جميعنا يعلم أن الأهل دائمًا يسعون لرؤية أبناءهم في أعلى المناصب وأحسن التخصصات وقد تتعارض رغبة الأهل في اختيار مساق الدراسة مع رغبة الابن، وإليك ما عليك فعله في هذه الحالة:
- قبل أن تبدأ مرحلة الإقناع لعائلتك عليك دراسة الأمر من كافة النواحي لأن مستقبلك لا يبنى على رغبة فقط دون أن تكون هذه الرغبة موجهة ومدروسة بشكل قريب وبعيد المدى؛ لذا أنصحك بالبحث عن المساق الفني الذي تريد دراسته بالضبط، هل الجهة سواء كانت الجامعة أو الكلية أو المعهد الذي تدرسه معتمدة؟ هل ستخرج منه متخصصًا في مجال بحد ذاته ولن تضيع عمرك هباءً؟ هل تعرف أحد التحق بهذا الدبلوم ونجح في حياته العملية والمهنية؟ ما المجال الذي ستعمل به بعد تخرجك منه؟ هل الدخل الذي سيعود عليك من العمل المتوقع كافٍ لبناء مستقبلك خاصة إن كنت " ذكرًا"، لأن أعباء الحياة كثيرة وأمامك مستقبل عليك أن تفكر فيه بجدية، وأخيرًا ما السبب الذي يجعلك لحوحًا وراغبًا في دخول الدبلوم الفني وعدم دخول الهندسة؟
- أولاً وقبل كل شيء عليك أن تجيب على هذه الأسئلة بينك وبين نفسك وبصدق مطلق لأن حججك هذه ستقنعك أو لا تقنعك قبل أن تنتقل لمرحلة إقناع أهلك، وهنا ستحصل على نتيجتين؛ إما أنك ستجد إجابة تكون إيجابية وفعلًا ستستطيع بناء مستقبلك من خلال دراسة هذا الدبلوم وإما ستجد فعلًا أن هذه الدراسة غير مجدية وأنك كنت متسرعًا.
ونصيحة حيادية مني لا تتعصب لرأيك أو رأي أهلك فقط لتتحدى وتفعل ما برأسك وابتعد تمامًا عن العواطف في مواضيع كهذه، واسأل كثيرًا أصحاب الخبرة ومن كلا الطرفين ولا تصغِ لآراء المحبطين، وصدقني أن اليوم والمستقبل القادم سيكون بحاجة للكثير من التفكير والشجاعة والتخطيط في اتخاذ القرارات فلا تكن متهورًا.
- في حال اقتنعت تمامًا بقرارك اجلس مع أهلك جلسة حوارية واعرض لهم حججك وخاطبهم باللغة التي خاطبت بها نفسك كي تقنعهم، وأنا متأكدة أنهم إذا اقتنعوا بحججك شرط أن تكون مدروسة سيوافقون على ذلك.
وإن لم تقتنع أنت أو لم يقتنع أهلك البتة بسبب ضعف حججك فأنصحك بإعادة النظر في قرارك واستشارة أحد الخبراء وليس الأصدقاء وبالطبع ادعُ الله أن يسدد خطاك واستخره في كل خطوة من خطوات.
- ولا بأس إن وجدت نفسك مخطئًا أن تتراجع عن قرارك أمام أهلك في حال رأيت الهندسة هي المناسبة لك، ومن وجهة نظري أجد أن فعلًا الهندسة – قد- تكون خيارًا أفضل في ظل الرواتب والحوافز المرتفعة التي يتلقاها المهندس على عكس ما تسمع منهم ويقومون بإحباطك، وبالتالي ستوفر لنفسك ولعائلتك عيشة كريمة تحت هذه الظروف الصعبة والحياة التي تستهلك الكثير منا لنأخذ القليل، فتأنّ ولا تجعل مشاعرك تطغى على المنطق والعقل.