برأيك هل تحتاج المناهج الدراسية في الأردن إلى إصلاح

2 إجابات
profile/تماضر-الفنش-1
تماضر الفنش
تكنولوجيا التعليم
.
٢١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هي بحاجة لعمليّة تطوير مستمرّة، مهما كانت نسبة نجاح المناهج وفقاً لتقديرات الخبراء، لأن المجريات حولنا في تغيّر مستمرّ، والاكتشافات العلميّة تتوالى، والتطوّرات التقنيّة سريعة، جميعها تؤدّي إلى ضرورة تطوير المنهاج.

برأيي وبعد أن حصلت على دورة المناهج المطوّرة لمادّتي (العلوم والرياضيّات) في العام الماضي 2020 م للصفوف الثلاثة الأساسيّة وجدت بعد التحليل أنّ المنهاج الأردنيّ صمم وطور على أيدي مجموعة من الخبراء عملت جاهدة على إخراجه بالصورة النهائيّة بما يوافق فلسفة وزارة التربية والتعليم، ويحقّق الأهداف التربويّة والتعليميّة الّتي نطمح لها، كما يلي:

1. تطبيق التعلّم المدمج
:
أي دمج التعليم التقليديّ بالتعليم الإلكترونيّ، كأن يتمّ مشاركة فيديو تعليمي عبر إحدى مواقع التواصل الاجتماعيّ ليشاهده الطالب في بيته.

2. تحقيق التمايز: ويقصد به مراعاة الفروق الفرديّة بين الطلبة، وتمّ تحقيق ذلك باستخدام وسائل سمعيّة وبصريّة، تنويع التدريس، وجود ملحق أوراق العمل في المحتوى التعليميّ، استخدام جدول المهامّ، تقديم الدعم العمليّ في الأنشطة، والعمل ضمن مجموعات وفرادى في المنتجات. 
إنّ عمليّة تحقيق التمايز ظهرت بوضوح من خلال تصميم المهامّ الواردة في مادّة العلوم (اسكتشف، أسئلة النشاط، أتأمل، أسئلة مراجعة الدرس، أسئلة مراجعة الوحدة)، أيضا "الإثراء والتوسّع" باستخدام وسائل سمعيّة وبصريّة والعمل في مجموعات، أما مادّة الرياضيّات في النشاط المنزليّ بتطبيق استراتيجيّة التعلّم باللعب، وفي العديد من الأنشطة الحاسوبيّة والحركيّة الّتي تتعلّق بالدروس لتحقيق نتاجات التعلّم. حيث تساعد هذه الاستراتيجيّة على:

  • ترسيخ المفاهيم الرياضيّة.
  • زيادة طلاقة الطلبة الإجرائيّة. 
  • مراعاة الفروق الفرديّة فيما بينهم وفق قدراتهم وميولهم.
  • العمل على زيادة دافعيّتهم نحو التعلّم.

3. تقديم الدروس في مادّة الرياضيّات وفقاً للخطوات الستّ المحدّدة لمراعاة التسلسل في تنظيم عناصر المحتوى، وتحقيق عمليّة التعلّم والتعليم بالشكل السليم، وتسهم بما يلي:

  • تهيئة الطلبة للموضوع دون ذكر الأفكار.

  • تحفيز فضول الطلبة حول الموضوع دون تقديم معلومات جاهزة.

  • تمكّن الطلبة من تكوين خبرات مشتركة تساعد على إدراك المفاهيم وإتّقان العمليّات والمهارات، يتمّ إشراك الطالب باستخدام استراتيجيّات تدريس متنوّعة كالتعلّم بالاكتشاف، المناقشة، طرح الأسئلة، والعمل كمجموعات.

  • ترسيخ المفاهيم الجديدة وزيادة الطلاقة الإجرائيّة لديهم بالتدريب على المسائل المجرّدة والحياتيّة في فقرة أتّدرب واحل المسألة، ويستطيع إكمال التدريب بالمنزل من خلال حلّ التدريبات والمسائل في كتاب التمارين.

  • توسعة المفاهيم والعمليّات والمهارات بإشراكهم بمهام تتضمّن مفاهيم وعمليّات أوسع وأكثر عمقاً 
    باستخدام فقرة الاثراء والأنشطة الإثرائيّة في دليل المعلّم والأنشطّة الصفّيّة والحاسوبيّة ومشروع الوحدة.

  • تجميع الأفكار المختلفة الّتي تضمّنها الدرس وعرضها بصورة مترابطة.

4. تطبيق دورة التعلّم الخماسيّة المنبثقة من النظريّة البنائيّة (تهيئة، استكشف، شرح وتفسير، إثراء وتوسّع، تقويم) في مادّة العلوم، والّتي بدورها تعمل على:

  • تحفيز فضول الطلبة الطبيعيّ ودافعيّتهم للبحث والاستكشاف، 
    وتنشيط المعرفة السابقة بالموضوع، من خلال توجيه أسئلة يجيب عنها الطالب أو تقديم نشاط يشترك فيه.

  • يبني المتعلّم معرفته بنفسه من خلال جمعه للبيانات الّتي تتعلّق بالمفهوم بإجراء أنشطّة متنوّعة وجاذبة للتعلّم يشترك فيها المتعلّم والّتي يكتسب من خلالها مهارات العلم.

  • منح الطالب فرصة لبناء المفهوم من خلال تقديم محتوى يتّسم بالتنوّع في أساليب العرض كالصور والرسوم البيانيّة والأشكال التوضيحيّة، حيث يتمّ لفت انتباه الطالب لها ومناقشته بطرح أسئلة حولها.

  • تزويد الطلبة بخبرات إضافية لإثارة مهارة الاستقصاء لديهم.
    بإشراكهم في تجارب وأنشطة جديدة أشبه بتحدّي لهم تفضي إلى التوسّع وتعميق الفهم.

  • التحقق من تعلّم الطلبة وتحديد نقاط القوّة والضعف لديهم.

5. يتوافق منهاج العلوم مع احتياجات الطلبة كما يلي:

  • تنمية قدرات الإنسان الأردنيّ وتسليحه بالعلم والمعرفة والارتقاء بمستوى المعرفة لديه.

  • تنمية المفاهيم العلميّة ومهارات التفكير وحلّ المشكلات ودمج المفاهيم الحياتيّة والمفاهيم العابرة للموادّ الدراسيّة ومهارات الاستقصاء.

  • اعتماد دورة التعلّم الخماسيّة الّتي يتمركز فيها التعلّم حول المتعلّم وهو محور العمليّة التعليمة والمعلّم مشرف وموجّه للطالب.

  • مراعاة الفروق الفرديّة.

  • يتوافق مع متطلّبات العصر باعتماد النظريّة البنائيّة، اعتماد منحى (steam) "دمج التقنية والعلوم والهندسة والرياضيّات والأدب في أنشطّة الكتب"، التركيز على الطريقة العلميّة بالتوصّل للنتائج، والتركيز على الاستقصاء.

6. تضمنت المناهج المطوّرة "مهارات التفكير وحلّ المشكلات والبحث والاستقصاء العلميّ والتفكير الرياضيّ والإبداعيّ الناقد ودمجت المفاهيم الحياتيّة والمفاهيم العابرة للموادّ الدراسيّة".


7.
هنالك نقلة نوعيّة في المناهج بما يتوافق مع رؤبة ورسالة وقيم وزارة التربية والتعليم بتغيير المحتوى حيث يقدّم معرفة مرتبطة بالحياة وملائمة للفئة العمريّة، تصميم للكتاب بشكل يجذب الطالب نحو التعلّم، ملحق أوراق العمل، كتيّبات الأنشطة، التركيز على الأنشطة الإثرائيّة والعلاجيّة والبيتيّة، مشاركة أولياء الأمور، توظيف التقنية، التركيز على دور الطالب في عمليّة التعلّم باعتماد النظريّة البنائيّة.

8. توظيف مهارات العلم الّتي تعمل على دمج الطالب في:
 
1. عمليّة التعلّم "التجريب، التواصل، التوقّع، الاستنتاج، الملاحظة، استخدام المتغيّرات، التسلسل".

2. مهارات التفكير الرياضيّ كالحسّ العدديّ، واكتشف الخطأ.

9. تطبيق التعلّم القائم على المفاهيم وطرح الأسئلة، في مادّة العلوم وتشكيل الخرائط المفاهيميّة، والتعلّم بالمحسوسات.

10. الترابط الرأسيّ والأفقيّ بين المناهج.

11. عمليّة التقويم القبليّ، التكوينيّ، والختاميّ حاضرة بقوّة في المنهاج، مثل فقرة "أتحدث، أتحقّق من فهمي، اختبار الوحدة، أسئلة تراكميّة".

كان لي مأخذ على منهاج العلوم بالحشو الزائد في بعض الصفحات، مع وجود المصطلحات والفكرة الرئيسيّة في بداية الدرس؛ لأنه تمّ الاعتماد على المنحى البنائيّ الّذي يتمركز حول المتعلّم، فالطالب هو محور العمليّة التعليميّة، ويجب التركيز على التعلّم بالاستقصاء والاكتشاف، بالتالي من الأفضلّ عدم تقديم أي مفاهيم وأفكار رئيسيّة في مقدّمة الدرس للفت انتباه الطالب إليها.

إن مناهجنا ليست بالسيّئة، ولا تحتاج لكلّ هذه الضجّة، عمليّة التطوير مستمرّة ولن تتوقّف.

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة
profile/أسماء-وليد-أحمد-شاهين
أسماء وليد أحمد شاهين
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
١٦ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
بالتأكيد إن مناهجنا تحتاج إلى تطوير وإصلاح من عدة جوانب ولعدة أسباب, أذكر منها: 

أولاً: من الخطاً أن تدرس مناهج في المدراس دون أن يكون خلفها أهداف, كأن تعتمد منظومة قيمية لتحقيقها من خلال هذه المناهج, فعشوائية المناهج وتخبطها تنتج أجيالاً عشوائية مثلها, صحيح أن هناك شيئاً من هذا في المناهج ولكنه جزء يسير جداً ويسير نحو الإنحدار والتلاشي. لذا يتوجب زرع القيم بشكل ممنهج من خلال مناهج الدراسة في نفوس الطلاب منذ صغرهم لأننا نرى كيف تتهاوى الأخلاق والقيم في ظل الانفتاح المخزي التي تشهده المنطقة.

ثانياً: صنع مناهج تعنى بتعليم الطالب كيفية إعمال عقله الذي حباه الله إياه, وليس مناهج تقوم على التلقين وتصنع آلات ناسخة وعقولاً تحفظ ولا تفهم ما تحفظ! إن هذا من أكبر المآخذ على مناهجنا, تخلو من التفكير الناقد لا تخرج من حيز الصندوق الضيق الذي يضيق ويقلص عقول الأجيال, تخلو بشكل كامل من ملامح البحث العلمي, ما معنى أن يدخل الطالب الجامعة وهو لا يعلم أي شيء عن البحث العلمي! لا يعلم أساسيات كتابة بحث ممنهج, ويقضي أغلب سنواته في الجامعة ليبدأ بالتأقلم مع طريقة الدراسة الجديدة التي تبعد عن التلقين. 

إن الفجوة بين مرحلة الثانوية العامة وما يسبقها وبين مرحلة الجامعة تؤكد تماماً أن هناك ثمة مشكلة كبيرة في مناهجنا وطرق التدريس ومعاملة الطلاب وكأنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة وتحديداً يعانون من ضمور العقل, إلى أن نصل فعلاً إلى مرحلة يضمر فيها عقلهم. 

 إن مناهجنا بحاجة تطوير يتماشى ومتطلبات العصر, والجيل الجديد الذي يختلف تماماً عما مضى  من أجيال, يحتاج أن يعطى العلم بضمير وأمانة لا أن يحفظ بطريقة غبية, وإلا ستصدر أجيال تعاني بالفعل من ضمور عقلي نتيجة ما يحدث.