كيف انهار الاتحاد السوفيتي رغم قوته الاقتصادية

  من المعروف أن الاتحاد انتهى بعد قيام الشعوب السوفييتية بالانقلاب على النظام الشيوعي في البلاد ولكن يجب المعرفة بأن الاقتصاد الرديء كان من أهم العوامل التي أدت إلى سقوط الاتحاد بشكل عام؛ بعد أن كان الاقتصاد يعد الأقوى في مجال الطاقة بالعالم تم توجيه معظم عائداته إلى الاستخدام العسكري وإهمال اقتصاد الدولة من النواحي الأخرى مما ادى الى الانهيار.

القوة الاقتصادية....

لنفهم قوة الاقتصاد السوفييتي علينا فهم التوسع الجغرافي للاتحاد حيث بدأت بأربع دول وانتهى ب 15 دولة؛ بمساحة كانت تقدر 15%. من مساحة العالم أي كانت حدود الاتحاد تقع عل 3 محيطات، وكل البحار ومعابرها تابعة للاتحاد. هذا يعطينا طابع بان الاقتصاد كان لا يضاهيه أي اقتصاد في العالم بنسبة إنتاج طاقة كانت تعد الأقوى بنسبة 20% من الإنتاج العالمي للنفط، والمرتبة الثالثة في إنتاج الفحم، وكانت أيضا على المجال الحلي إلى فوق 70% من الناتج المحلي وكانت حصة الصناعات الثقيلة الأعلى بين الصناعات حيث وصلت نسبتها إلى 74%.

الاتحاد والحروب......

بدأت القصة عندما قام الاتحاد بالقضاء على هتلر وفصل برلين إلى قسمين، نعم كان الانتصار للاتحاد لكن بعد حرب مدته 4 سنوات على حدوده الشرقية انتهت بخسارته أكثر 70% من منشآته الصناعية و 50% من ممتلكاته العقارية، هذا عمل على إضعاف الاقتصاد لكن لم تبدأ الكارثة هنا حيث تم إصلاحه بعد الاتفاق مع الولايات المتحدة في بادئ الأمر.

لم يدم الأمر طويلا، حيث بدأت الحرب الباردة وتوجهت كل جهود الدولة إلى زيادة التركيز على الاقتصاد العسكري وهنا بدأت المشكلة الكبرى. حيث أنهى الاتحاد تحالفه مع الغرب بعد احتلاله لبراغ ورغبته بتوسيع الشيوعية في أوروبا الشرقية وقيامه بإنتاج القنبلة الذرية نتيجة دعم الولايات المتحدة للدول الأوروبية الغربية المتضررة مما ادى الى الحرب الباردة بشكل أوسع.

الحرب الكورية حيث دعم الاتحاد كوريا الشمالية في غزوهل لجارتها الجنوبية ولكن انتهت الحرب في نفس الشهر الذي توفى به ستالين. ومن ثم جدار برلين الذي قام بناؤه الاتحاد وعلى نفس الصعيد وسع الاتحاد تجاربه في صناعة القنابل النووية. ومن ثم قامت بتزويد كوبا بالصواريخ في الفترة المسماة بالأزمة الكوبية.

ومن ثم الحرب الأفغانية السوفييتية التي دخلها الاتحاد ووجد نفسه عالقا ولا يجد أي مخرج من هذه الحرب حيث كلفته هذه الحروب جميعها كلفة اقتصادية كبيرة أدت إلى استنزاف جميع اقتصاد الاتحاد بشكل كامل مما ادى الى زيادة الاحتقان لدى الشعوب والأعراق الموجودة داخل الاتحاد.

نهاية الاتحاد......

كانت سياسة الاتحاد قمعية للشعوب التي تقع من ضمن حكمه ذلك وبعد الاستنزاف الاقتصادي الذي حدث بعد الحرب الباردة والحرب الأفغانية والتسلح النووي وجد الاتحاد نفسه في معاناة خارجية والأهم من ذلك داخلية حيث كانت الشعوب تعاني من الفقر وعدم الرضا سواء عن السياسة الاقتصادية أو السياسة العسكرية لذلك بدأت الشعوب بالنداء إلى الاستقلال والانفصال عن الاتحاد. 

نجد أيضا أن في هذه الفترة أن الدول الشرقية من أوروبا بدأت تنتفض وتتحرر من الشيوعية وذلك خلال فترة انهيار جدر برلين مما ساهم في زيادة الروح المعنوية لدى الشعوب السوفييتية للانفصال وإنهاء الاتحاد والانقسام. حاولت الحكومة العمل على الإصلاحات الاقتصادية بعد الركود الطويل الذي أصاب الدول في الاتحاد ما ادى الى انقلاب على الاتحاد وانهياره  وإعلان انتهاءه في 25 من كانون أول عام 1991.

لذلك يعد السبب الاقتصادي من أهم الأسباب التي أدت إلى انهيار الاتحاد بشكل كامل نتيجة توجه نحو السياسة الخارجية وعدم الاهتمام باقتصاد شعوبها مما ادى الى احتقان الشعوب ونهاية عصر الاتحاد السوفييتي. 

 

 

 

 

لاشك أن هناك عوامل أساسية أهمها الصرف على التسليح في حرب الباردة مع الولايات المتحدة مما أثر على اقتصادها ، ومن جهة أخرى استنزفت الحرب مع الشيشان الخزينة السوفييتية مع دعم الولايات المتحدة للمجاهدين ضدها ، وكانت الخطوة التصحيحية التي خطاها الرئيس الأخير قبل انهيار الإتحاد جوراتشوف والتي اسماها بالبرستروريكا وفشلها في أهدافها مما أدى إلى إنهيار إقتصادي تلاه انهيار وتفكك للإتحاد السوفيتي