برأيك هل يجب أن تترافق مشاهدة مسلسلات الأنمي مع قراءة المانجا المقتبسة أم يمكنني مشاهدة المسلسل لوحده

     عالم الأنيمي الياباني هو حتمًا عالم واسع جدًا، ويتقدم درجات عن عوالم هوليوود وبوليوود وغيرها. فلا يقتصر الأنيمي على المسلسلات القصيرة فقط، بل يحوي أيضًا أفلام كثيرة لطالما نافست أفلام عالمية أخرى. بالإضافة إلى المسلسلات الطويلة جدًا والتي تصل حلقاتها لعددٍ يتعدى الـ 900 حلقة. أما ما يميز الأنيمي عن غيره هي المانغا؛ وهو مصطلح أطلقه اليابانيون على القصص المصورة، أما في الخارج فيعتبره الناس دلالة على القصص المصورة التي تنتجها اليابان. 

     إن المانغا اليابانية لاقت نجاحًا كبيرًا على الصعيدين المحلي والعالمي، فهي تغطي الكثير من المواضيع كالآكشن والرومانسية والرعب والكوميديا… إلخ. إضافة لأنها موجهة إلى جميع الناس على حدٍ سواء، فهي ليست كما تبدو أنها للصغار فقط، بل عالعكس، إن أغلب إنتاجات الأنيمي والمانغا تحمل قصصًا تناسب الكبار البالغين وترضي أذواقهم جميعًا. وتكون عادةً عمل أول يقوم عليها أنيمي يحمل أحداثها ويحتمل بعض الزيادة أو النقصان.

     لذا إن مسلسلات الأنيمي هي صور المانغا المتحركة، وتحمل ذات الحبكات في الغالب، لكن لا يشترط أن يكون الاقتباس حرفيًا، بل يحدث أن تجد بعض الإختلافات أو حتى الزيادات. فالعديد من المتابعين يعتمدون بشكل كلي على المانغا أو بشكل كلي على المسلسل، والقليل من الناس يتابعون الأحداث من الطرفين. من هنا نجد أنه لا يشترط قراءة المانغا مع متابعة المسلسل في أغلب الأحيان. غير أن هناك الكثير من أعمال المانغا المنتهية بينما المسلسل لم يصل بعد إلى عرض الأحداث النهائية، فبهذا تكون قد فوّت مفاجأة العرض إلى حدٍ ما.

     يلجأ بعض الأشخاص إلى المانغا في حال أن المسلسل لم يتم إنهاؤه ولم تصدر أية أخبار عن عرض المزيد من الحلقات، لذا المانغا هي الحل الوحيد هنا لمعرفة النهاية. بينما يستمتع البعض الآخر بالقراءة أكثر من المشاهدة بصفتها الجهة التي تحمل الجزء الأكبر من الخيال والتصوّر والتفاصيل، فلا يتابعون المسلسل حتى أو يعتبرونه نشاط ثانوي لملء أوقات الفراغ. أما من تبقى من الناس فهم الذين لا يعودون للمانغا أبدًا، ويلتزمون بمشاهدة المسلسل مهما طالت حلقاته، ويستمتعون بالمشاهدة أكثر بأضعافٍ مضاعفةٍ من القراءة.

     بالنهاية إن هكذا يقرار يعود لك كليًا. إنما عليك أن تعرف أن لا شرط يجبرك على متابعة المانغا والمسلسل سويةً. لكن ولأن كلا الجانبين يحمل روعته الخاصة فأنصح أنا عادةً بعدم تضييع فرصة القراءة والمشاهدة، حيث أن الاختلافات التي يحتمل وجودها بين الاثنين تستحق المتابعة أينما كانت.