كيف تعرف أنك تسير في الطريق الصحيح؟

يبدو أن جهاز تحديد الموقع لديك قد انحرف قليلاً، لكن لا بأس هذه الإجابة ستعيد ضبط بَوصلة طريقك نحو الصحيح.

ستكون سعيداً عندما أخبرك أن سؤالك هذا هو أول الإشارات أو العلامات التي ستدلك على الطريق الصحيح،
 فلا أحد يسأل هذا السؤال عبثاً إنما هي الرغبة و الدافع للوصول للطريق الصحيحة.

و لتعلم يا صديقي أنّ الذين يشعرون أنهم على الطريق الصحيح قِلة و هذا حال البشر كلهم،

فالطرق كثيرة و شائكة و ضبابية و يشوبها الغموض، و أهم ما تبدأ به لتزيل هذه العوائق عن طريقك هو الوعي الذاتي.

بالوعي تجد ذاتك أولاً قبل أن تجد طريقك، و إذا وجدتها أصبحت لديك القدرة الكاملة على إدراك الطرق الصحيحة لحياتك و الإبتعاد عن كل طريق يقود لنهاية مؤسفة تعود سلباً على نفسك و حياتك و حياة من حولك،
دعني أخبرك أن الوعي هو جهاز تحديد الموقع الخاص بك GPS,

فكلما كنت واعياً بذاتك كنت قادراً على إيجاد هويتك و ضبط بَوصلتك لتنطلق إلى أهدافك بطرقٍ أنت تعرفها و تعرف أنها تقودك  إلى تلك الأهداف،

و لتعلم أن جهاز الوعي الخاص بك يحتاج لطاقة لتشغيله و استدامة فعاليته في حياتك و هذه الطاقة هي إيمانك بنفسك و بمقدرتك.

شعورك بالمسؤولية تجاه الطريق ليس عبثاً كما أخبرتك إنما هي أحد العلامات التي تدل على أنك على الطريق الصحيح،
تزداد المسؤولية عندما تكون الطريق التي تختارها هي طريق لك و لعائلتك، أو أصدقائك، أو حتى إذا كنت مديراً لعمل ما،
شعورك الدائم بالمسؤولية سوف يدفعك لاختيار أفضل الطرق،

أما إذا كنت أب أو كنتِ أم
 فمن الضروري معرفة أن الطريق الصحيح للأطفال يتم تعليمه بالإقناع لا القسوة.

إن وجودك على الطريق الصحيح لا يعني أن تبقى جالساً فمن المعروف أن الحياة مليئة بالمشقة و أنّ هذه المشقة هي بطبيعة الحال في الطريق الصحيحة التي تتبعها لتصل،

 و من الضروري أن تعلم أن الطريق الصحيح يحتاج إلى الحافز الذاتي و المستمر،
 يقول بارك أوباما
 "إن كنت تسير في الطريق الصحيح وكنت ترغب في مواصلة المسير فأنت غالبا ما ستحدث فرقا ما".

فإذا علمت أنك بالمسار الصحيح فثابر و استمر حتى تحدث التغير الذي يجعلك تقطف ثمار تعبك و تشعر بعظمة ذاتك و معرفتك لها.

أما جلال الدين الرومي فيخبرنا بمقولة عميقة "أيّاً كان ما يشعرك بالنقاء فهو الطريق الصحيح"

 قد نختلف بتعريف النقاء لكن النقاء هو شعورك الداخلي بأنك إنسان نبيل كريم نقي السريرة واضح و متصالح مع نفسك.

 فالنفس تسمو و تصبح نقية عندما تبتعد عنها عن الأمور الدنيئة كالغيرة غير المحمودة أو الحسد و البغض لمن حولك.

" عندما لا تعرف ماذا تفعل يبدأ عملك الحقيقي، وعندما لا تعرف أي طريق تسلك تبدأ رحلتك الحقيقية"
و هذه المقولة تدعم اجابتي لك، فإنك و منذ هذه اللحظة ستجبرك الحياة على تتخذ مساراً صحياً صحيحاً لك و لمن حولك إذا كنت مكلفاً بإيجاد طريقاً صحيحاً لهم أيضاً،

ما رأيك أن تجعل هذه المقولة شعاراً لانطلاقتك القادمة
"خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن يكون غزالاً في الطريق الخطأ"
لاتتسرع و لا تتهور فأن تصل متأخراً خير من أن تصل تمكنك هذه الاستراتيجية من دقة اختيار الطريق فالسرعة و الإتقان لا يلتقيان.

و من فنون الإدارة المتعلقة بهذا الموضوع أيضاً قاعدة" الثعالب تعرف الكثير بينما القنفذ يعرف أمراً واحداً فقط "
 ففي الختام أنصحك أن تجد طريقك بوعي و تثبت عليه و تجعل كل العقبات فيه حلولاً ممكنة لخدمة طريقك بدلاً من التنقل بين الطرقات كما الثعالب.