اسم الله البارئ من أسمائه الحسنى الواردة في القران والمتفق بين العلماء على عدها من أسمائه الحسنى سبحانه ، وهذا الاسم العظيم الكريم يدل فيما يدل عليه على إحسانه سبحانه في خلقه وإتقانه فيه فخلقه مبرأ من كل عيب ونقص وخلل .
أما الدعاء به فلم يرد حديث في الدعاء بهذا الاسم ، لكن ورد عن النبي عليه السلام أنه رقى أحد الأعراب بآيات من القران من وجع كان به فبرئ من وجعه ، وكان من ضمن تلك الآيات التي رقاه به الآيات الأخيرة من سورة الحشر وهي قوله تعالى ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ... - إلى قوله - .. هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) فاسمه سبحانه البارئ وارد ضمن هذه الآيات .
فهذه طريقة من طرق استخدام اسم الله البارئ في الدعاء للمريض وذلك برقيته بالقران ومن الآيات التي تقرأ خواتيم سورة الحشر لاشتمالها على أسماء عظيمة حسنى لله ومن ضمنها اسم الله البارئ .
ويمكن دعاء الله مباشرة وسؤاله باسمه البارئ أن يبرئ أحبته من المرض ويشفيهم ، لأنه وحده سبحانه الذي يبرئ المريض فهو البارئ المبرئ لغيره سبحانه ، وقد قال تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) والدعاء باسم الله البارئ داخل تحت هذه الآية ، فيقول مثلا : اللهم إني اسألك بأنك أنت البارئ تشفي المرضى أنت تبرئ فلان عبدك وتشفيه ، وهذا نوع من التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته الحسنى وهو من أفضل أنواع التوسل وأحبه إليه سبحانه .
وهناك طريقة ثالثة حيث يمكن أن يسأل العبد ربه بصفته البرء - يعني الخلق - المستنبطة من اسمه البارئ كما ورد في الحديث :
عن أَبي التَّيَّاحِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَنْبَشٍ التيمي -رضي الله عنه-: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ قَالَ: جَاءَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْأَوْدِيَةِ، وَتَحَدَّرَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْجِبَالِ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ؛ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: فَرُعِبَ، -قَالَ جَعْفَرٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: جَعَلَ يَتَأَخَّرُ- قَالَ: وَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ: “يَا مُحَمَّدُ قُلْ، قَالَ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ، فَطَفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ، وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ -تبارك وتعالى-” [رواه الإمام أحمد في مسنده وحسنه بعض العلماء].
والله أعلم