كيف أتصرف...حبيب صديقتي تقدم لخطبتي؟

في حقيقة الأمر، عليك أن تعلمي بداية أن الحياة مليئة بالمواقف والعبر والدروس، فأن تتعلمي درسا خلال حياتك، أمر يجعلك أكثر حذرا واحتياطا، سواء كان الدرس عن طريق صديق أو زميل في العمل أو على يد خطيب أو ابن أو جار أو حتى في المال أو في أي جانب آخر من جوانب الحياة.

نحن بشر، وخلقنا لنتعلم، أحيانا نصيب وأحيانا أخرى نخطئ، كما أننا أحيانا نحب وأحيانا أخرى نكره، أحيانا نكذب وأحيانا نقول الصدق.

والآن شاءت الظروف أن تضغط عليك في أحد جوانب الحياة، أو أن تعلمك درسا، عن طريق صديقتك التي تحبينها على ما يظهر، مع الرجل الذي يبدي إعجابا بك، ويفكر في الارتباط بك، وهو في واقع الأمر درس قاس جدا، فيه كسر لقلب صديقتك، وشعور بشع لكلاكما.

ولكن من ناحية أخرى، دعينا ننظر للأمر بالعكس، أي لنفترض أنك أحببت شخصا، وقام هذا الشخص بالتقدم لخطبة صديقة عمرك، فهل ستتقبلين الأمر؟

ألن تشعري بمرارة الخيانة من قبل كلا الشخصين اللذين أحببتهما؟

هل ستستمرين في العلاقة مع صديقتك؟ وهل سيظل الود بينكما؟

أنا شخصيا لا أعتقد ذلك، بل ستنمو مشاعر حقد وكراهية وغل لشعورك بالإذلال والمهانة والخداع، وستظلين تتذكرين الأمر إلى آخر أيام حياتك، كما أنك ستتمنين لو أنها رفضت الارتباط بحبيبك.

إن العالم مليء بالأشخاص الجيدين والشخصيات المختلفة، ولا أعرف إن كان يعلم بحب صديقتك له أم لا، لأن السؤال كان مختصرا وبدون تفاصيل. فلو كان يعلم، ولو كان يبادلها الحب، وكانا على علاقة عاطفية، فإن ما يقوم به معك أمر مشين ومقرف، ويغلب عليه طبع الأنانية، ولا أعتقد أنك تودين الارتباط بشخص يحمل هذه الصفات.

أما لو كان لا يعلم بحبها له، فإنني أفضل أن ترفضيه، وأنصحك بالابتعاد عنه، خاصة أنك لا تكنين له أي مشاعر أو عواطف، لأنه ليس بالرجل المميز بالنسبة لك، بل هو مميز في نظر صديقتك التي أشفق عليها حقا.

كما أنني أفضل الصداقة على أي علاقة أخرى، وأهتم جدا لأمر أصدقائي، وأصدقهم القول، ويبادلونني نفس مشاعر الود والصداقة.

لذا سأختصر عليك ما عليك فعله من وجهة نظري الشخصية:

أولا: ارفضيه رفضا قاطعا وكوني واضحة في رفضك له

ثانيا: أن تخبريه بسبب رفضك أو أن تحتفظي به لنفسك، امر يعود لك تماما، أنت تقررين ذلك بحسب ظروفك وما ترينه مناسبا

ثالثا: اقطعي أي طريقة اتصال بينك وبينه، ولا تقبلي لقاؤه أو إعطائه أي فرصة للحديث ولا تستمعي لأي من حججه

رابعا: صارحي صديقتك، وأخبريها بما حصل معك، وهي قد تغضب قليلا، وقد تشك في خيانتك لها، إلا أنها ستعود لك شاكرة لكشفك الحقيقة، ولحفاظك على صداقتكما وإعطائها أولوية.

كما أنني أود أن أوضح لك أمرا، لأنك على الأغلب لم تختبري الزواج بعد.

إن الألم الذي يسببه خيانة الحبيب، لا يقارن بخيانة الزوج أبو الأولاد، وإنهاء علاقة حب عابرة طائشة إلى حد ما، لا تقارن بإنهاء زواج وهد بيت وتشتيت أطفال، لذلك، عندما ترتبطين بشخص، كان مستعدا لخيانة صديقنك معك، فلا بد له من أن يخونك بعد ارتباطكما، لأن الخيانة طبع سيء عند بعض الرجال

يقال إن اطلعتم على الغيب، لاخترتم الواقع، وأفهم أن رفضك لهذا الخطيب قد يكون أمرا صعبا وبشعا، إلا أنه أخف وطأة من غيره من الاحتمالات.

دعيه يذهب في حال سبيله، أبعديه عنك، لتعوضي خيرا منه، وكذلك الأمر انصحي به صديقتك. وكما يقول المثل الإنجليزي، "إن البحر مليء بالسمك"