أرى ومن وجهة نظر شخصية حتى تتمكن من حل الخلاف عليك أن تكون طرف محايد في المشكلة، ما يتطلب منك أولاً أن تتجرد مما لديك من مشاعر سلبية وإيجابية اتجاه الشخصين فوجود مشاعر إيجابية أو سلبية لديك قد تكون سبب في التحيز أو سبب في خلق مشكلة جديدة، حيث بغضك للشخص قد يكون سبب في أن تقف ضده وحبك للآخر سبب في أن تقف في صفة، وبعد التجرد من المشاعر المختلفة يمكنك بدء جمع الاستماع لكل طرف يمكن أولًا الاستماع لكل طرف على حدى ومن ثم سماع كلا الطرفين معًا، حتى تتمكن من فهم وجهات النظر بشكل أفضل، ومن ثم يمكنك بدء جمع الدلائل والبراهين التي تدعم كل طرف وترجيح العقل فيها، وليس مكانه الشخص أو منصبه أو غير ذلك حاول أن تتحكم بالعوامل المحيطة التي قد تؤثر على إظهار وجهة نظر حكيمة من خلالك، حاول في حال كانت الأمور بسيطة أن تستخدم اللطف بشكل أكبر من الصراحة خاصة إن كانت المشكلة لا تؤثر على حياة أحد نفسيًا وجسديًا، لأنه وفي بعض الأحيان قد تكون الصراحة سبب في الشعور بالألم وعدم الإنصاف وغير ذلك.
ومن الأمور التي تساعدك على إظهار الحياد وتجعلك تصلح ما بين شخصين بطريقة صحيحة دون أن تخسر أحد منهم أو أن تصبح طرف في المشكلة:
ركز على الإيجابيات لدى كل طرف على الرغم من وجود السلبيات واجعل الأمر السلبي الحالي مرده عامل طارئ وفي حال زواله سيزول السلوك السلبي، ابتعد عن ربط السلوك السلبي بالشخص وإنما برره بوجود عامل مؤقت فالشخصين ومهما كان لهم من مثالب هم أشخاص خيرين.
التفكير بعقلانية وبأمانه بنتائج السلوكيات وما يترتب عليها بشكل حقيقي دون إخفاء الحقيقة، عدم القدرة على التفكير بعقلانية وواقعية سبب في أن تكون شخص غير محايد،
ابتعد عن الإسقاط الشخصي؛ حتى تتمتع بقدر كبير من الحيادية لا تنظر للأمر من وجهة نظر شخصية ولا تسقط ما لديك من مبادئ وقيم شخصية على المشكلة فما يناسبك لا يناسب غيرك وما يناسب غيرك لا يناسبك، حاول أن تحتكم للقواعد العامة والاجتماعية المتفق عليها بشكل عام في المجتمع حتى لا يشعر أحد الأشخاص بأنه مظلوم فيما تقوم به من إصلاح، وحتى لا تكون سبب في خلق مشكلة جديدة.
تخلص من الانغلاق العقلي؛ قد يكون التفكير بطريقة معينة سبب في صدور سلوك متحيز، حاول أن تضع نفسك محل الأطراف الأخيرين وحاول أن تتفهم الأمر من وجهة نظرهم هم حتى لا يكون ما لديك من ولاء للمبادئ والقيم الشخصية سبب في انغلاق العقل وعدم القدرة على الانفتاح وبالتالي فقدان الحياد.
اخلق الشكوك، إيجاد الشكوك سبب في عدم تحيزك لطرف مقابل الآخر، وسبب في طرح المزيد من الأسئلة لتوضيح الأمور بطريقة أكبر، امنح نفسك الوقت الكافي قبل إصدار القرارات وذلك عن طريق إيجاد بعض الشكوك لحل المشكلة، واعمل أنك في نهاية الأمر شخص وسيط ولن تحقق نتيجة إلا في حال أحدثت تغيير على تفكير الشخصين، وهذه الشكوك سبب في أن يرى كل طرف مواضع الخطأ في ما قام به من سلوك وسبب في تغير وجهات نظرهم والاقتراب من إيجاد حل مناسب للطرفين، وأظهر الحذر حاول وقدر الإمكان عندما تقدم ما لديك من شكوك أن يكون الأمر ودّي أكثر منه توجيه تهم فهذا الأسلوب قد يكون سبب في إلحاق الأذى النفسي بكلا الطرفين.
عندما تكون غير قادر على إظهار الحياد اعتذر عن حل الأمر، نحن بشر ولن نكون قادرين على إظهار الحياد في كل مرة نكون فيها في موقف كهذا، الانسحاب من حل المشكلة لعدم القدرة على أن تكون محايد سبب في أن توقف المشكلة عند حد معين ولا تزيد من سوئها.
عند الحديث مع الأشخاص المتخاصمين حاول أن تبين أنك محياد بالقول قبل الفعل، حتى تشعر كلا الطرفين بالأمان وبأنك ستكون متحمل للمسؤولية في التحكيم فيما بينهم، وحتى يصدر كل شخص ما لديه من قول بطريقة واضحة وصريحة بعيدًا عن الغموض، وقدم وجهة نظرك دون أن تجبر الطرفين على قبولها ففي نهاية الأمر أنت محايد أيضًا في تقديم الحل والقرار في الأخذ به أو عدمه يعود لهم، لا تظهر الانفعالية في حال عدم قبول الطرفين بما صدر عنك من اقتراح لحل الأمور فقد يكون قد غاب عنك أمر ما أو أن القرار لا يتناسب مع الشخصين، وحتى تتفادى هذا الأمر حاول وقدر الإمكان أن تبحث في صفات واحتياجات كل طرف وراعي في الحل كلا الطرفين ليشعروا بالرضا والقبول.
المصدر: