في نهاية المطاف على سطح صلب مناسب في قاع بحر دافئ وضحل تخترقه أشعة الشمس بكميات كبيرة  فيستخرج منه كالعروق تتخذ منه حلية .

والله اعلم