كيف تعمل فيديوهات تقطيع الصّابون واللعب في السلايم وغيرها على خلق جو من الرّاحة النّفسيّة؟

إجابة
rate image أضف إجابة
حقل النص مطلوب.
يرجى الانتظار
إلغاء
profile image
أريج عالية educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً) . 1609730844
              هذه الفيديوهات ممتعة حقًا! فهي ذات جمال بصري مريح للعين، حيث تعمُّد إيجاد محفزات بصرية تُلهي العين وتجذبها للمتابعة بألوان لا تُستخدم عادةً في الحياة العملية. لنفكر في الموضوع، لو استخدم مصمم الفيديو لألوان عادية لأصابنا الملل بسرعة، حيث اعتيادنا على استخدام هذه الألوان لن يجعلنا نلتفت إليها. لاحظ الألوان المبهرة والغريبة المستعملة، وإضافات الألوان التي لا نتصور أنه يمكن خلطها مع بعضها البغض والحصول على درجات لونية مختلفة وخاصة فيديوهات السلايم. حتى وأنا في الأربعينيات من العمر استمتع بمشاهدتها، مع طفلتيحيث تعرضها على شاشة التلفاز العملاقة، وتتنقا من فيديو لآخر بلا كلل ولا ملل. فلا يهم ما هي شخصيتك  أو عمرك، سواء كنت شخصًا تقليديًا صارمًا أو عفويًا مرحًا، كبيرًا أو صغيرًا أو نتوسطًا في السن، فستنجذب إليها بلا شك. 

       العديد من التقارير أفادت أن مشاهدة هذه الفيديوهات  يعزز ظاهرة أو نظرية استجابة القنوات الحسية الذاتية ASMR ، وهي تقنية استرخاء اشتهرت مؤخرًا، وتتمثل في التعرض لمؤثرات سمعية وبصرية معينة، مما يؤدي لحدوث التنميل والوخز الخفيف الذي يتولد في مؤخرة الدماغ ويمتد للعمود الفقري والأطراف، ليعطي الإحساس بالمتعة و الاسترخاء التام، وهو أمر يختلف من شخص لآخر. حيث يلجأ العديد من الأشخاص إلى مشاهدة هذه المقاطع على قنوات اليوتيوب وغيرها للتخلص من الضغط اليومي للعمل، أوالتقليل من نوبات القلق أو الخوف، أو التخفيف من صداع رأسي، أوالاسترخاء الفوري للمساعدة على النوم بشكل هادئ وطبيعي بدون التعاطي لأي حبوب مهدئة ولا مضادات اكتئاب.        كما أن هذه الفيديوهات تعيدنا إلى مراحل وذكريات مخبأة من الطفولة، حيث كنا نمارس عمليات اللعب والتقطيع بالمعجون، أو لممحاة الرصاص، وحتى لقطع الصابون في المنزل دون أن ترانا أمهاتنا. كما أنّ صناعة هذا المحتوى من قبل مبتكريه وحتى من قبل الجماهير غير مكلف.  مواد رخيصة ومنخفضة التكلفة، سريعة وسهلة الصنع،  فيديوهات آسرة بصريًا، وجيش من المراهقين الصغار متفرغي الوقت ويعرفون الإنترنت، ويعلمون كيفية تكرار حركات بعضهم البعض. يؤكد  لبروفيسور كريج ريتشارد، مؤسس جامعة ASMR أن هذه الموجة الثانية قد جذبت الجماهير الأصغر سنًا لأنها تناشد ميولنا الطفولية. يكمل "إنها جذابة لعقولنا الأصغر سنًا لأننا مجبرون على الانغماس في حركات اليد. لقد تطورنا لتعلم المهارات الحركية الدقيقة من خلال مشاهدة ما يفعله شخص آخر بأيديهم، لأن الفائدة من ذلك هي أنك قد تتعلم شيئًا ما."

       إن متابعة هذه الفيديوهات تجعلك وكأنك تشاهد سينما كل يوم. وكأنك تبحث عن نهاية للمهمة المقدّمة. لكن الغريب في بعض هذه الفيديوهات أنها تشع الفضول نحو نهايات غير مكتملة أو مهمات غير منتهية بحيث تتساءل ماذا بعد؟ ما الذي يجب القيام به؟. مما يدفعك لإعادة محاكاة وتصنيع ما قاموا به عمليًّا، وتكرر المحاكاة والتجريب لما حصلت عليه من تأثير نفسي ممتع من الإرضاء الغريب. يوضح إيفان مالون، أستاذ الفن وفلسفة السينما في جامعة هيوستن في مقال كتبه أنّ الإرضاء الغريب هو تجربة عادية ودنيوية يومية، وعندما تعمل بشكل صحيح، فإنها تفترض إحساسًا سينمائيًا. ويحدد أن ما يقوم به الأفراد هو نوع من الواقعية الفائقة.  حيث يقول: "هناك نوع من الجودة الجمالية المرئية ، لكنها يمكن أن تكون ملموسة أيضًا. كما يمكن أن يكون الصوت، نقرة لطيفة عندما يغلق شيء ما ". إن الإرضاء الغريب للحظة وأصوات القطع ، ورؤية الناس يفعلون شيئًا بطريقة ممنهجة وبخبرة واضحة مع حركات اليد الدقيقة يمكن أن يحفز الناس لتجربة ذلك الشيء بنفس الطريقة.  هذا الإرضاء يحمل وعد الكمال، والفوضى الخاضعة للسيطرة بشكل جميل. هو هروب غريب ومريح لأنه شيء مألوف مشوّق وممتع، بطريقة منظمة أكثر من المعتاد ضمن رتم خاص، يعطي تأثيرًا سينيمائيًا أكثر من الواقع نفسه.

المراجع:

https://www.wired.co.uk/article/oddly-satisfying-videos-explained-psychology-youtube

https://www.thecut.com/2018/09/why-cant-i-stop-watching-these-soap-cutting-videos.html

https://www.nytimes.com/2019/04/04/magazine/how-asmr-videos-became-a-sensation-youtube.html

19 مشاهدة
share تأييد