إن صناعة الألعاب أمر ممتع كثيرًا وإن بدا غريبًا، أو مجهدًا أو حتى مبالغًا فيه في أيامنا هذه. حيث وصلنا إلى أيام نجد كل ما يسلينا جاهزًا دون الحاجة إلى صناعته أو البحث عنه بجهد. ومن هذه الألعاب ما هو مادي ملموس، وألعاب أخرى إلكترونية وألعاب الفيديو المنتشرة في أنحاء العالم.
وبما أن الألعاب غالبًا ما تكون موجهة للأطفال، فإن صناعتها تكون أكثر متعة من وجهة نظري. إذ أنك تستخدم في حالة كهذه الألوان الكثيرة، والأشكال الظريفة، والأشكال المختلفة. ومن أكثر الأمور التي أنصح بإدخالها إلى لعبة الطفل هي أن تكون تعليمية بشكلٍ ما، إذ أن هذا الأمر يضفي المزيد من القيمة على ما تصنع، ويجعلها أكثر أهمية. ولا تنسى أن صناعتك للعبة بهذه المواصفات تساوي أي لعبة أخرى باهظة الثمن في المتاجر.
وهنالك أيضًا الجانب الذي سيتعلمه الطفل، حيث سيتعلم أن يقدر ما يصنع، وأن يعرف كيف يجد لنفسه وسيلة تسلية إن لم تتوافر الموارد المادية. وغيرها من الدروس المهمة والتي لا يمكن أن تخطر لك، إلا أن الطفل بإمكانه أن ينتبه لها مع التكرار، وأن تُزرع في داخله دون أن تشعر بذلك. لذا من المهم جدًا أن تدع الطفل يساعدك، وأن يشارك في عملية الصنع هذه، ولا شك أن عليك أن تفتح له مجال فهم كل خطوة وما الهدف منها. هذه فرصة مهمة لتقضي وقت أكثر مع طفلك.
إن الأدوات التي تحتاجها في صنع الألعاب متعددة، وتعتمد بالطبع على نوع اللعبة والهدف منها. فمثلًا هناك عدة ألعاب مفيدة ومسلية ولا تحتاج سوى ورقة وقلم، أو عود طبشور مثلًا. ومن هذه الألعاب غالبًا ما تكون ألعاب تحتاج القليل من التفكير والتي تناسب مستوى الأطفال. كأن تطلب من الطفل أن يعدد أشياء تبدأ بحرفٍ معين وفي وقتٍ محدد. أو أن تطلب منه أن يرسم شيئًا وأن تحاول أنت أو أي شخص آخر فهم ما رسمه أو ما يريد قوله. وهذه الألعاب فرصة قوية لتنمية مهارات الطفل، وفرصة ممتازة لاكتشاف ما يملك من مهارات أصلًا.
فيما يخص الألعاب المادية الأخرى فحاول أن تختار لها موادًا بسيطة، وتتناسب مع عمر الطفل. فمثلًا ابتعد عن القطع الصغيرة جدًا حتى لا يبتلعها الطفل بالخطأ. أو مثلًا لا تستخدم الزجاج أو المواد شديدة الصلابة حتى لا تؤذي الطفل أيضًا. وفي حال أردت أن تدوم اللعبة لفترة طويلة، استخدم بلاستيك بدل الكرتون المقوى، أو القماش بدل الفلين.
تميل الفتيات إلى التعلق بالدمى والألعاب المحشوة. ربما ينبع ذلك من فطرة شعور الإناث بالأمومة والحنية، ورغم هذا الحصر إلا أن هنالك الكثير من الخيارات التي ستفي بالغرض حول هذه الدمى. من الممكن أن تصنع دمى حيوانات محشوة. حيث يتعلم منها الطفل أسماء الحيوانات وأنواعها، وألوانها، وماذا تأكل وكيف تتكاثر ومن هذا القبيل. ومن هنا تعرف أن صناعة اللعبة لا تكفي، بل تحتاج لأن تملأ رأس الطفل بمعلومات بسيطة وكافية عنها حتى تبدو ذات معنى وفائدة.
أما صناعتها فلا تحتاج لإتقان كبير، بل يكفي أن تستخدم قماشًا ملونًا، وأن ترسم عليه جانب الشكل -الحيوان مثلًا- الذي تريد صنعه. وكرر هذه العملية مرة أخرى حتى يصبح لديك جانبان. قم بخياطة الجانبين سويًا من أطرافها، ولا تنسى حشوها بما رغبت من قماش أو قطن أو ما شابه.
ثم هناك صناعة المركبات التي تعتبر ممتعة جدًا. حيث أن هناك الكثير من المواد التي بإمكانك استخدامها لهذا الأمر. يمكنك جعلها قابلة للتحريك أو فقط بوجه واحد. ويمكنك أن تجعلها مفيدة حين تركز على خصائصها وتصنع أنواعًا للمركبات تمكن الطفل على تعلم التمييز بينها.
استخدم أي شيء حولك، أو على الأقل فكر فيما يمكن أن تصنعه بالمواد البسيطة قبل التخلص منها. وعلم أطفالك دائمًا أن يصنعوا أمورًا مختلفة ومتجددة، حيث يعتادون على التفكير خارج الصندوق في أبسط الأمور.