ان كل خلل في حياة ونفسية وشخصية الشخص البالغ, يسلط الضوء واللوم على الاهل, الاطفال صلصال والوالدان هما فنيا التشكيل, ان اهملوا او اخطأوا او تقاعصوا, سينكسر الطفل, والتآمه سيكون صعبا للغاية وبطيئا.
االاهل العدوانيين, الساديين او حتى المشتتين كثيرا المشاكل, دائما ما يكبر طفلهما حاملا معه تشويهات نفسية ومشاكل عويصة كالاكتئاب والقلق, الادمان, او اتباع نفس تصرفاتهم المشينة. المُغتصب والمُتحرش, هو هيئة مكبرة من طفل تم التحرش به او اغتصابه. القاتل هو هيئة مكبرة من طفل تم اضطهاده والتعذيبه.
لكن بعض الاطفال يطورون طرق للدفاع عن انفسهم ضد هجمات أبويهم السلبية, او طرق للتأقلم في سبيل الخلاص, ولكن اساليب البناء الذاتية التي يتبعها الطفل او المراهق تأخذ مجرى طويلا وصعبا.
عند معالجة المرضى النفسيين او تحليل القتلة المتسلسلين او حتى في السير الذاتية للناجحين, دائما ما نرجع الى الطفولة, اهم فترة واهم مرحلة في حياة كل انسان, مرحلة التكوين والبناء وتجميع العناصر المتفرقة لبناء كينونة واحدة لها كيانها المستقل.
فمثلا معظم القتلة المتسلسلين كانوا ضحايا اضطهاد او تحرش او اغتصاب او ام واب سكيرين او لصوص, ضحايا تنمر ورفض مستمر ووصم بالعار, او عنف منزلي او اهمال لامراض الطفل الصحية والنفسية, تخيل عزيزي السائل لو اختلفت طفولتهم هل كانوا سيكبروا مجرمين؟ بالطبع لا, جميع انواع الاجرام هي ردود فعل, طرق انتقام, او اثار راسخة في نفس الشخص من طفولته. الرعاية والاهتمام الجسدي والنفسي والفكري هي كالغذاء, ان نقصت او اصيبت بخلل, يتداعى النظام بأكمله.
حتى حياتنا العاطفية نتيجة لطفولتنا, فقدان الشخص لوالديه, فقدان رمز الاب ورمز الام يؤثر كثيرا في اختياراته وتصرفاته ومستقبله العاطفي.
(1)How Childhood Trauma Affects Us As Adults | Mental Health (mentalhealthcenter.org)