كيف أتعامل مع الطفل القيادي؟

1 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
١٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نرى هذه الأيام أن الطفل يتعرض لكثير من الضغوطات من عدة جهات وكذلك الأهل معتقدين ان ابنهم أو ابنتهم يجب أن يكون قياديا حتى يصبح شخصا ناجحا، و حتى يحس الأهل بأنهم قاموا بعمل ناجح في تربيته بطريقة صحيحة. 

وللأسف بعض التربويين يشعرون أولياء الأمور أنه إذا لم يكن طفلهم ذو شخصية قيادية، إذا هناك مشكلة في أسلوب التربية أو في شخصية الطفل، وهو أمر مشابه للقول بأن الجميع يجب ان يكون طبيبا، أو أن على الجميع ارتياد كلية الهندسة، وهو أمر خاطئ بالتأكيد. فلو كان كل الناس قياديين، من من الناس سيتم قيادتهم؟ ومن سيكون فردا في فريق العمل؟

لذلك علينا أن نعرف أولا إن كان ابننا فيه صفات تؤهله لأن تكون قائدا، وإذا لم تتوفر فيه هذه الصفات فهذا لا يعني أنه أمر سلبي، أو أن الطفل أقل نجاحا من غيره.

القيادة ببساطة هي أن الطفل يمتلك صفات شخصية وفكرية ولغوية تجعله قادرا على أن يلهم افراد الفريق الذي يتعامل معهم، ويسيطر عليهم بطريقة إيجابية، الى أن يصلوا إلى الهدف المحدد والمرجو تحقيقه.

من أهم الصفات التي يمكننا نلمسها في الأطفال الذين يمتلكون مهارة القيادة والتي تبدأ بالظهور من سن الثلاث أو الأربع سنوات تقريبا، صفة العند، والفضول، وحب تجربة الأشياء باستخدام الحواس الخمسة، وحب تحمل المسؤولية وأخذ دور في العائلة ليشعر بأهميته . ومن عمر أربع أو خمس سنوات تقريبا يحب الطفل القيادي تكوين صداقات كثيرة ليكون قياديا على أكثر من فرد، لذلك لا يكتفي بصديق واحد، بل يريد تكوين فريق ليقودهم إلى الهدف الذي يريده، سواء كان هدفا ترفيهيا أو أكاديمي، إلا أنه غالبا عند الأطفال يكون هدفهم هو الترفيه واللعب. كما أن الطفل القيادي تجده صاحب مهارات لغوية عالية ومميزة بسبب امتلاكه الذكاء الاجتماعي حيث أنه يحكي كثيرا مع من حوله، أحيانا نراهم يقنعون الآخرين بلعب لعبة معينة، أو يقوم بمصالحة أصدقائه المتخاصمين، فيوفق و يجمع بينهم.

بعض الأطفال يمتلك الصفات القيادية التي ذكرناها إلا أنه يستخدمها بطريقة سلبية للأسف، كأن يأمر طفلا بمخاصمة طفل آخر وعدم التكلم معه، أو يفتعل المشاكل بين الآخرين، وهنا الأهل داخيا يكونون سعيدين بتأثير ابنهم و سيطرته على الآخرين، لكن في الحقيقة، ليس جيدا أن يتطور هذا الأمر بطريقة سلبية، لذلك علينا منذ البداية إعلام الطفل بأن هذا الأمر الذي تقوم به خطأ، ومن ثم نقوم بتوجيه السلوك بحسب الموقف.

من الطرق التي تعزز صفة القيادية عند الطفل هي إشراكه بالتعامل مع الآخرين خارج البيت، فإذا كانت العائلة في مطعم مثلا، نعطيه النقود ليقوم بدفع الحساب، ومراقبته عن كثب بأن لا يستخدم أسلوب السيطرة بطريقة سلبية لا يحمد عقباها و يتضرر من هم حوله، كذلك علينا أن نعرف قيادته في أي مجال بالتحديد، لنتمكن من دعمه و تعزيز قدرته على تنمية هذه المهارة.