قد تكون السعادة لحظية وسرعان ما تتلاشى، فالزوج الواعي، في الخيانة الزوجية يحقق أمر معين كان بالنسبة له مفقود لوجود أسباب مختلفة وعديدة، ومجرد أن حصل على الأمر المفقود ولبى رغبته وحاجته الذاتية ستبدأ المشاعر السلبية في الظهور أما في حال كان الزوج غير واعي لنفسه ولمحيطه فهو لن يشعر بأي مشاعر سلبية وسيستمر بما لديه من فعل خيانة ولن يشعر بالخيانة لأنه يرى بأنه ملبي للرغابات بغض النظر عن الطريقة فالنسبة له الغاية تبرر الوسيلة.
ومن أهم هذه المشاعر المترتبة لدى الزوج الواعي:
الخوف والقلق النفسي؛ في حال كانت الخيانة صادرة عن سبب من أسباب قديمة لدى الزوج ومرتبطة ارتباط وثيق بما لديه من خبرات طفولة فإنه سيشعر وبشكل كبير بعدم الأمن والخوف، حيث ستكون الخيانة بمثابة المثير لما دية من مخاوف مدفونة، على الرغم من أنها أشبعت حاجات معينة لديه.
ومن ناحية أخرى فهي سبب في شعور الزوج بعدم الثقة، فهو قادر على إيجاد المبررات الخارجية التي يرمي عليها اللوم لما صدر عنه من سلوك خيانة إلا أنه غير قادر على معرفة ما لديه من نقص ومن نقاط ضعف ونقص مهاراته أوصلته للخيانة غير أن العوامل المحيطة هي السبب، لا أحد ينكر بأن الخيانة وفي حال صدرت يتحمل الطرفين سببها، فالزواج يعني المشاركة واكتشاف كل زوج للآخر والعمل على الدعم لتصحيح ما لديه من خلل، ومن هذا المنطلق أقول إن الخيانة تقع مسؤوليتها على الطرفين إلا أن الزوج يتحمل القدر الأكبر من هذه المسؤولية خاصة في حال حاولت الزوجة تقديم الدعم المناسب الزوج، ولم تكن هنالك نتائج مرجوة، والشعور بعدم الثقة سبب في الشعور بالألم النفسي بطريقة كبيرة فهو سبب لأن ينظر الزوج لنفسه بتقدير ذات متدني يجعله قلق متوتر في مختلف الأوقات، فهو خائف من نظرة الزوجة والأبناء له، وقلق من نظرة المجتمع له، فالخيانة أينما حلت فهي أمر منبوذ ولا يمكن إظهارها والتفاخر بها، فهي سبب لفقدان المكانة الاجتماعية والسمعة. ومن ناحية أخرى هي سبب في فقدان الزواج والأسرة.
الخيانة تجعل الزوج كثير التفكير لشعوره بالتوتر فهو في حالة تيقظ مفرطة لأنه يبحث عن الأكاذيب التي تخفي أمر الخيانة، وقد يلجأ في هذا المقام لتقليل ما لديه من تفاعلات اجتماعية لتحفيف شعوره بالألم، حيث أنه ومن خلال التفاعل الاجتماعي سيتعرض الزوج لنماذج زواج تنعم بالسعادة والحب والتفاهم على الرغم من وجود الخلافات والصراعات، مما يشعره بقدر الخطأ الذي ارتكبه بحق نفسه وزوجته وأسرته، وهنا يمكن القول بأن مشاعر الخجل من النفس في حال كان ضمير الزوج حي ستظهر وستتحكم في الزوج مما يجعله يظهر الندم ويعمل على إعادة وإصلاح العلاقة وإن لم تعلم الزوجة بالأمر لكن حتى يشعر هو بالرضا النفسي والداخلي وليغفر لنفسه ما بدر عنه من خطأ متمثل في الخيانة.
قد يشعر الزوج بعد الخيانة بالضعف لأنه سينظر لنفسه بأنه لم يتمكن من تحمل مسؤولية الزواج، من ناحية الحفاظ عليه من المشكلات التي قد يتعرض لها أو من خلال تقديم الحلول، فالخيانة قد تكون بمثابة تنحيه للبصر عن الزواج وما فيه من صعوبات واتخاذ الخطوة الأسهل لتلبية الحاجات لكنها الأصعب من الناحية النفسية والأثر المترتب.
كما يشعر الزوج بعد الخيانة بأنه فاقد للسيطرة، والشعور بفقدان السيطرة على النفس أو على الأسرة بالكامل سبب في الشعور بالضياع وتيه الأسرة بالكامل مما يعني الشعور بالضغط الكبير وفي بعض الأحيان تطور اضطرابات نفسية معينة.
الشعور بالذل؛ خاصة في حال كانت الخيانة قد ظهرت للزوجة، فلا يمكن أن يشعر الشخص الخائن بالثقة مقابل من قام بخيانته، وفي حال كان ضمير الزوج حي وعدم معرفة الزوجة فإنه سيشعر بالذل الذاتي لما قام به من فعل.
الشعور بالذنب والعار؛ من الآثار المترتبة على الناحية النفسية للزوج بأنه سيشعر بالذنب والعار خاصة وإن كانت الخيانة من الأمور التي لا يمكن تقبلها ضمن ما لديه من مبدأ وتوجه وعقيدة، إلا أن اللجوء إليها كان في لحظة ضعف شديدة.
ومن وجهة نظر شخصية أرى أن الخيانة أمر غير مقبول ولا يمكن تقبله بأي طريقة كانت على المستوى النفسي وعلى الآخرين وعليه فغن الزوج وبعد الخيانة لا يمكن أن يشعر بالسعادة وإنما قد تتضارب لديه المشاعر ما بين تحقيق الحاجات وبين الخوف والقلق والتوتر وانعدام الثقة، والندم، والرغبة في تعديل الأمور للتخلص من أثر المشاعر السلبية المختلفة، فالخيانة بما تكونه من مشاعر سلبية تجعل من الشخص وكأنه مكبل بأصفاد لا يمكن التخلص منها إلا بوجود معجزة ما.
المصدر:
- surviving betrayal