كيف أكون رائدة فضاء في المستقبل؟

 يعجبني الطموح المختلف، ذلك النادر، الذي يسير عكس تيار المعتاد.
أيّاً ما كان مصدر إلهامك الذي دفعك لاتخاذ هذا القرار، وسواءً كان قراراً مفاجئاً أم أنه حلم الطفولة، لا تستمع إلى من يقول لك أن تحقيقه أمر صعب، غير اعتيادي أو أنك لا تستطيع، طارد حلمك.

عندما صعد نيل أرمسترونج على سطح القمر عام 1969، كان الأطفال من تلك الثقافة مندهشين من هذا الإنجاز الفخم، أصبحوا يحلمون بوظيفة لم تكن موجودة من قبل: لقد أرادوا عندها أن يصبحوا رواد فضاء.

لقد تغيرت الكثير من الأمور في الخمسين سنة الماضية. وعلى الرغم من أن مهنة صانع المحتوى على منصّة YouTube قد تجاوزت شعبيتها شعبية رواد الفضاء، لا يزال العديد من الأشخاص يرغبون في استكشاف الفضاء.

وبطبيعة الحال، أن تصبح رائد فضاء ليس بالأمر السهل. فبالنسبة لهذا المسار الوظيفي، ستكون لديك وجهة مكان عمل محتملة: الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، المعروفة أكثر باسم ناسا NASA.

لا تحتفظ ناسا بقوى عاملة ضخمة عندما يتعلق الأمر برواد الفضاء. وحاليًا، يعمل 48 رائد فضاء نشطًا في وكالة ناسا، وقد ذهب أقل من 600 شخص إلى الفضاء في الخمسين عامًا الماضية. ولكن، إذا كان لديك الحلم وكانت لديك العزيمة الكافية، فقد تكون لديك فرصة للانضمام إلى صفوف هؤلاء المغامرين في الحياة الواقعية.

ما مهمة رائد الفضاء؟

إن رواد الفضاء لا يطيرون عبر الفضاء صارخين، "إلى المالانهاية وما وراءها!" - بل في الوقع، إن لديهم مهام حقيقية، مثلنا تمامًا.

يؤدي رواد الفضاء أدوارًا مختلفة عند تنفيذ مهام فضائية. فالقائد مثلاً هو الشخص المسؤول الذي يتخذ في نهاية المطاف أهم القرارات في أي مهمة فضائية. يعمل الطيار بشكل وثيق مع القائد. ويتولى رواد فضاء آخرون دور أخصائييّ المهمة، حيث يستخدمون مهارات خاصة أو مجالًا معينًا من المعرفة.

يقوم رواد الفضاء أيضًا بالعديد من المهام العادية المعتادة للحفاظ على عمل المحطات الفضائية. حيث يقوم الطاقم بتنظيف وفحص المعدات وإصلاح الأشياء التي تحطمت. و في واقع الأمر، هم يقضون ساعتين كل يوم في ممارسة الرياضة أيضًا من أجل مواكبة المتطلبات البدنية للوظيفة.

كيف تصبح رائد فضاء :

ليس هناك تخصص يسمّى تخصص "ريادة الفضاء" أو ما يشابهه في الكلية. إن الأشخاص الذين تختارهم ناسا ليصبحوا رواد فضاء ليسوا بالضرورة أولئك الذين كرسوا حياتهم ليصبحوا مستكشفين للفضاء. عوضاً عن ذلك، فهم خبراء في الرياضيات والعلوم ويستوفون جميع مؤهلات وكالة ناسا.

يجب أن يكون رواد الفضاء الطموحين حاصلين على درجة الماجستير بالإضافة إلى سنتين على الأقل من الخبرة المهنية ذات الصلة بدرجة التخصص. و بدلاً من ذلك أحياناً، قد يكملون ما لا يقل عن 1000 ساعة من وقت قائد الطائرة على متن طائرة نفاثة.

أي بالإضافة إلى تلبية جميع المتطلبات المادية، يجب أن يكون رواد الفضاء الطموحين حاصلين على درجة الماجستير وخبرة عمل ذات صلة لمدة عامين على الأقل.

ثم يأتي الجزء الصعب. يجب أن يجتاز رواد الفضاء رحلة طيران ناسا طويلة المدى الفيزيائية. إذا كان طولك أقل من 5 أقدام أو بوصتين، أو أكثر من 6 أقدام و 3 بوصات، فلن يحالفك الحظ. يحتاج المرشحون أيضاً إلى رؤية 20/20، على الرغم من أنهم قد يستخدمون العدسات التصحيحية. ولا يجب أن يتجاوز ضغط دمهم 140/90 عند الجلوس.

عندما يتعلق الأمر بالتقدم للوظيفة: اعمل على سيرتك الذاتية. تأكد من أنها موجزة وخالية من الأخطاء. تريد ناسا أن تعرف أن روادها ينتبهون إلى التفاصيل الصغيرة، وهي مهارة ضرورية يجب أن تلازم للعلماء.

ما مدى صعوبة أن تصبح رائد فضاء؟

ناسا توظف رواد فضاء جدد كل أربع سنوات أو نحو ذلك، وعدد قليل من الناس إجمالاً يتقدمون بطلبات. فمثلاً في عام 2013، تقدم 6000 شخص ليصبحوا رواد فضاء؛ اختارت ناسا ثمانية منهم فقط. وعندما تقدم 18300 شخصًا بطلب للحصول على دفعة عام 2017، تم قبول 12 شخصًا فقط - وهذا معدل قبول أقل من 1%.

إن الطريق إلى أن تصبح رائد فضاء ليس بالأمر السهل. حتى إذا وافقت وكالة ناسا على طلبك، فسوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تغادر الأرض بالفعل.

أولاً، تحتاج إلى إكمال عامين من التدريب الأساسي. ويتضمن ذلك كل من التدريب البدني والدراسة في الفصول الدراسية. يدرس متدربو رواد الفضاء اللغة الروسية حتى يتمكنوا من التواصل مع مركز التحكم في المهام الروسيّ، والتعرف على كل من سفن الفضاء والعلوم المشاركة في المحطات الفضائية.

يجب أن يجتاز رواد الفضاء المتدربون اختبارات جسدية. حيث أنهم بحاجة إلى الحصول على شهادة في الغوص والسباحة في حمام سباحة أثناء ارتداء بدلة طيران. يجب أن يخضعوا أيضًا لتدريب عسكري للبقاء على قيد الحياة على الأرض والمياه، وهو أمر ضروري لحالات الطوارئ.

أخيرًا، يجب على المتدربين التدرب على المحاكاة Simulation التي تسمح لهم بالتعود على الضغوط الجوية العالية والمنخفضة.

ما مقدار التعليم الذي تحتاجه لتصبح رائد فضاء؟

يجب أن يكون المتقدمون حاصلين على درجة البكالوريوس ودرجة الماجستير في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ذي الصلة ، مثل الهندسة أو علم الأحياء أو العلوم الفيزيائية أو علوم الكمبيوتر أو الرياضيات التطبيقية. تنظر ناسا أيضًا في رواد الفضاء الذين أمضوا عامين على الأقل في برنامج الدكتوراه ، أو الحاصلين على درجة الدكتوراه في الطب، أو الذين أكملوا برنامج المدرسة التجريبية التجريبي.

وبصورة عامة، يقضي رواد الفضاء عادة ست سنوات على الأقل في التعليم ما بعد الثانوي - وأحيانًا أكثر إذا كان لديهم درجة الدكتوراه.

كم من الوقت يستغرق الأمر لتصبح رائد فضاء؟

بالإضافة إلى ست سنوات من الدراسة وسنتين من الخبرة المهنية، يجب على رواد الفضاء إكمال عامين من التدريب الأساسي الإلزامي. كل هذا يضيف ما يقرب من عقد من الزمان من التحضير المستمر.

بعد ذلك، قد يحتاج رواد الفضاء إلى الانتظار لشهور أو سنوات قبل أن يتمكنوا حتى من الشروع في مهمتهم الفضائية الأولى. وقبيل مغادرة الأرض، يجب أن ينهي رواد الفضاء تدريبًا متقدمًا على المهمة، مما يزيدهم من تجهيزهم لاستكشاف الفضاء.

وظائف بديلة في استكشاف الفضاء

وإذا لم يحالفك الحظ فيما سبق، أو أنك ربما ترغب في الانضمام إلى وكالة ناسا، لكن الذهاب إلى الفضاء لا يروق لك حقًا. أو ربما تبدو المنافسة الشرسة على أن تصبح رائد فضاء وكأنها ضغط كبير. الخبر السار هو أنه لا يزال بإمكانك العمل في رحلات الفضاء دون مغادرة الأرض.

تقوم كل من وكالة ناسا والمؤسسات البحثية والجامعات بتعيين محترفين في وظائف مختلفة للتأكد من أنها نحقق أقصى استفادة من استكشاف الفضاء. في عام 2019، عمل أكثر من 66 ألف شخص كمهندسي طيران، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل يقوم هؤلاء الأفراد بتصميم وإنشاء المركبات الفضائية، وكذلك الطائرات والصواريخ لأغراض الدفاع الوطني.

يعمل علماء الغلاف الجوي أيضًا في عالم الفضاء من خلال دراسة ظواهر الغلاف الجوي والمناخات باستخدام الأقمار الصناعية وأنظمة الرادار. تم توظيف حوالي 10000 فرد كعلماء في الغلاف الجوي في عام 2019.

يمكن لأولئك الذين يرغبون في العمل في الفضاء دون أن يصبحوا رواد فضاء متابعة وظائف في هندسة الطيران أو علوم الغلاف الجوي أو علم الفلك.

إن علم الفلك هو مسار شائع آخر، حيث يعمل 20500 شخص حاليًا كعلماء فلك. إذا كنت مفتونًا بالعلوم وترغب في دراسة مفاهيم مثل المجرات وتكوين الكواكب والتطور النجمي ونظرية المادة المظلمة، فإن علم الفلك هو مجال ممتاز للنظر في الدخول.

يمكنك أيضاً أن تبحث أيضًا في الخيارات المهنية المتعلقة بالفضاء مثل فيزيائي البلازما ومهندس أجهزة الكمبيوتر ومهندس الإلكترونيات وفني إلكترونيات الطيران وفني الأرصاد الجوية.

أن تصبح رائد فضاء هو عمل شاق وليس للجميع، ولكن إذا كنت قد حددت إتجاهك وميولك الراغبين باستكشاف الفضاء، فلا تدع تحديات التحضير للوظيفة تعيقك. 

بالتأكيد من أولى الخطوات هي اختيار تخصص علمي في الثانوية ثم اختيار تخصص جامعي يعنى بالفضاء ويؤهل لريادة الفضاء،مع ندرة وجود هذه التخصصات في منطقة الشرق الأوسط والمناطق العربية فالكثير من الناس ينصحون الطلاب الذين يطمحون لريادة الفضاء إلى الدراسة في الخارج فتلك الجامعات ستوفر لهم فرصة أكبر لصعود الفضاء والعمل في شركات عالمية ومثل ناسا وغيرها،ولكن قبل التسرع في اختيار هذا الطريق يجب أن تعي قدراتك ومؤهلاتك جيدًا، فهذا التخصص ليس سهلًا. 
 
"كتب رائد الفضاء المتقاعد كلاي أندرسون في سيرته الذاتية أنه رجل عادي، وأضاف "تقدمت بطلب لأن أصبح رائد فضاء 15 مرة،فقدت فيها حماس أصدقائي وأتباعي، ولكن بعد ذلك توقفت النكات ومروجو حقيقة أنني فاشل -وفي الواقع كنت فاشلا ومرهقا- حتى جاء إعلان ناسا بقبولي مسلطا الضوء على كيف استغرق الأمر مني 15 محاولة، لأظل حتى اليوم أكرر: أن تأتي متأخرا خيرا من ألاتأتي.


كل شخص كانت لديه مهنة قبل أن يكون رائد فضاء، وقديما كان غالبا ما تستهدف وكالة ناسا الطيارين المحترفين بالجيوش، فقد اختار الجيش الأميركي أول مرشحيه لريادة الفضاء عام 1959 من سلاح الطيران، وكان عليه أن يكون خبيرا بالطائرات النفاثة ولديه خلفية بالهندسة، وكانت من الشروط الأساسية أن يكون أقصر من 180 سنتيمترا.


بالإضافة إلى الخبرة في مجالي الهندسة والطيران، يتطلب استكشاف الفضاء معرفة علمية وقدرة على تطبيقها، لذلك بدأت ناسا عام1964 البحث عن خبراء بالمجالات العلمية مثل الطب والهندسة والعلوم الطبيعية كالكيمياء والفيزياء والبيولوجيا ليكونوا رواد فضاء، ولكن اليوم الأمر اختلف باختلاف الوصول للقمر عن المريخ، وربما أبعد من ذلك.

 
أما عن كيف أصبح رائد فضاء؟.. في الماضي كانت الشروط معقدة. في بادئ الأمر لم يكن من السهولة بمكان أن تكون أحد رواد الفضاء في وكالة ناسا الدولية.

فعندما تم اختيار أول رواد فضاء في الوكالة في العام 1959، كان أحد شروط اختيارهم التمتع بخبرة طيران في الطائرات النفاثة وخلفية في الهندسة.


ليس هذا فحسب، يجب أيضاً ألا يتجاوز طولهم 1.75 سم ليتناسب مع مركبة الفضاء ميركوري.
في عام 1964، أدركت ناسا أن عمل رواد الفضاء لا يجب أن يقتصر على أولئك ذوي الخبرة الهندسية، فبدأوا بالبحث عن خبراء فيالعلوم الطبيعية مثل الفيزياء أو الكيمياء أو البيولوجيا.
اليوم الوضع مختلف


بتطور أهداف وكالة ناسا، وتنوع مهامها وبعثاتها، تغيرت متطلباتها لرواد الفضاء كثيراً عما مضى.
الخبرة في الطيران والهندسة لم تعودا الطريق الوحيد لخوض تجربة الفضاء الفريدة.
 
في البداية كانت الشروط صعبة لكن الوضع مختلف اليوم. حتى المدرسون يستطيعون السفر إلى الفضاء.

الماجستير أو الدكتوراه لم تعودا شرطاً من شروط القبول في وكالة ناسا للفضاء، لكن الحصول على هذه الدرجات العليا بالتأكيد يجعل المرشح أكثر تأهيلاً.

الحاصلون على درجة البكالوريوس في الهندسة أو العلوم البيولوجية أو العلوم الفيزيائية أو علوم الكمبيوتر أو الرياضيات يستطيعون التقدم أيضاً.

أما سنوات الخبرة فيجب ألا تقل عن 3 سنوات في مهنة ذات صلة بطبيعة الدراسة.

حتى إن كانت هذه الخبرة هي عبارة عن 3 سنوات من التدريس لطلاب المرحلة الابتدائية فلا بأس بذلك طالما أن المدرس حاصل على البكالوريوس في العلوم أو الفيزياء أو الرياضيات.

ما لا يقل عن 1000 ساعة يقضيها المرشح بقيادة الطائرة النفاثة ممكن أن تحل محل سنوات الخبرة الثلاث أيضاً.

القدرة على اجتياز اختبار ناسا الجسدي من الشروط الأساسية. فمن الضروري أن يكون المرشح لائقاً بدنياً وإلا سيصعب عليه التأقلم في الفضاء وقد يعرض الطاقم لمشاكل في حال حدوث أي طارئ طبي له.

امتلاك نظر سليم كان من الشروط الأساسية جداً للعمل كرائد فضاء في الماضي، إلا أن المعايير اختلفت اليوم.

فابتداء من العام 2007 سمحت وكالة ناسا للمتقدمين بإجراء عمليات تصحيح البصر (الليزر أو الليزك)، بشرط مرور عام واحد على الأقل بعد إجراء العملية مع عدم ظهور آثار مضرة على المدى البعيد.

حدة البصر القريبة والبعيدة يجب أن تكون 20\20.
ضغط الدم يجب ألا يزيد على 140\90 في وضعية الجلوس.
الطول يتراوح بين 157.5 و193 سم."