مع سرعة مرور الوقت في هذه الأيام,وازدياد أعباء الدراسة والعمل والمسؤوليات لدى الأفراد, وظهور مُلهِيات مثل مواقع الواصل الاجتماعي, وكل ما يعد لصاً للوقت; تتسرب منهم عادة او هواية القراءة كما تسرُب الماء من بين الأصابع, بسهولة ودون إدراك أنهم قد هجروا أنبل عادة في الوجود.
ومن فترة ليست بالقليلة طور المبرمجون تطبيقات وبرامج للكتب الصوتية, لمساعدة هذه الفئة من الناس لإنعاش ذاكرتهم بهذه الكتب بدلاً من هجرها لضيق الوقت , ومن يستخدمون هذه الكتب ينقسمون بين مؤيد لها ومعارض لما لها من ايجابيات وسلبيات, ولتستفيد بالقدر الأكبر منها إليك بعض النصائح :
- لا تختر كتباً ذات صفحات كثيرة جداً, وإذا اخترتها كذلك فيمكنك تقسيم وقتك في سماعها على أكثر من مرة, كي لا تمل وتصاب بالنعاس.
- انتقِ صوتاً مريحاً غير مزعج لئلا تنفر من حدة صوته أو هدوءه الزائد في القراءة.
- انتقِ قُراءً لا يلحنون بالقراءة كي لا تترك الفكرة وتركز في لغتهم الركيكة ولحنهم النحوي.
- حاول اختيار الكتب غير المعقدة وذات لغة سلسة كي لا يشت تركيزك وتضطر للانقطاع لأنك أضعت عدة أفكار في محاولة تركيزك بما قبلها.
وفيما يلي سأذكر لك أفكار بسيطة لاستغلال هذه الكتب المسموعة والاستفادة منها :
1. كفتاة يمتلئ وقتها بالدراسة والعمل أو أم يمتلأ وقتها بالمسؤوليات ولا تجدين وقتاً للقراءة يمكنكِ سماع كتاب صوتي أثناء ترتيب المنزل والملابس أو أثناء غسل الصحون , وإن كنتِ موظفة أو تخرجين لمسافات فيمكنك الاستماع في هذه الاثناء.
2. إن كنت شخصاً يعاني من التفكير الزائد قبل النوم فالكتاب المسموع فكرة جيدة لتهدئة أفكارك , اختر ملخصاً قصيراً لكتاب, أو برنامجاً كوميدياً أو كتباً قصيرة أو حتى مقالات مسموعة وكلها تتوفر في تطبيقات الكتب الصوتية.
3. عندما تعتريك مشكلة ما وكنت غاضباً سارع لتستمع لكتاب صوتي بصوت هادئ وبموضوع لطيف غير معقد, إنها طريقة تشتت تركيزك تجاه غضبك وتجعلك تصرف نظرك للتركيز فيما تسمعه.
٤. اذا كنت ممن يذهب لنادي الرياضة فإنها فرصة جيدة لتستمع لتخليص كتاب او تنتقي كتاباً ذا ظل خفيف لتسمعه أثناء تمرينك.
إن الاستماع للكتب الصوتية لا يُغني أبداً عن القراءة ولا حتى عن صفحة منها, ولكن الشيء الخفيف أهون بكثير من عدمه, ثم إن الكتب الصوتية تعلم المرء الصبر وتحثه على التركيز والاستماع إن كان شخصاً عجولاً، وتثري لغته وتساعده على استغلال وقته الضائع بما هو مفيد وربما مسلٍ، وإن لم يلمس الفرق في الوقت ذاته، فلا شيء يمر علينا عبثًا سيلمسه في طريقة كلامه وأفكاره لاحقاً ودون وعي منه بهذا التغيير ..