من المهم التمييز بين الإفرازات الخارجة من الأنف سواء أكانت هذه الإفرازات من السائل الدماغي الشوكي أو إفرازات مخاطية أنفية وذلك من أجل الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، حيث تختلف إجراءات الرعاية الصحية بين كلا الحالتين.
للتميز بين إفرازات الأنف المخاطية أو السائل الدماغي الشوكي يتم القيام بالإجراءات التالية:
- أخذ السيرة المرضية من المريض.
أخذ التاريخ المرضي يساعد على تحديد العوامل المسببة لحالة خروج الإفرازات من الأنف وهذا يساعد في توقع ما هو نوع هذا الإفراز فالعوامل التي تسبب خروج السائل الدماغي الشوكي من الأنف تختلف عن العوامل التي تسبب خروج الإفرازات المخاطية من الأنف.
* أسباب خروج السائل الدماغي الشوكي من الأنف:
- إصابة في الرأس أو الظهر
- القيام باختبار البزل القطني.
- التخدير في منطقة فوق الجافية أو القسطرة الشوكية.
- العمليات الرأس أو الظهر الجراحية.
- عيوب في قاعدة الدماغ (مثل meningoencephaloceles).
- استسقاء الرأس داخل الجمجمة (تراكم غير طبيعي من السائل الدماغي الشوكي داخل الجمجمة)
- ارتفاع الضغط داخل الجمجمة.
- اضطرابات النسيج الضام على سبيل المثال Ehlers-Danlos syndrome و Marfan syndrome.
- أورام الجهاز العصبي المركزي (أورام الدماغ والحبل الشوكي)
*أسباب الإصابة بخروج سائل مخاطي من الأنف:
- يوجد أسباب عجيجة شائعة لخروج السائل المخاطي من الأنف، مثل التهاب الأنف التحسسي أو التهاب الأنف نتيجة الإصابة بالعدوى، عدوى الجهاز التنفسي العلوي، خدش الأنف، شم روائح معينة تهيج الأنف.
- تأثير موقع الرأس على الإفرازات.
عندما يقوم الشخص الذي يعاني من خروج إفرازات أنفية تتكون من السائل الدماغي الشوكي بتميل رأسه للأمام فإن كمية السائل الخارجة من الأنف ستزداد على عكس الإفرازات المخاطية التي لا يتغير كمية تدفقها بتغير موقع الرأس.
- إمكانية شفط هذه الإفرازات أو استنشاقها للخلف.
يمكن للشخص أن يقوم باستنشاف الإفرازات المخاطية إلى الخلف على العكس من الإفرازات التي تتكون من السائل الدماغي الشوكي التي لا يمكن استنشاقها للخلف أو شفطها عبر الأنف.
- الطعم الذي يشعر به الشخص نتيجة لهذه الإفرازات الأنفية.
الإفرازات المخاطية غالباً ما تشعر الشخص المصاب بها بطعم مالح، أما الإفرازات التي تتكون من السائل الدماغي الشوكي فهي تسبب شعور الشخص بطعم حلو.
- خصائص السائل الخارج من الأنف.
تختلف خصائص السائل الدماغي الشوكي الخارج من الأنف الشكلية عن خصائص السائل المخاطي الخارج من الأنف، حيث يتميز السائل المخاطي الشوكي بلون شفاف ولا يكون لزج أي أنه أشبه بالماء، أما السائل المخاطي فيكون كثيف ولزج ويكون له لون مميز في الغالب.
تختلف نسبة تركيز الجلوكوز بين السائل الدماغي الشوكي الخارج من الأنف والسائل المخاطي الخارج من الأنف، في السائل المخاطي تكون نسبة الجلوكوز أقل من 10 ملغ في كل ديسيلتر من هذا السائل، أما السائل الدماغي الشوكي فتكون نسبة الجلوكوز به أكثر من 30 ملغ في كل ديسيلتر من هذا السائل.
ينشأ تسرب السائل الدماغي الشوكي من الأنف عندما يحدث تسريب للسائل الدماغي الشوكي من طبقة الأم الجافية نتيجة حدوث تمزق طفيف أو ثقب في هذه الطبقة (طبقة الأم الجافية هي الطبقة الخارجية من النسيج الضام التي تحمي الدماغ والحبل الشوكي وتحافظ على وجود السائل الدماغي الشوكي في مكانه)، أما تسرب السائل المخاطي فينشأ بسبب تأثير عوامل خارجية مثل الميكروبات أو مسببات التحسس على بطانة الأنف مما يحفز الغدد المخاطية على إفراز كميات أكثر من هذه الإفرازات.
- نسبة الإصابة بكلا الحالتين.
تعتبر فرصة الإصابة بتسرب السائل الدماغي الشوكي من الدماغي قليلة جداً مقارنة بفرصة الإصابة بتسرب السائل المخاطي من الأنف، فعلى الأغلب جميع البالغين قد أصيبوا ولو لمرة واحدة في حالة تسبب لهم خروج السائل المخاطي من الأنف أما تسرب السائل الدماغي الشوكي فيقدر أنها تؤثر على حوالي 5 من كل سكان 100,000 شخص، وغالباً تصيب الأشخاص في الأعمار التي تتراوح بين 30 إلى 50 سنة.
- الأعراض المصاحبة لكلا الحالتين.
يصاحب خروج السائل المخاطي من الأنف أعراض شائعة ومعروفة مثل السعال، احتقان الأنف، زيادة في دموع العين، تغير في طعم الطعام، التهاب اللوزتين، العطاس.