برأيك، هل يشترط على الأفلام أن تحمل رسائل معينة ذات معنى؟

تختلف الأجابة عن هذا السؤال بأختلاف نظرتك و نظرة الأخرين للسينما , فبعضنا يرى السينما كوسيلة للترفيه فقط, والبعض يرى السينما كفن لا ينقص بشيء عن الروايات والكتب.

فلن يهتم الباحث عن الترفيه بالرسالة الأخلاقية التي يوجهها الفيلم و مع ذلك فحتى الأفلام الترفيهيه بشكل عام تحتوي على رسائل تكون بسيطة وجميلة في معظم الأحيان وتتمحور حول قيم لا يختلف فيها الناس كثيراً (مثل الصداقة و العائلة).

وأحياناً يكون الفيلم كاملاً متمحوراً حول رسالة معينة, وهذه حركة جريئة وملفته, لأن جميع من يختلف مع هذه الرسالة لن يعجبه الفيلم تلقائياً, فالمخرج هنا ليس مهتماً بعدد محبي الفيلم بقدر أهتمامه بأيصال رسالته و هذا شيء يمكنني تقديره بصراحة.

هذا لا يعني بالطبع أن جميع ما بالسينما مثل قصص الأطفال التي تحاول أيصال رسالة و تعليم المشاهدين قيم أخلاقية, فالسينما متنوعة وبهذا التنوع تتنوع الأفكار و الرسائل.

فبعض الأفلام تحمل رسائل غير إيجابيه, وبعضها يحمل رسائل كئيبة جدا, فهذه الأفلام بالتأكيد ستؤثر على المشاهدين وعلى حياتهم, وهناك أيضاً الأفلام التي تحمل رسالة ولكن هذه الرسالة مبطنة بشكل كبير تحت الكثير من طبقات الرمزية, وفي هذه الحالة فأنه يصعب على المشاهد أن يفهم ما تشير أليه هذه الرموز بشكل مباشر, وقد يتطلب الأمر وقتاً و بحثاً حتى.

وهناك بالطبع الأفلام السيريالية و العبثية التي لا تحمل معنى أطلاقاً, أو انها تحمل معاني لكن الوصول إلى هذه المعاني غير ممكن لأن هذه أراده المخرج, فالأفلام السيريالة لا يوجد فيها سرد معتاد للأحداث وشرح تطوراتها, ولا يلعب فيها المنطق دوراً, فبعض المخرجين يتوقعون من المشاهدين أن يحصلو على المعنى الخاص بهم وهذا شيء جميل بالنسبة لي, لأن المخرج يشجع المشاهد بتشغيل عقله و يزيد الثقة بأحكامه ويشعره بأهميته, ولذلك يندر أن تجد المخرج david lynch يقوم بشرح أفلامه مثلاً.

أعتقد أن الأمر عادي جدا في حال كنت تريد مشاهدة الفيلم فقط من أجل المتعة, فالحياة اليومية شيء جدي بما فيه الكفاية, وفكرة أن تسترخي قلياً وتشاهد فيلماً كوميدياً هي فكرة لطيفة دائماً, هذا لا يعني بالطبع أنه لا يمكنك مشاهدة شيء يحتوي قيمة ومعنى ولكن تذكر بأن الأفلام الكوميدية تحتوي رسائل وقيم أيضاً (أحياناً على ألأقل).