قد تختصر الإجابة على هذا السؤال في كلمة واحدة وهي التجارب.. فأنا مثال على شخص تغير 180 درجة بسبب تجربة مررت بها، وهي مرض ابن أختي الذي جعلني أغير أولوياتي وعملي ونظتي للحياة بشكل عام.

فالتجارب تكاد تختصر عليك الطريق، فقد تقضي عمرك وأنت  تتعلم أمراً ما بشكل نظري، ولكن التجارب تعلمك وتعطيك الدرس بسرعة وكأنها الجانب العملي من دراستك.فقد تقع في الحب وتتغير نظرتك للحياة لتراها بأمل وتحياها بشكل أفضل، وقد تفقد شخصاً عزيزاً ما يجعلك تراها بسوداوية. وطبعاً يختلف تأثير التجارب علينا؛ فليس بالضرورة أن تؤثر التجارب الجميلة علينا على نحو إيجابي والسلبية على نحو سلبي؛ فقد يتأثر شخص سلبياً بعد خوضه تجربة رومانسية فتعمى بصيرته ويعيش تابعاً لمحبوبه ويقصر في عمله وفي علاقاته الاجتماعية ويصبح أنانياً. بشكل عام فإن التجارب تقويك وتملأ كيسك وتجعلك تفهم الحياة بشكل أفضل، وما عليك سوى استغلالها وأخذ القرار أي شخص تريد أن تكون.

فقرر أن تكون إيجابياً لتكون فعلاً كذلك... فاعتقاداتك هي من تسيّر حياتك، عندما تكون إيجابياً ستجذب كل ما هو جميل حولك من أشخاص وأفكار ومواقف، كما أنك بذلك تشغل نظام  التحيز التأكيدي في الدماغ لتجعله يؤكد على أفكارك واعتقاداتك ويذكرك بالمواقف التي تدعمها وكذلك يسترجع الذكريات الجميلة.  فتمرن على الإيجابية وعوّد نفسك أن تشكر الله على النعم التي لديك، وأنه ليس هناك شيء يحدث عبثاً في الحياة.

أنت تقود المركبة... فهناك قاعدة في الحياة تدعى قاعدة 10- 90 مفادها بأن 10% فقط مما يحدث معنا في الحياة خارج عن سيطرتنا، و90% سببه ردود أفعالنا... أتذكر هذه القاعدة كلما مررت بموقف يكاد يستثير غضي، وآخر هذه المواقف ما حصل معي صباح الأمس... فعندما جهزت نفسي للخروج لشراء بعض أغراض المنزل على عجلة من أمري، علق طرف معطفي بالباب فتمزق، فغضبت ونزعته بسرعة، ومن شدة شدي له جرح اصبعي بطرف الباب ما تسبب لي بنزيف شديد، وبدل من ذهابي لشراء الحاجيات والعودة بسرعة، ضاع وقتي في تغيير ملابسي وتطبيب اصبعي، كما سبب لي الأمر نزاعاً مع والدتي التي تنتظر الحاجيات لتتمكن من الطبخ وتعكرت العلاقة بيننا. 
فلو هدأت من روعي قليلاً وغيرت معطفي وذهبت للسوق لما حصل كل هذا، ولكن كل ما حصل معي كان نتيجة ردود أفعالي المبالغ فيها.

انطلق ولا تكن انطوائياً وجباناً.. فقوّ علاقاتك الاجتماعية وجرب أمور جديدة واخرج من منطقة الراحة. لاحظ أن هواة السفر يفكرون بطريقة مختلفة في الأمور لأنهم يحبون تجربة أمور جديدة ويتعرفون على ناس جدد من مناطق وثقافات مختلفة وبالتلي أساليب تفكير مختلفة.

من الأمور التي تساعدك كذلك أن ترى العالم من منظور مختلف هي التركيز على اللحظة الحالية، فلا تجتر آلام الماضي ولا تبالغ في التفكير في المستقبل المجهول، وأحط نفسك بأشخاص طريفين أو على الأقل إيجابيين، وتعود على التأمل والاسترخاء وتفريغ الغضب.

تذكر دائماً أنك ستحصل على عدد لا حصر له من الصور لو أعطيت كاميرا لأكثر من شخص وطلبت منهم تصوير نفس المنظر... فاختر زاويتك وكن أنت صاحب أجمل صورة!


Reference: