ما زلت لحد الآن أتذكر وقع الثانوية العامة عليّ، فقد كنت وقتها أدرس دون تخطيط، دون مراعاةٍ لإدارة الوقت. وبالطبع كنت أمارس التسويف بمهارة؛ إذ كنت أؤجل دراسة المادة التي لا أرغبها، وأفضل النوم على الدراسة، وأتحجج بأي شيء حتى لا أدرس، فتارةً أذهب لتناول الطعام في المطبخ، أو أنني مللت وأود مشاهدة مسلسلًا تلفزيونيًا، أو أنني عطشى وأريد شرب الماء أو تناول العصير.
حجج واهية، أدت في النهاية إلى تراكم المواد التي يجب أن أدرسها، واضطراري إلى دراسة المواد ليلًا نهارًا. لذلك لم أحصل على المعدّل الذي كنت أرجوه للالتحاق بكلية الطب، بل أهلني معدلي لدراسة الكيمياء التطبيقية، وفعليًّا لم يكن ذلك سيئًا.
عمومًا، بعد فترة انتشار محركات البحث، واستخدامها بشكل يومي، ومن ثم التحاقي بالدبلوم العالي بعد البكالوريوس، قررت البحث عن طرق واستراتيجيات لتنظيم وقت دراستي، وبالفعل بعد تطبيقها حصلت على تقدير امتياز، مما جعلني فيما بعد أكثر تنظيمًا وإدارةً للوقت. من هذه الطرق والاستراتيجيات التي أنصحك بها:
1. ادرس كيف تقضي يومك:
يضيع وقت معظم المتعلمين في أشياء لا قيمة لها، لذا عليك تتبع وقتك الفعلي أين يذهب. يمكنك عمل هذا بطريقتين:
* اكتب الفعاليات التي تقوم بها كل يوم، بشكل يدوي.
* استخدم أداة "
إنقاذ الوقت" أو ما يسمى Rescue Time لتقوم بتسجيل وقتك تلقائيًا، حيث ستحصل على تحليل واضح للتطبيقات ومواقع الويب والأدوات التي تستخدمها يوميًا مرتبة حسب الفئة ودرجة الإنتاجية.
2. جَدوِل وقتك للتخطيط اليومي:
حسنًا بعد أن قمت بتقصي وتتبع أين يذهب وقتك، يمكنك الآن عمل جدول تحدد به المهمات وأوقاتها، ولتسهيل عملك يمكنك استخدام التطبيقات التالية:
* Any. do: هذا التطبيق سهل الاستعمال، حيث تقوم بعمل قوائم للمهام والتنبيهات، ويمكن استخدامه على أي نوع من الأجهزة.
*
Remember the Milk:
يمكنك بهذا التطبيق تصفية المهام وفرزها وتجميعها ضمن قائمة وعبر القوائم حسب تاريخ الاستحقاق أو مجمعة حسب العلامات. كما أنه سهل الاستخدام ومدعوم من عدة منصات، حيث أنه يتكامل مع Gmail وتقويم Google و Evernote.
*
Todoist: تطبيق سهل الاستخدام يمكنك قراءة مهامك أو إكمال المهام أو إضافة مهمات بتفاصيل مثل تواريخ الاستحقاق والمشاريع والأولويات والتسميات، أو مطابقة Todoist الخاصة بك مع مساحة العمل لديك، أو مستوى الطاقة، أو المظهر الخاص بك مع اثنين من السمات المميزة الجديدة.
3. ضع أهدافًا لتقدمك:
إذا قمت بالتخطيط الجيد، يمكنك أن تضع أهدافًا قصيرة المدى مثل: إكمال الواجب في وقت معين، أو التحضير للدرس اللاحق، أو مراجعة الدرس عبر منصة عن بعد كل يوم. وأيضًا يمكنك وضع أهداف طويلة المدى، مثل: الحصول على درجات عالية نهاية العام الدراسي، أو الدراسة للالتحاق بكلية جامعية محددة.
4. قسّم مهماتك الكبيرة لمهمات أصغر:
عند تقسيم مهماتك لمهمات أصغر، سيسهل عليك إنجازها في الوقت المحدد، كما سيبعدك عن التسويف( التأجيل دون داعٍ). عليك تجنب وضع مهمات متعددة في اليوم الواحد حتى لا تقلل من إنتاجيتك. كما عليك أن تراجع ما قمت به نهاية اليوم، للتحقق من إنجازاتك.
5. تابع جسمك:
تتبع تغيرات الطاقة في جسمك من حيث ارتفاعها وانخفاضها، أي راقب ساعتك الداخلية وإيقاعك. يمكنك بعد ذلك القيام بالأعمال الأكثر أهمية في ساعات ذروة نشاطك، والقيام بالأعمال الأقل أهمية في ساعات النشاط الأقل.
6. خذ فترات راحة:
من الجيد للجسم في حالة انخفاض الإنتاجية أن يأخذ فترات راحة. فبعد العمل المكثف مدة 90 دقيقة، يقوم جسمك بتنبيهك بالحاجة لاستراحة عن طريق النعاس أو الجوع أو العطش أو التململ أو فقدان التركيز.
وللحصول على أعظم فائدة عند القيام باستراحة عليك القيام بما يلي:
* افصل نفسك عما كنت تقوم به، من خلال الابتعاد عن مكتبك. وحاول إبعاد دماغك عن المهمة التي كنت تقوم بها.
* اخرج وتنفس الهواء الطبيعي، وتمتع بالشمس.
* امنح عينيك قسطًا من الراحة وخاصة إذا كنت تعمل على الحاسوب.
* استخدم
تقنية بومودورو أو تقنية الطماطم: وهي “25 دقيقة من التركيز والعمل على مهمة واحدة، ثم مكافئة نفسك بكوب من الشاي،أو ممارسة رياضة سريعة، أو حتى مشاهدة مقطع ضاحك ولمدة 5 دقائق. تكرر التقنية 4 مرات ثم تأخذ مكافأة عبارة عن استراحة لخمس عشرة دقيقة. يمكنك استخدام هذا التطبيق عبر هاتفك من
هنا. يمكنك أيضًا استخدام تقنية 20-20-20، كل 20 دقيقة أو نحو ذلك ، حدق في شيء ما على بعد 20 قدمًا على الأقل منك لمدة 20 ثانية على الأقل.
* ارفع من طاقتك بتناول الطعام المناسب، مثل البروتينات التي ستعطيك طاقة أكبر من كل من الكافيين والكربوهيدرات والسكريات.
7. تغلب على التسويف بقاعدة الخمس دقائق:
هذه القاعدة تم وضعها من قبل مؤسس إنستغرام " كيفن سيستروم"، من خلال تحفيز نفسك بأنك ستقوم بعمل جزء من المهمة في 5 دقائق. كما عليك الابتعاد عن الملهيات من خلال قفل هاتفك أو حظر مواقع وسائل التواصل الاجتماعي التي تلهيك والإبقاء على محركات البحث في حال احتجتها للدراسة.
8. ابنِ عادات وروتينات أفضل:
يقول طالب الدكتوراه جاري دبليو:
"لم أكن أدرك كم من الوقت كنت أتخلص من الأشياء الصغيرة فقط مثل مشاهدة مقاطع الفيديو على YouTube. يعطيني RescueTime الدقة عندما يتعلق الأمر بمعرفة كيف أقضي وقتي. أحصل على صورة أكثر تفصيلاً بكثير لما أفعله حتى أتمكن من إجراء التغييرات التي أحتاجها على جدول أعمالي وعاداتي ". عليك تطوير عاداتك وروتيناك بما يحقق ما تصبو إليه. ففي بداية اليوم، ركز على تعزيز طاقتك الإيجابية وتحقيق أفضل المكاسب وأهمها، بينما في المساء عليك التأكد مما حققته، تحديد جدولك لليوم التالي، وتهيئتها للغد.
9. كافئ نفسك:
عند انتهائك من مهامك بالوقت المناسب وبفاعليّة، عليك تعزيز إنجازاتك بمكافأة معينة، مثل الخروج لقضاء وقت نوعي مع أصدقائك، الذهاب للتسوق، حضور فيلم لنهايته، اقرأ رواية كنت ترغب بمتابعتها وهكذا. مكافأتك لنفسك ستغير من حالتك النفسية وتشعرك بالفخر وارتياح الضمير.
هذه بعض التقنيات التي قرأت عنها، وجرّبت بعضَا منها من وقت لآخر، أتمنى أن تجربها وأن تحقق الفائدة المرجوة منها.