كيف أعالج ابني المصدوم بعد صراخي عليه في لحظة غضب

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
بكالوريوس في طفولة مبكرة (٢٠٠٧-٢٠١١)
.
٠٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 حتى تتمكن من علاج الصدمة المتكونة لدى الطفل، لا بد من معرفة السبب المؤدي إلى تكوين الصدمة، فلتتخيلي معي أن زوجك وهو الشخص الوحيد المسؤول عن شعورك بالأمن والحب وهو بالنسبة لك ملجأ للسلامة والحماية يفقد أعصابه ويبدأ بالصراخ عليك ويجعلك في حالة من الشعور بالعجز والخوف وفقدان القدرة على التصرف، ما تخيلته من شعور هو تمامًا ما شعر به الطفل الصغير لكن بشكل مضاعف لفقدان الطفل القدرة على الإدراك والاعتماد على النفس فأنت بالنسبة لطفلك من يعتمد عليه اعتماد كامل في طعامه والعناية الشخصية ومأوى للسلامة والحماية فأنت المصدر الأساس بالنسبة له للحب والثقة بالنفس والمعلومات وليس لديه مكان آخر ليلجأ إليه.

ومن هنا أول ما يمكن فعله لعلاج صدمة الطفل هو التواصل الجسدي، إن التواصل الجسدي من أهم الأمور الاتي تخفف من وطأة الصراخ فهو يعيد لنفسه الثقة بك بأنك ما زلت تشعرين بالحب اتجاهه، إياك أن تتجاهلي الطفل بعد الصراخ وخاصة في العمر الصغير الذي لا يدرك فيه معنى الخطأ، فالطفل ماقبل عمر 3 سنوات يكون الخطأ بالنسبة له مقرون بوجود توجيه فقد وفي حال غياب التوجيه فهو لن يدرك بأن ما يقوم به خطأ فالمنظومة الأخلاقية للطفل لم تتكون بعد حتى يكون قادر على تحيد الخطأ والصواب، عانفي الطفل وقبلية وتحدثي إليه وإن كان غير قادر بعد على فهم اللغة اجعليه يستمع إلى نبرة الصوت الحنونة والعطوفة ليشعر بالأمان والحب، وكرري هذا التواصل طوال الفترة التي لا يزال الطفل فيها يشعر بالصدمة إلى أن يعود لطبيعته وبتأكد من أن مصدر الأمن والحب الأساسي بالنسبة له لا يزل موجود ولم يتغير.

تعاملي مع نبرة الصوت؛ الصراخ على الطفل سبب في أن يشعر بالخوف ولأن يشعر أن هنالك أمر غير واضح، خاصة إن كان الصراخ على الطفل دون تبين الأسباب أو توضيح المعنى من الصراخ، بكل أسف فأنا لا أعلم ما هو عمر الطفل لأكون أكثر تحديد بالحديث معك إلا أنني سأحاول أن أقدم لك مجمل المعلومات التي قد تكون بمثابة المساعدة لتقديم حل للتعامل مع الطفل، اعتذري للطفل عن الصراح في أي عمر كان، قدمي الاعتذار للطفل واجعليه يعتاد على سماع الاعتذار ونبرته وطريقته وحاولي اقران الاعتذار دائمًا بالتواصل الجسدي، اعلمي أن الطفل ومهما كان صغير في العمر فهو يعتمد عليك وعلى الأب ليشعر بذاته وبنفسه،حاولي أن كان الطفل قادر على الفهم وخاصة في عمر ما بعد السنة أن توضحي سبب الصراخ بطريقة بسيطة قول للطفل (ماما أنا آسفة أنا أحبك جدًا ولم أقصد ان اصرخ عليك، لكنك فعلت الأمر (X) مثلا وأنا لن أكرر هذا التصرف معك مرة أخرى) قدمي للطفل وعود أمان وكوني قادرة على الوفاء بها، في حال كنت غير قادرة على التعامل مع نفسك بطريقة جيدة لا تقدمي أي وعد للطفل لأن تقديم الوعود للطفل وعدم الوفاء بها سبب في كسر الثقة بينك وبينه.

في حال كانت هذه أول مرة تصرخين على الطفل فيها حاولي أن تجعلها آخر مرة بان مع مرور الوقت ونتيجة لتكرار الصراخ يكون الطفل طرق دفاعية ضد الصراخ وضدك كأم، لا تعتادي على صدمة الطفل هذه واجعل أثرها مقلق بالنسبة لك حتى تتعاملي مع نفسك بطريقة أفضل، اعلمي أن الصرح وإن كون الطفل ضده بعد الدفاعات النفسية بحيث لا تؤثر فيه فهي سبب في أن يظهر تصرفات عدوانية لاحقًا. وفي حال أظهر الطفل أي فعل نتيجة الصدمة وحاول أن يقوم بارضائك اقبلي بما يصدر عنه من فعل وعانقيه وقبليه فهو يرغب بأن يشعر بالأمان من جديد ويرغب في أن يعيد الثقة لنفسه بك كأم وأنك قريبه منه على الرغم من الصراخ.

في بعض الأحيان قد يظهر الطفل ردود فعل مثل عدم رغبته بأن تقومي بحملة أو عدم رغبته في الرضاعة، هنا يكون الخوف قد تملك الطفل ولإعادة الطفل لطبيعته السابقة حافظي على نبرة صوت حانية عطوفة قدر الإمكان وتواصلي عن طريق اللمس مع طفلك حتى يشعر بالأمن ويقترب منك من جديد.

ويمكن أن أقدم لك بعض النصائح التي تجعل من غضبك أقل في المرات القادمة:

  • اعلمي أن الطفل يجهل الصواب والخطأ ولا يمكن له أن يحدده في مراحل الطفولة المبكرة وخاصة قبل عمر السنة. امتلاك هذه الفكرة سبب في أن تجعلك أكثر هدوء مقابل تصرفات الطفل.
  • الطفل في مراحله المختلفة محب للاكتشاف والمعرفة وما يقوم به ليس الهدف منه الخطأ وإنما الهد منه اكتساب المعرفة، هضا التوجه يخفف عنك وطاوة وحده الغضب، ويجعل من الغضب متحول لتوجيه.
  • في حال كان الطفل في عمر أكبر من سنه ضعي الحدود وضع الحدود يساعد الطفل على رؤية مواضع الصواب والخطأ مع تقديم التوجيه دائمًا لأن غياب التوجيه يعني غياب الخطأ في مرحلة ما قبل ثلاث سنوات.
  • ابتعدي جسديًا عن الطفل في حال شعرتي بالغضب لمدة دقيقة وعودي بعدها بحيث تكونين قد شعرتي يالهدوء ولا تتصرفي وأنت في حالة غضب، وفي حال كنت في موضع غير قادرة على ترك الطفل لوحده حاولي أن تستخدمي استراتيجة العد للعشرة بحيث تشتتين انتباهك عن ما يقوم به الطفل من أمر خاطئ ولك بعد أن تتأكدي بان ليس هنالك ما يعرض حياة الطفل للحظر.
  • قومي بتنظيم البيئة حول الطفل فلا تضعي الطفل وخاصة إن كان رضيع في بيئة فيها أي عامل من عوامل الخطر ومن ثم تقومي بالصراخ عليه لأنه ارتكب خطأ ما، السبب هنا يقع عليك انت على على الطفل وهو لا ذنب له في ما يقوم به من استكشاف للمحيط فهذه طبيعته التي خلق عليها.