إن كان هنالك من ما زال تظن أن الكتابة موهبة تأتي مع الشخص من الولادة فهو مخطئ بالتأكيد. هنالك الكثير ممن اكتشفوا قدراتهم على الكتابة في أعمار متأخرة وكان سببها امتلاكهم الموهبة، لكن هنالك الكثير أيضًا ممن استطاعوا تنمية هكذا مهارة واكتسابها من الصفر وتفوقوا في هذا المجال كثيرًا.
الإجابة الأولى التي ستسمعها لسؤالك دائمُا هي؛ إقرأ. فقراءة الكتب الجيدة هي التي تكسبك الأفكار والمفردات وطرق الكتابة الجيدة بالتأكيد. ولا بأس بالتدرج بمستويات الكتب التي تطالعها، واعتد أن تقرأ لأن تتعلم لا فقط من أجل أن تقرأ. فذلك يتطلب منك التركيز في كيفية طرح الأفكار، واستخدام المصطلحات والمفردات، وصيغ الكتابة ومواضعها.
فكر في الانضمام إلى صفوف كتابة حقيقية. إن ذلك لا يشترط أن يكون مُكلفًا أو متعبًا، فهناك الكثير من الدروس التي تُعطى عن طريق الإنترنت والتي تؤدي الغرض بشكل ممتاز، فلا تكلفك جهدًا ولا الكثير من المال، حتى أن الكثير منها يُقدّم بالمجان.
ابحث عن مفردات جديدة وحاول استخدامها. ضع كلمات في جمل وابحث لها عن معانٍ مرادفة. تجرّأ واستخدم الكلمات الجديدة التي تتعلمها في كلامك وكتاباتك، ثم شاهد ما سيتغير تدريجيًا على مستواك بشكلٍ ملحوظ. وهذا لا يقتصر فقط على الأسماء، فبإمكانك البحث أيضًا في الكثير من الأفعال والصفات القوية والغير اعتيادية. لكن لا تنسى؛ عليك أن لا تخرج عن نطاق المعقول، استخدم دائمًا الفصحى الحديثة التي يمكن فهمها.
ابحث عن عبارات تحمل دلالات غير مباشرة. هذه النقطة ستضفي الكثير على نصوصك وتعطيها لمسة فنية. بإمكانك أيضًا التدرب على استخدام الصور الأدبية والفنية والتشبيهات، كل ذلك يُغني النص ويحمله إلى مستوىً آخر.
من الأمور التي ستشجعك حقًا هي إيجاد شريك للتعلم. فإن لم تجد أحدًا من أصدقاءك، بإمكانك إيجاد شخص في صفوف الكتابة الكثيرة. إن مشاركتك التعلم مع رفيق تساعد كليكما في النظر إلى أفكار الآخر وتعلم المفردات والأساليب من بعضكما البعض. إضافة لذلك، إن لعب دور المعلم في البحث عن أخطاء كل منكما في نص الآخر يساعد كثيرًا في التمكّن من هذه المهارة ورفع مستوى الانتباه والدقّة.
اخيرًا، أرى أن عليك عرض ما تكتبه على خبير. فالمعلم هو الشخص الأكثر مناسبًة لإعطائك النصائح وتنبيهك على أخطائك التي يمكن أن لا ينتبه لها شريكك. ولأن خبرة المعلم أكبر وأوسع، فبإمكانه تعليمك الطرق الصحيحة لتصحيح أخطائك أو اتبّاع أسلوب معين يراه مناسبًا لك أكثر من أسلوب آخر.
وبالطبع؛ إن امتلاك الإرادة للتعلم والصبر حتى التمكّن هو المفتاح الأقوى. حيث إن لم تحمل الرغبة؛ فلن تتحمل الطريق الطويل والتي قد تبدو في بعض الأحيان شاقة.