كيف تقسم أنواع العقليات التي تحيط بنا كأفراد في المجتمعات التي نعيش بها؟

2 إجابات
profile/ليلى-عمر
ليلى عمر
قرأت في تشريح الاكتئاب، للويس ولبرت.
.
٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
أكره فكرة تقسيم البشر وحاربتها لفترة طويلة وكنت أعتقد أنّه من الغباء أن نقول عبارات مثل "النّاس نوعين" أو "البشر ثلاثة أنواع" لأنّ دقّة العوامل التي تشكّل البشر وكثرتها وتنوّعها في حدّ ذاتها والتنوّع الناجم عن انسجام عاملين أو أكثر يخلق فضاءً عينيّ ضخم واحتمالات هيكليّة مكعّبة. 

لكن بعد مدّة طويلة بدأت أُلاحظ تكرار في بعض القوالب الفكريّة بسبب ما يُعرف بالتّجنيد الفكري، ونمطيّة توجّهاتيّة قاتلة، بعيدًا عن المُسبّبات مثل الاستعمار الفكري وفكرة المدارس والجامعات ومؤسّسات التّعليم كلها ووقوعها في قبضة جهة واحدة؛ وضمن بعض التّحليلات في استقراء هذه الأنواع خرجت بزبدة بسيطة.

من جهتي أفضّل تقسيم مجتمعنا العربي بالذّات بصفتي أنتمي إليه إلى ثلاثة أقسام فكريّة: 
قسم المُفكّرين الحقيقيّين وممكن أن يكون لهم توجّه سياسي اشتراكي أو رأسمالي أو أيًّا كان ولكن ما يميّزهم أنهم ليسوا ببّغاوات واختاروا توجّهاتهم السياسيّة والاجتماعيّة بإرادتهم الحرّة. 

قسم يرتدي ثوب الفكر وبينه وبين الفكر كواكب، هو يستخدم لغة المفكّرين وأساليبهم في الحوار وجملهم أحيانًا لإيصال أفكار مُنغلقة وغير منطقيّة وهذا النّوع أسمّيه المُلقّن ويذهب حيث تأخذه الرّيح أو الموجة ومدمن لفت انتباه. 

قسم اسمه في قاموسي "على الله تعود" وهذا القسم فيه فروع كثيرة ويشكّل الغالبيّة العظمى في مجتمعنا، وهو العدوّ اللدود للمفكّرين، القسم الذي يجعل من كل قضيّة جادّة شيء تافه، يضم المُتطرّفين فكريًّا والجهلة والأغبياء وأُحاديّي الخليّة.
وشكرًا. 

 
 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 8 شخص بتأييد الإجابة
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
       لنتوقف هنا لحظة ولنقرر! هل سنقوم بوضع الأفراد في المجتمع ضمن أطر وتقسيمات محددة، قد تخضع للخطأ والصواب؟ وكيف يمكننا كأشخاص اعتياديين أن نقوم بهذا التقسيم؟ 
       هل من العدل أن نقوم بهذا التقسيم وفق تصرف أو سلوك ما؟ أم نسبةً لطبع معين أو مشاعر محددة؟ أم سنقوم بالتقسيم بناءً على ميول الناس أو أفكارها أو معتقداتها أو تصوراتها؟

     بالطبع لا، ما تم طرحه من أسئلة سابقة يمثل شخصية الفرد لا عقليته. فالعقلية تُقاس لشخص ما أو لمجموعة من الأشخاص  عند خلق دافع قوي لمواصلة تبني أو قبول السلوكيات أو الخيارات أو التفاعلات مع المواقف. فيمكن أن نكون مزيجًا من العقليات لا مزيجًا من الشخصيات- باستثناء حالات خاصة-. لذلك أود منك إحضار ورقة وتسجيل العبارات التي تشعر أنها تصفك:

1* أعتقد أن الناس يمتلكون قدرًا معينًا من الذكاء أو مقياس ذكاء IQ محدد، ولا توجد طريقة لتغييره.

2* بغض النظر عن هويتك، ليس هناك الكثير مما يمكنك فعله لتحسين قدراتك الأساسية وشخصيتك.

3* الناس قادرون على تغيير من هم.

4* يمكنك تعلم أشياء جديدة وتحسين ذكائك.

5* الناس إما لديهم مواهب معينة، أو لا يمتلكونها. فلا يمكنك اكتساب المواهب لأشياء مثل الموسيقى أو الكتابة أو الفن أو ألعاب القوى.

6* تعتبر الدراسة والعمل الجاد وممارسة المهارات الجديدة كلها طرقًا لتطوير المواهب والقدرات الجديدة.

     احتفظ بإجاباتك لتقارن ما انتقيته من عبارات مع تصنيفات العقليات وفق الدراسات والأبحاث حول الدماغ، والتي تدور في ثلاث عقليات:

1. عقلية النمو( العقلية المرنة):

تصور أنك تعمل على تركيب آلةٍ ما؛ أخطأت لعدة مرات ومع ذلك لا زِلت تحاول. وتتعلم مرةً بعد أخرى في إصلاح أخطائك التي ارتكبتها أثناء العمل، ثم تتصل بزميلك لمساعدتك، وفي النهاية تقوم بتركيب تلك الآلة على أتم وجه.

أهنئك! طريقتك في تناول مشكلتك، ورغبتك في التعلم من أخطائك، وإصرارك على العمل بالرغم من الصعوبات، و رغبتك في التطور يومًا بعد يوم هي سمات عقلية النمو والقابلة للتعلم "Growth-mindset".

اكتسابك لهذه العقلية تجعلك مرنًا، مُتقبلًا للتغيير، راغبًا للتعلم. هذه العقلية تساعدك في تعديل أخطائك، وتمكنك من تقبل نجاحات الآخرين لتحذو حذوها. هذه هي عقلية المُتعلم. توضح البروفيسورة كارول دويك، أستاذة علم النفس في جامعة ستانفورد، "في عقلية النمو، يفهم الناس أنه يمكن تطوير مواهبهم وقدراتهم من خلال الجهد والمثابرة. لا يعتقدون بالضرورة أن الجميع متشابهون أو أن أي شخص يمكن أن يكون أينشتاين، لكنهم يعتقدون أن الجميع يمكن أن يصبح أكثر ذكاءً إذا عملوا فيه "

2. العقلية الثابتة:

هنا تخيّل أنك في امتحان مصيري، وواجهت معضلة في حل سؤال ما. فتبدأ في لوم نفسك، وتذكيرها أنك لم تدرس الفصل الأخير من كتابك، أو لم تركز على هذه المسألة بالذات. تنظر حولك لترى زميلك يؤدي الامتحان بإيجابية، لتشعر بعدها بالتهديد. تنهار، تترك القلم، وتقرر أنك لن تكمل الحل.

قد أشجعك على ميلك للكمال، لكن انظر ماذا فعلت بنفسك! أنت تحاول تجنب الإخفاقات، وتغطي عليها بمبررات قد لا تكون منطقية. تتجنب الآخرين لتشكيلهم خطر حقيقي لتقدمك، ولا تعتقد أنك يمكن ان تدرب عقلك أو أدائك ليصبح أفضل. في النهاية ستصل لمرحلة " أنا لا أكترث" هنا عقليتك تصنّف كعقلية ثابتة "Fixed mindset". قد تعد هذه العقلية أنها عقلية الخبير الباحث عن الكمال. تقول دويك: "في العقلية الثابتة يعتقد الناس أن قدراتهم الأساسية وذكائهم ومواهبهم هي سمات ثابتة. لديهم قدر معين وهذا هو ، وبعد ذلك يصبح هدفهم أن يبدوا أذكياء طوال الوقت ولا يبدون غبيين أبدًا ".

3. العقلية المنفعية:

تخيل أنك تفكر في اختراع مبتكر لأنظمة تحفظ البيئة من التلوث، وكان تفكيرك هذا رغبةً منك في الحصول على جائزة نوبل في العلوم، وفي نفس الوقت مساعدة البيئة وتحسين رفاهية المجتمع.

في عقليتك هذه تنظر لإمكانتك، وكيفية تحقيق تغييرات على كيفية فهمك لمكانك في العالم. أنت هنا تطمح لتكون شريكًا في تحقيق رفاهية العالم. ويمكن تلخيص هذه العقلية في قول مارتن لوثر كينغ جونيور- الناشط السياسي والإنساني-، " إن الحياة كلها مترابطة. نحن جميعًا عالقون في شبكة لا مفر منها من التبادلية ، مقيدون في ثوب مصير واحد. ما يؤثر بشيء واحد بشكل مباشر، يؤثر بجميع الاشياء بشكل غير مباشر. لقد خلقنا للعيش معًا بسبب البنية المترابطة للواقع ". - مارتن لوثر كينغ جونيور

في عقلية المنفعة ، نتفهم أننا لسنا أفرادًا منفصلين يعملون بمفردهم. هذه هي عقلية القائد. نحن كائنات مترابطة ننتمي إلى نظام بيئي عالمي ضخم - مجتمع الحياة - ولكل منا دور يلعبه في خلق ظروف صحية على هذا الكوكب ، بغض النظر عن اهتماماتنا أو خبرتنا. لذلك ، أكثر من الاعتقاد بأننا قادرون على النمو ، من المهم أيضًا أن نتحمل مسؤولية تغيير كيفية فهمنا لمكاننا في العالم ، وإدراك إمكاناتنا بطريقة تؤكد الحياة وتدعم الآخرين بفعل الشيء نفسه.

  الآن سأُدلي بدلوي عن هذه العقليات: نحن مزيج مختلط من هذه العقليات، فعند قيامنا بأعمالنا، فنحن نخدم مجتمعنا بصورةٍ او بأخرى. نتمتع بعقلية النمو عندما نقرر أن نتعلم مهارةً أو حرفة جديدة، ولدينا ما يكفي من الشغف لنحقق هدفنا من ورائها. ننتقل إلى العقلية الثابتة عندما ننشغل بالدفاع عن أفكارنا بكل ما فينا من قوة، ولحماية ذواتنا، وقد نستعين بها حال فقداننا أهمية ما لم نستطع عليه صبرًا. لكننا قد نميل لعقلية أكثر من أخرى، تبعًا لما تدرّبنا عليه منذ الصغر؛ بدعم أهلنا ومجتمعنا ومعلمينا. وما نسمعه من عبارات استحسان، أو لوم، أو لا مبالاة أو تقبّل، أو مبالغة. واعلم أن انتقالك من عقلية لأخرى ليس بالأمر المستحيل، فقط جرّب!

والآن عُد إلى العبارات الآنفة الذكر وانظر إلى أي عقلية تميل!

المراجع:

http://caneddir.com/18aM

https://medium.com/benefit-mindset/the-nature-of-mindsets-18afba2ac890

https://dci.stanford.edu/wp-content/uploads/2018/03/mindset-chap-1-3.pdf

https://www.entrepreneur.com/article/283988

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 4 شخص بتأييد الإجابة