في عام 1979 استأجر ريد هيستينغز شريط فيديو من أحد متاجر أفلام الفيديو التي كانت منتشرة آنذاك في الولايات المتحدة وتأخر في إعادته مدة 6 شهور وغرامة المتجر مبلغ اربعين دولارا وهذا ما اغضبه كثيرا
ومن هنا جاءته فكرة مشروع لتأجير الأفلام دون وضع مدد محددة لإعادة الشرائط، ولا يحتاج العملاء فيه لزيارة المتجر،البعض يشكك في صحة هذه القصة رغم انها مقنعة
بدأ مشروع “نتفلكس” كشركة لتأجير الأفلام بالتعاون بين الصديقان ريد هاستينغز و مارك راندولف،حيث كانا كلاهما يعملان سويا في شركة برمجيات وكانا يمتلكان المال والخبرة الكافية لتأسيس عملهما الخاص ،وذلك من خلال من طلب المادة من الإنترنت، وإيصالها للعملاء عبر البريد واستمرا في هذا العمل مدة تسع سنوات كاملة ، وكانت نتفلكس بعدهذه المدة ذات قيمة سوقية جيدة
كانت الأقراص المدمجة قد ظهرت في الولايات المتحدة عام 1997، وهي أخف وزنا من أقراص الفيديو القديمة vhs مما جعل شحنها بالبريد اسهل .ولو ان اختراع الأقراص لم يظهر في ذلك الوقت لما وجدت نتفلكس اساسا، اي ان التوقيت كان مناسبا لهذا النوع من العمل التجاري
بدأ العمل بتأجير ال دي في دي مدة 7 ايام مقابل مبلغ 4 دولارات و بإضافة دولارين بدل خدمة توصيل للمنازل، ثم أضيفت خدمة جديدة وهي بيع نسخ غير مستخدمة من أقراص الدي في دي
وفي عام 1998 توقفا عن بيع الأقراص واكتفيا بالتأجير فقط.
كانت خطوة جريئة منهما التخلي عن البيع كمصدر للدخل، ولكنهما كانا مقتنعان بأن هذا أمر مهم، فبيع الأقراص سبب لهم منافسة من قبل محلات تأجير الاقراص الاخرى في مختلف الولايات
خطوة النجاح التالية كانت قد حدثت عام 1999 بالإعلان عن خدمة جديدة للجمهور، وهي خدمة الاشتراك الشهري، كان الاشتراك لأربعة أقراص في الشهر الواحد ب 16 دولار شاملة لخدمة التوصيل. وفي عام 2000 أصدرت خدمة اشتراك جديدة ، هي خدمة تأجير عدد لا محدود من الأقراص للشخص الواحد مقابل 20 دولار شهريا، على أن لا يتعدى عدد الأقراص عن 4 في كل مرة
من الاسباب التي جعلت نتفلكس تنجح كمية الاعلانات الدعائية والاعلانات والترويج لها ، فكانت عروضهم تصل الجميع بالبريد والايميلات وبشتى الطرق الممكنة،وكانو قد وفروا عينات مجانية بالتعاون مع كبرى شركات الحاسوب مثل توشيبا و ابل و اتش بي وكذلك عرض فترة تجربة مجانية للجمهور .أيضا كانوا يقترحون على الزبائن فكرة ماذا تشاهد لاحقا بناء على ذوق المشاهد ، مما يجعل العمل على تأجير الأفلام لا يتوقف
وأثناء بحثهما عن أفكار لتطوير مشروعهما توصل ريد لإطلاق خدمة مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت باشتراك شهري، وبدأ في تنفيذها في عام 1999. وفي العام 2000 بدآ في عقد صفقات مع شركات إنتاج الأفلام الكبرى، مما سمح لهما بالحصول على خصومات هائلة عند شرائها عددا ضخما من الأفلام والبرامج. وخلال مدة قصيرة ، أصبح لديهم أكثر من 50 موزعا
ثم أطلقوا صفحة على الإنترنت ،عليها اسماء الافلام المتوفرة تسمح للمشاهد بأن يعطي رأيه فيما شاهد، و بناء على تقييمه يتم اقتراح مجموعة جديدة من الأفلام المناسبة لذوقه
في العام 2004 بدأت في خدمة المشاهدة اون لاين او ما يسمى ب ستريمنج عبر الانترنت من المنازل وكان الجميع متحمسا لهذه الفكرة
كانت خدمة شاهد الان منتشرة عام 2007 ، وكان كل من اشترك سابقا بخدمة استئجار الديفيز من نتفلكس، قد حصل على خصم خدمة المشاهدة المباشرة
في 2011، قدم نتفليكس منتجًا عرف باسم "زر نتفليكس" لعدد من أجهزة التحكم، مما يُمكن المستخدم الولوج لبرنامج نتفليكس من ضغط زر واحد للمشاهدة على التلفاز.و منذ مطلع الألفية توسع نطاق خدمات الشركة خارج الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أعلنت في 2016 أن خدماتها تغطي جميع أنحاء العالم عدا 4 دول منها سوريا بسبب العقوبات الامريكية.
وظهرت قوة إنتاجات نتفلكس عند فوز مسلسلها “ستينجر ثينغز” بخمس جوائز من أصل 18 جائزة إيمي عام 2017.وأتى نجاح شركة نتفلكس الأكبر هذا العام بفوز فيلمها “روما” بثلاث جوائز أوسكار.
بنهاية 2018 بلغ إنفاق الشركة على المحتوى 13 مليار دولار، وارتفع عدد مشتركيها إلى 139 مليون مشترك، أي أكثر من 5 أضعاف تعداد المشتركين في عام
2012.
ومنذ ال 2016، تدعم نتفليكس 18 لغة لواجهة المستخدمين عالميا : العربية، الصينية، الدانماركية، الهولندية، الإنجليزية، الفنلندية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، اليابانية، الكورية، النرويجية، البولندية، البرتغالية الإسبانية، السويدية، والتركية.