كيف تكشف الأزمات والشدة معادن الناس وتجعلنا نعرفهم على حقيقتهم

1 إجابات
profile/بشاير-نهاد-جابر
بشاير نهاد جابر
أخصائية نفسية
.
١٤ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الأزمات والشدة والمواقف هي بالأصل الوسيلة الأولى والمثلى للكشف عن معادن الأشخاص من حولك ومعرفة نواياهم تجاهك، الكل لطيف ما دامت الأحوال جيدة لكن عندما تتأزم الأمور وتتجه للأسفل ستجد أن هناك قلة منهم ما زالت تقف بجانبك بينما اختفى الآخرون، وذلك لأن هذه المواقف تتطلب منهم قدرة على التعاطف والاستعداد لمد يد العون وتوفير الوقت والاهتمام والدعم اللازمين لمساعدتك على الخروج من هذه الشدة.

 لذلك تعد الأزمات فرصة جيدة في معرفة السند والصديق الحقيقي من المعارف والأصحاب لا أكثر، ومن الأزمات والمواقف التي تساعدك في الكشف عن معادن الأشخاص من حولك ومعرفة طيب أصلهم وحسن نيتهم تجاهك ما يلي:

-التعاملات المالية المادية:
يعد موضوع المال والتعامل بالنقود من المواضيع الحساسة نوعاً ما بين الأشخاص، سواء كان هذا التعامل هو اقتراض مال منه أو شراكة في عمل ما أو بيع وشراء، التعاملات المالية بشكل عام قد تنهي بعض العلاقات وقد تقوي أخرى لأنها تخبرنا الكثير عن تفكير الشخص وأولوياته، كثيراً ما سمعنا عن علاقات طويلة بين الأخوة أو الأصدقاء انتهت بسبب خلاف مالي أو استغلال طرف للآخر أو عدم وجود الشريك وقت الحاجة وذلك لأن أولويات الأشخاص تختلف، فإذا كنت ترى أن علاقتك مع صديقك أثمن من كل الأموال قد تجد من يستعد لخسارة أي شخص في سبيل عدم خسارة الأموال وتحقيق المنفعة الشخصية.

-كتمان السر: أن تلجأ إلى شخص بمشكلة خاصة يعني أنه محل ثقة بالنسبة لك، وهنا يجب أن يحترم الطرف الآخر هذه الثقة ولا ينشر خصوصياتك بين الناس، عندما تأتمن أحدهم على أمر ويحافظ عليه يتبين لك فيما إذا كان هذا الشخص حقاً يستحق الرفقة أم أنك يجب أن تكون حذراً في كلامك أمامه وتتجنب الحديث معه بأي شيء إلا بالأمور العامة.
الشعور بالراحة والأمان مع الشخص المرافق لك هو واحد من أساسيات العلاقة مع الآخرين لأن الإنسان لا يستطيع التعامل المستمر مع الأشخاص الذين لا يثق بهم ويضطر إلى أن يكون حذراً في انتقاء كلامه حولهم.

-طريق السفر
: قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، إنّ فلان رجل صدق، فقال له: هل سافرت معه؟ قال: لا، قال: فهل عاملته بالدينار والدرهم؟ قال: لا، قال: فهل ائتمنته على شيء؟ قال: لا، قال: فأنت الذي لا علم لك به، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد، وهذا الحديث العظيم لفاروق الأمة يشمل المعايير التي تبين لنا حقيقة الأشخاص وتساعدنا في معرفة صدقه تعاملاتهم معنا وكان أولها السفر، لأنها تساعد في إظهار أخلاق الشخص ومعرفة فيما إذا كان حقاً الصاحب والصديق.

-الخصام والخلاف:
لخلاف لا يفسد للود قضية، لكن هناك بعض الأشخاص الذين يؤدي الخلاف معهم إلى إفساد الود وإفساد العلاقة وإفساد كل ما هو جميل بين الشخصين، الشخص الحقود أو الذي لا يتقبل الخلاف لا يمكن أن يطيق أحدهم صحبته في لفترة طويلة إلا في حالة واحدة، أن يكون الشخص انهزامي وانسحابي ويتنازل باستمرار لضمان بقاء العلاقة وهذا ليس أمراً صحياً البتة، نحن نعرف الصديق الحق عند خلافنا معه، لأن الخلاف يظهر نوايا الأشخاص الحقيقية وبواطنهم وأخلاقهم وأولوياتهم كذلك.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة