الشيء الأول أكيد هو العلم بما ستعطينه، وهو أحكام التجويد، وذلك من الجانب النظري ومن الجانب العملي أو التطبيقي.
الجانب النظري: معرفة الأحكام والقواعد في علم التجويد، مع فهمها، ثم حفظها طبعًا.
الجانب العملي: تطبيق هذه الأحكام والقواعد أثناء القراءة، مع التمكن والإتقان، حتى تخلو القراءة من اللحن كله.
وهذا الأمر يَتَحَصَّل بالدراسة على يد أحد من أهل العلم، يعلمكِ أحكام التجويد وتطبقينها أمامه أثناء قاءة القرآن الكريم حتى يصوب الخطأ ويؤكد على الصحيح، حتى تصلي إلى مرحلة الضبط.
ثم لا بد بعد الدراسة والتدريب أخذ الإجازة عن أحد القراء المتقنين الذين معهم السند المتصل في قراءة القرآن الكريم، وذلك بعد أن يستمع هذا المجيز لقرائتك للقرآن الكريم كاملًا وسردًا وفقًا لأحكام التجويد التي تعلمتيها مسبقًا.
ثم بعد الجد والاجتهاد بالعلم والدراسة وأخذ الإجازة، تكونين قادرة على البدء في إعطاء دروس ودورات في أحكام التجويد.
يفضل لو تكون البداية في التعليم تدريبًا أمام من كان متمكنًا في تدريس وتعليم أحكام التجويد، ليعطيكِ النصيحة والمشورة مما لديه من تجربة، ثم أنت مع مرور الوقت وتكرار التجربة ستكون لديكِ هذه الخبرة.
ويفضل أيضًا، بل إن بعض أهل العلم يشترط ذلك، حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولو بعضًا من سوره وآياته.
وبشكل عام، عندما تبدأين في تعليم غيركِ أحكام التجويد، وكيفية قراءة القرآن الكريم، استحضري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، ففي شرح هذا الحديث يقول ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري أنه من المحتمل أنَّ المراد بالخيرية في الحديث من جهة التعليم بعد التعلم؛ حيث أنَّ النفع صار متعديًا للغير، واشترك فيه اثنان أنتِ ومن علمتِ، ومن أشرف الأعمال، تعليم الغير، فكيف لو كان تعليمهم القرآن الكريم.
لذا فلتكن نيتكِ في ذلك خالصة لوجهه الكريم.