لا ، البخل صفة مكتسبة وتتم بسبب اساليب التربية الخاطئة من قبل الاهل والتنشئة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد في مرحلة الطفولة فتصبح لديه طبع لدى بعض الناس بغض النظر عن وضعه المادي أو المعيشي، فهناك أشخاص ظروفهم المادية جيدة جداً إلا أنهم بخلاء، وفي المقابل أسر وضعهم المادي ضعيف ولكنهم لا يبخلون على أنفسهم، وللبخيل هوية تميِّزه عن سائر الناس، وهي جمعُ المال، فيكتفي بجمع المال والاستمتاع بتكديسه .
وتذكر قوله تعالى : ♦ ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [آل عمران: 180] ، فالبخل رزيله عواقبها وخيمة وآثاره سيئة على الإنسان فى حياته وبعد مماته فى آخرته .
وأنا كمختص أرى أن الأهل مسؤولون عن تصرّفات الطفل، وهم مَن يجعلونه شخصاً بخيلاً في المستقبل. فإذا اعتاد الطفل على تخبئة كلّ ما يملك من دون أن يُنفق منه شيئاً، ولم يعتَد منذ صغرِه على البذل و العطاء فإنّه لن يعتاد على ذلك في كبَره، ويلاحظ علماء النفس أنّ البيئة الأسرية الغير متفهة وميّالة إلى الأخذ دون العطاء أو تقديم أيّ مساعدة، تجعل من الطفل، شخصاً أنانياً، يحبّ المادّة وبخيلاً، ولا يشجّعان طفلهما على مشاركة ألعابه وقصصِه، وعلى تقديم المساعدة لأحد، يعظّمان عنده قيمة الأشياء ويحوّلانه إلى شخص يخاف على أغراضه ولا يحبّ أن يعطي شيئاً للآخرين.
المراجع :
المكتبة الالكترونية للجامعة الاردنية - دار المنظومة .