لا يوجد دليل ثابت على المدة التي تقبض فيها الروح.
-فمن الممكن أن يستغرق فترة انتزاع الروح دقائق قليلة أو ساعات أو حتى تستغرق إلى عدة أيام فالله تعالى أعلم بذلك.
-ويكون وقت قبض الروح بحسب حال الشخص فإن كان من الصالحين الطائعين لله تعالى خرجت روحه بسهولة كما ورد في الحديث النبوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن نفس المؤمن تسيل كما تسيل القطرة من فم السقاء) رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
-فخروج الروح من الجسد فيها تفصيل، فليس كل شخص يموت تخرج روحه بسهولة فهناك بعض الأشخاص تتعذب لحظة خروج الروح، وهناك أشخاص تخرج روحهم بسهولة كما ذكرتها الأحاديث النبوية.
- فعندما يأتي ملك الموت ليقبض الروح تسكن الروح ويربط اللسان ويصبح البصر حديد فينسى الإنسان أمور الدنيا وينشغل بماذا قدم لحياته، لقوله تعالى: ( فلولا إذا بلغت الحلقوم، وأنتم حينئذ تنظرون، ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون، فلولا إن كنتم غير مدينين، ترجعونها إن كنتم صادقين) سورة الواقعة ( 83- 87 ).
-فلو كان الشخص من الصالحين ستخرج روحه ملفوفة في لفافات من الجنة وريحانها، وتخرج وهو مرتاح، وتكون سهلة ويرى ملائكة الرحمة تحمل الأكفان وتبشره برب راضٍ غير غضبان.
- وإن كان غير ذلك، فستخرج روحه بصعوبة ولربما تستغرق عدة ساعات أو عدة أيام يشعر بها بالألم الشديد وبالخوف، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن للموت لسكرات"، وسكرات الموت تكون شديدة ولن ينجى أحدا منها نسأل الله ان يخففها عنا ويهونها علينا.
-وفي الحديث الذي رواه أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحاً قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيبة، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فما يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ) أخرج إبن ماجه والنسائي
- فيكون خروج الروح بكلام مبشر من الملائكة وتبقى البشارة مستمر طيلة خروج الروح، من وقت ابتداء خروج الروح إلى الانتهاء والبشارة تعمل من الملائكة،
- وقد ذكر في الشخص الكافر غير ذلك - نعوذ بالله من ذلك
،(وإذا كان الرجل السوء قال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغساق) أخرجه أحمد وابن ماجة
- فالملائكة تقبض أرواحهم، وتبشرهم بالعذاب الأليم وأنهم يُنَعِّمُونها أو يعذبونها، وأنها تحس بالألم، أو تحس بالعذاب، وأنها تتأثر بذلك، وإن كانت قد فارقت الجسد، وأما الجسد فإنه لا يبقى له إحساس في الظاهر, بل يموت ويفنى ويكون ترابا وعظاما ورفاتا، إلى أن يأذن الله تعالى بإعادته كما يشاء.
- والروح سر من أسرار الله تعالى لا يعلم أحد كنهها ولا ماهيتها، وهي من علم الغيب التي استأثر الله تعالى بها ، قال الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) سورة الإسراء (85)
- والموت له سكرات لم يسلم منها حتى النبي صلى الله عليه وسلم فلما نزل الموت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - جعل يدخل يده في الإناء، ثم يمسح وجهه ويقول: "اللهم أعني على سكرات الموت" .
- ولا يوجد تناقض بين نزول الشدائد في أول الموت، وبين الفرح الذي يكون عند خروج الروح، فإنه يشدد عليه عند الاحتضار لتكفير الخطايا، ثم بعد ذلك إذا بدأ خروج الروح جاءت البشارات من الملائكة؛ ولذلك: "إذا شخص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنجت الأصابع، فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه".