قال الله تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء:82]
لقد زاد شعوري بمعية الله ورحمته في حياتي بعد أن أصابني ضيقٌ في حياتي فالتجئت إلى الله تعالى وأخذت بالأسباب وطبّقت أمره بالأخذ من القرآن لفكّ الضيق وتيسيرالحال ووجدت في ذلك ما يعجز فيه لساني عن الوصف، والتزمت بقراءة سورة البقرة بيقين بعد سماعي بما فيها من بركة وأجر في الدنيا والآخرة.
فسمعت أنها تطرد الشياطين وتبطل السحر بإذن الله تعالى، وهي سبب للشفاء من العين خصوصاً الآيتين الأخيرتين منها، والقرآن كله شفاء للأبدان والعقول، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة.
فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبو أمامة الباهلي (اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه شافعٌ لأصحابِه يومَ القيامةِ، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ، وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما غَيايتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أهلِهما، ثُمَّ قال: اقرَؤوا البَقرةَ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا يَستطيعُها البَطَلة)ُ.
وروى أبو هريرة في صحيح مسلم: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).
ومَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ (يعني: مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ)
القُرآنُ كلُّه كلامُ اللهِ تعالى، ولكنَّه سبحانه خصَّ بعضَ سورِه وآياتِه بفَضْلٍ خاصٍّ، ومِن هذه الآياتِ الآيتانِ اللَّتانِ في آخِرِ سورةِ البقرةِ [285- 286]، وهما قولُه تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ...} إلى آخِرِ السُّورةِ؛ فإنَّ عُقْبةَ بنَ عَمرٍو- وهو أبو مسعودٍ البدريُّ- رضِي اللهُ عنه أَخبرَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: (مَن قرأَهما في ليلةٍ كَفَتاه)، أي: حَفِظَتاه مِنَ الشَّرِّ ووقَتَاه مِنَ المكروهِ، وقيلَ: أَغْنَتاه عَن قيامِ اللَّيلِ؛ وذلك لِمَا فيهما مِن معاني الإيمانِ والإسلامِ والالتجاءِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ والاستعانةِ به والتَّوكُّلِ عليه، وطلَبِ المغفرةِ والرَّحمةِ منه.
وروى أبو أمامة الباهلي كما في صحيح البخاري: (منْ قرأ آيةَ الكرسيِّ دُبرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ لم يمنعْهُ من دخولِ الجنةِ إلَّا أنْ يموتَ)
و نوجزُ بعض فوائدها الدنيوية التي نستشعرها مع التأكيد على أخذها بيقين و بحقها موقنين بأن أمر الله نافذ و رحمته تستوطن و تستبطن كل أمر و إن بدا لنا شرا:
1) الشفاء من الأمراض الجسمية والنفسية والحفظ من شتى الشرور.
2) البركة في كل شيء من عُمر وعمل ومال وصحة ومتاع.
3) طردُ الشياطين من البيوت وتواجد الملائكة الأطهار المتسغفرين للمؤمنين.
4) الكفاية من كُل شيئ والحماية من أي شيء والالتجاء والافتقار إلى من بيده كلُ شيء.
و فيما يلي بعض فوائدها الأخروية:
1) نيل رضا الله عز وجل وما وعد به سبحانه من عظيم أجر لقارئ القرآن.
2) سورة البقرة وسورة آل عمران تُدافعان عن المُسلم وتشفعان له يوم القيامة بفضل من الله.
3) وعد سُبحانه قارئ آية الكُرسي "عُقب كل صلاة" ألا يحول بينه وبين دخول الجنّة إلّا الموت.