حتى تتعاملي مع الابن المراهق بشكل سليم خاصة فيما يصدر عنه من سلوك ضرب موجه للأخوه الإناث عليك العمل على تعديل التوجه الفكري أولًا ومن ثم العمل على تعديل السلوك، فغالبًا ما يصدر الابن المراهق مثل هذه السلوكيات للدلالة على أنه يمتلك قوة والتسلط هذه المفاهيم التي ترتبط وبشكل كبير بالدور الاجتماعي الذي يكتسبه الطفل الذكر عن طريق التنشئة الاجتماعية في الأسرة والمدرسة والشارع.
ولتعديل التوجه الفكري لابد من إجراء الحوار للوقوف على الدوافع الأساسية التي تجعل من سلوك الضرب موجه للأخوة الإناث، والعمل على إزالة الدوافع المرتبطة بهذا الفعل واستبدال سلوك الضرب بسلوك أخر يعزز ما لدى الابن المراهق الذكر من توجهه وتصور، ففي حال كان سلوك الضرب موجه بدافع الشعور بالقوة والسيطرة أو الرجولة يمكن للأهل توفير للأبن الذكر بعض الأنشطة التي تساعد المراهق على الشعور بالقوة كالاشتراك في نوادي اللياقة البدنية التي تقدم دورات الدفاع عن النفس ورفع الأثقال وقتال الشوارع والتكواندو وغير ذلك من الدورات.
كما لا بد من بيان وجهة النظر الرافضة من قبل الأهل لسلوك الضرب وتوقف الأهل عن سلوك الضرب إن كان ظاهر من قبل الأم أو الأب فقد يكون الطفل المراهق مقلد لسلوك الأم والأب ويهدف من خلال تصرفه فرض سيطرته وليشعر بالقوة، ليكتسب الثقة والقوة.
لا بد من العمل على مساعدة الطفل المراهق على حل ما لديه من مشكلات خاصة، فقد يكون السلوك المتمثل بالضرب ناتج عن تعرض الطفل المراهق في المدرسة للضرب والتنمر من قبل الأصدقاء وبالتالي فهو يرى في سلوكه الموجه للأخوة الإناث المتمثل للضرب أيضا مصدر للقوة وللشعور بالثقة،وهنا لا بد من مساعدة الطل على مواجهة التنمر بطريقة واثقة.
لا بد من مراقبة الصراع ومهيته بحيث يتمكن الأهل من تحديد المفاهيم المتكونة لدى الطفل الذكر التي ينتج عنها سلوك الضرب واجعلي الطفل الذكر هنا مسؤول عن ما يصدر عنه من سلوك ضرب ففي كل مرة يصدر سلوك الضرب عليه في المقابل أن يقدم الاعتذار ويطلب السماح من الإخوة الإناث وفي حال رفضه هذا الأمر عليه أن يتلقى العقاب الذي يتسق مع الطفل بصورة شخصية، فما يناسب طفل ما من عقاب لا يناسب الآخر وعليه هنا على الأهل أن يقدروا ماهيه العقاب وكيفيته ومدته.
إياك وأن تسامحي سلوك الضرب الناتج عن الابن المراهق لان مسامحة السلوك يعمل على تعزيزه وتطوره ويجعل الأخوة الإناث يشعرون بعدم المساوة والعدل والظلم, فهنا عليك أن تجعلي قرار المسامحة مرتبط أولا وأخير بالإناث، وأعطيهم الخيار في اتخاذ القرار، وتخلصي من التعامل الغير متساوي بين الإخوة ففي بعض الأحيان يكون تصرف الضرب ناتج عن شعور الأخ بأنه أفضل من أخواته الإناث.
تخلصي من الوصمة الثقافية الاجتماعية التي تجعل من الطفل الذكر مسؤول عن الأنثى حددي ما لدى الطفل الذكر من مسؤوليات تتعلق به وحده وقدمي له التوجيه بانه الحامي للأخت لا موجه لها وشرطي مراقب لتصرفاتها، فهو مقدم للنصيحة ومنبه فقط في حال صدور السلوك الخطأ وهو أيضًا موجه من قبل الأخوات الإناث في المقابل.
العمل على تخصيص وقت ليقضية الطفل الذكر المراهق مع الإخوة الإناث يقوم على الحوار والمناقشة وتبادل وجهات النظر وتقوية العلاقة فيما بينهم بطريقة تساعد على التخلص من الأفكار البالية التي يزرعها المجتمع وخاصة العربي بما لديه من نظره للأنثى ترتبط بما لدى الذكر من ثقة وقوة وشرف وغيره.
ولتعديل السلوك يمكن اتباع الخطوات التالية:
- منح الطفل الذكر التصرف ضمن ما لديه من مجالات وبيان العقاب المفروض في حال مخالفة النظام الأسرى الموجود, عن طريق وضع حدود واضحة تمثل النظام الأسري.
- طلب الدعم من قبل الأب لوضع الحدود لتصرف الابن الذكر، مع بقاء الاحترام موجود ما بين الإخوة، ودون أن يشعر الطفل بأنه يفقد وجوده وكيانه.
- ساعد الطفل الذكر للتعبير عن مشاعره بطريقة تساعد على تقديم التوجيه المناسب.
- تعزيز سلوك ترك الضرب قدر الإمكان وتعزيز ثقة الطفل الذكر بنفسه بطريقة أكبر بما يقوم به من إنجازات جديد.
308 مشاهدة
