يصعب علينا عدم الإقرار بأنه من الغريب جداً والمثير للتساؤل أيضاً عندما نرى أن بعض الثقافات تستخدم كلمة علمية بحتة تدل على علم كامل يدرس في الجامعات تستطيع من خلاله الحصول على شهادات علمية وربما تؤهلك أبحثاك فيه للحصول على جائزة عريقة مثل جائزة نوبل وتصبح حديثاً للمجتمع العلمي وتدخل تطبيقاتها في شتى مناحي الحياة مثل الطب ، الهندسة ، البيئة وغيرها ، للتعبير بكل بساطة عن مدى الانسجام بينك وبين صديقك المقرب أو لتعبر عن عدم اندماجك مع أحد الزملاء الجدد في العمل مثلا ، فهل للموضوع علاقة مباشرة بأصل الكلمة نفسها أم أنه مجرد استخدام مجازي للكلمة بسبب ما تمثله من علم ؟
إن عملية البحث عن كلمة
Chemistry في معاجم الللغة الانجليزية المختلفة لا تقودنا إلى معنى واحد فقط وهو معناها العلمي بل يبين لنا البحث ويؤكد على اعتمادها كمعنى مجازي يدل عن التجاذب والتانفر اللحظي الذي يحدث بين الأفراد.
الآن علينا ان نبحر في بحثنا قليلاً ونسافر عبر الأزمان لنبحث عن أصل الكلمة لنجد أن المصادر تقودنا لأن نحتار في أصلها هل هو عربي أم من الثقافة المصرية القديمة أم اغريقي ؟ فهي في اللغة العربية مشتقة من المصدر كَمَى ومعناها خفى و ستر والسبب في هذه التسمية أن الهدف من الصناعة الكيميائية في العصور الوسطى كان يعتمد على الكتمان لكون هدفها تحويل المعادن البخسة إلى ذهب وفضة.
أما عن أصلها المشتق في الثقافة المصرية القديمة فهي تعبر عن اللون الاسود القاتم الذي مثل لون تربة نهر النيل . وأخيراً في الثقافة الاغريقية تعني فن صناعة السبائك (
the art of alloyingmetals).
الآن لا خيار أمامنا سوى الجزم بأن استخدام كلمة
Chemistry لتعبر عن الانسجام ما هو إلا استخدام مجازي بحت لا يمت لأصل الكلمة بصلة، حيث أنه من المنطقي جداً أن هذا العلم الذي يحاول طوال الوقت تفسير لماذا قد تميل بعض الذرات للأرتباط مع بعضها البعض وكأن انسجاماً ما حدث بينهما لتكون مركباً جديداً أن يستخدم مجازاً للتعبير عن الانسجام في العلاقات الإنسانية فعلاقتك أنت وصديقك المفضل تشبه إلى حد كبير الارتباط بين الكلور والصوديم تعطي نكهة للحياة تماماً كما يفعل ملح الطعام .