كيف ألتزم بجدول المهام اليومي؟ فأنا أضع مهاماً ليومي ولا أنفذها؟

1 إجابات
profile/دانية-رائد
دانية رائد
باحث في العلوم الإنسانية في Freelance (٢٠١٧-حالياً)
.
٠٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
   لحسن الحظ لقد قمت بالخطوة الأولى والأهم لإنجاز المهام التي يجب عليك القيام بها يوميًا؛ وهي خطوة التخطيط. لكن تفقد هذه الخطوة قيمتها عند عدم التزامك بها، بل وتصبح مضيعة للوقت، وغالبًا ما يعود ذلك إلى بعض الأسباب تتعلق بالأسلوب المتبع بالتخطيط أو العادات التي نمتلكها.

    1 – أسلوب التخطيط: ستجد في الكتب وعلى صفحات الويب المئات من طرق التخطيط التي يعتقد أصحابها أنها أفضل طريقة على الوجود، لكن بخبرتي كشخص عانى من عدم المقدرة على الالتزام بالجداول اليومية، وجدت بعض الفجوات في أساليب التخطيط التي اتبعتها.

    أ* كيفية ترتيب اليوم والمهام التي يجب أن تنجز: فإذا كنت تجد صعوبة في اتباع جدول يومي، يجب عليك تجنب تنظيم يومك ومهامك بأوقات محددة بالساعات -بِبداية محاولتك بالاتزام بالجداول على الأقل-. فبمجرد استيقاظك متأخرًا أو تأخرك في العودة للمنزل أو أخذ مهمة ما وقتًا أطول من الذي قدرته، ستشعر بالإحباط وغالبًا ما ستقوم بترك بقية المهام المجدولة.

   لتجنب حدوث هذه المشكلة، قم بصنع جدول مرن غير محدد بأوقات معينة؛ فضع ترتيب المهام الذي تريد القيام به وأوقات الفراغ والراحة وكيف تريد تمضيتها.

    ب* عدد المهام الموضوعة: لا يجب أن تتعدى المهام التي تضعها لنفسك الـ 3 مهام، ورتبها حسب الأولويات من الأهم للأقل أهمية، وهذه المهام ليست مهام يومية كتناول الفطور وترتيب السرير، هذه المهام تتعلق بأهدافك الكبيرة التي تود تحقيقها، على سبيل المثال لعب الرياضة بانتظام أو إنهاء منهج مادة معينة.

     2 – العادات: ففي بعض الأحيان نضع جدول مثالي ومرن وغير مزدحم ومع ذلك لا نلتزم به، وذلك يعود لبعض العادات التي نمتلكها.

     أ* التسويف: السبب الفعلي وراء التسويف هو الخوف؛ خوفك من المهمة ومن صعوبتها وعدم إنجازها بالطريقة التي تروق لك (المثالية في القيام بالمهام)، خوفك من كبر المهمة وعدم قدرتك على إنهائها. فالتسويف هو المخدر المؤقت الذي نستخدمه لنشعر أنفسنا براحة لحظية، لنهرب من بشاعة شعور الخوف، ونستمتع بحلاوة الفراغ وعدم تحمل المسؤولية؛ متناسيين المرارة التي سنتذوقها لاحقًا بسبب تراكم العمل أو الفشل بإنجازه.

    الحل مع التسويف هو إدراكك أنك خائف ثم عكسك لهذه الأفكار؛ فأخبر نفسك أنك تحب القيام بمهامك، وتريد إنجازها، واخترت الاستمتاع بكل لحظة في تلك الأثناء. فبالنهاية عقلك يطبق الأمور التي تؤمن بها، فإدراكك أنك خائف نصف الحل (كونك تعلم أن التسويف عادة تميل لها عند الخوف وليست جزءًا من شخصيتك) والنصف الآخر أن تسحب نفسك من الخوف بإعادة صياغة أفكارك عن تلك المهام.

   من المهم أن تقوم بالبدء بالعمل قبل أن يقوم عقلك بخداعك لتجنبه؛ فاترك هاتفك أو قم من سريرك وأبدأ بالدراسة أو العمل، وارفض واقطع حبل تفكيرك عن أي فكرة تدعوك للكسل وتشعرك بالخوف والإحباط.

    ب* التركيز على النهايات بدل البدايات: ففي هذه العادة تجد نفسك تفكر بالكمية الهائلة من العمل المكلف به، وأنه يحتاج المئات من الساعات للانتهاء منه. الهدف الفعلي من معرفة نهاية مهامك يتعلق بإدراكك للخطوات والأمور التي تحتاج أن تتبعها للوصول له، لا للتركيز عليه والتفكير بالكم الهائل من العمل المتطلب منك. عوضًا عن ذلك ركز على البدايات؛ فمجموعة كبيرة من البدايات ستوصلك يومًا ما للنهاية، والصعوبة الفعلية للمهام هي تجاوز حاجز الخوف والتوتر والبدء بها، لا الانتهاء منها.

   ج* المثالية وعدم تقبل الفشل: حب الدقة بالعمل صفة مهمة جدًا، لكن المثالية الزائدة التي تجعل صاحبها لا يسمح لأي خطأ بالحدوث ولا يسامح نفسه على القيام به، ويصل ببعض الأحيان لعدم البدء بالمهمة خوفًا من عدم إتقانها، هي من التوقعات التي ستمنع صاحبها من النجاح.

   ورفيقها هو عدم تقبل الفشل؛ فإذا جرب الشخص شيئًا لمرة واحدة إما أن ينجح أو لن يقوم بإعادة الكرّة مرة ثانية، فَبها يرفض الشخص المحاولة لأنه يرى فشله بالمهمة فشل دائم لن يتعدل مهما حاول تكرارها.

   للتخلص من هذه العادة يجب عليك أن تخفض من سطح توقعاتك غير الواقعية؛ اسمح لنفسك بالخطأ والوقوع ألف مرة، أخبر نفسك عند فشلك أنك ستحاول مرة ثانية، وستحاول حتى تنجح. أرشد مثاليتك للمعنى الحقيقي للخطأ؛ الذي وهو فرصتك للتطور والتحسن، لا تربط نجاحك بعدد مرات أو بشكل إنجاز معين، اربطه بالرغبة العارمة للتفوق مهما كلف الأمر.

    طريقتي المفضلة في التخطيط هي في الليلة السابقة لليوم المعني -ليس في نفس اليوم- أحدد 3 مهام أو أقل أود أن إنجازها، وأقسم وقتي لفترات عمل من 30 دقيقة، أصغرها تكون من 30 دقيقة (فترة واحدة) وأكبرها ساعتين (أربع فترات)، وبين كل مجموعة من الفترات أضع وقت راحة أكون خططت للأمور والفعاليات التي أود القيام بها أثناؤه، ولا يتجاوز وقت الراحة 30 دقيقة (فترة واحدة).

    أبدأ يومي قبل تناولي للفطور أو شربي للقهوة بفترة واحدة أقوم بها بجزء صغير من أحد المهمات (الأقصر وقتًا أوالأصعب) لأبدأ يومي بإنجاز صغير، يليها وقت راحة من فترة واحدة أو أقل (20 دقيقة مثلًا)، ثم أضع فترة طويلة أنجز بها المهمة الأثقل والأصعب بالنسبة لي، لكي "التهم الضفدع" كما قام بوصف هذه الطريقة الكاتب براين تريسي؛ فجميع المهام بعد الانتهاء من هذه المهمة تصبح سهلة. ثم يأتي وقت الراحة وأقوم بما خططت له فيها، وأكمل يومي بهذه الطريقة، ومثال على هذا النوع من الجداول من هنا، وبإمكانك التعرف على تفاصيل الطريقة من هنا.

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 5 شخص بتأييد الإجابة