لم تتراجع ظاهرة العنف في الجامعات في السنوات الأخيرة؛ بل شهدت في العقود المنصرمة الماضية تزايداً لأعداد العنف الجامعي؛ يُعزي أصحاب الاختصاص الأمر إلى السياسات الخاطئة التي تتبعها الجامعات وأذكر لك أبرزها:
أولاً: تراجع وتدني المستوى العلمي للطلاب نتيجة الأسلوب الخاطئ في التدريس في أغلب الكليات في مختلف الجامعات؛ والذي يقوم بشكل كبير على التلقين مما يسبب إضاعة جوهر العلم وصفات العالم والمتعلم لمجاراة العلامات والحفظ كالآلات الناسخة، مما يحيل اهتمام الطلاب لأشياء بعيدة عن العلم ويشكل لديهم فراغاً نفسياً يفرغونه عن طريق العنف.
ثانياً: أسس القبول التي يخلو بعضها من العدل؛ إذ يجب إعادة النظر في أسس القبول لتكون المنافسة حقاً من أجل العلم، ويكون دخول الطالب الجامعة لتحقيق غاية سامية وهي التعلم، عوضاً عن دخوله دون أدنى جهد ونشره العبث في الجامعات بعيداً كل البعد عن الهدف الأسمى من دخول الجامعة.
ثالثاً: عدم وجود قوانين صارمة تقضي بإلحاق عقوبة مضرة بالطالب من الناحية الأكاديمية عند مشاركته بأعمال عنف شرط ألا تكون دفاعاً عن النفس –من وجهة نظري-، إضافة لعدم وجود الرادع لما يمارسه البعض من عنصرية مناطقية داخل الجامعية؛ فلو أن هناك رادعاً قوياً لخمدت الفتنة منذ زمن بعيد.
رابعاً: عدم أو قلة وجود برامج تعمل على دمج الطالب مجتمعياً من خلال النشاطات الإلزامية ليتعلم التسامح وطرق الحوار عوضاً عن استخدام لغة اليد، مما يجعل العنف اللفظي والجسدي طريقة ليعبر فيها عن غضبه أو عدم تقبله للآخر.