الأصح أن نقول أن الكوميديا شائعة في أوساط المكتئبين ، لا الإكتئاب شائع في أوساط الكوميديين . الإكتئاب هو مرض العصر ، يحاول كل مرضى هذا المرض الخبيث التخلص منه ، و تتعدد الوسائل التي يستخدمونها ، منهم من يلجأ للنوم أو الطعام أو التدخين أو المخدرات أو الكحول أو الرياضة أو الكتابة أو الرسم او الصلاة أو العلاج النفسي ، البعض الآخر تنتشله الكوميديا من بحر الإكتئاب ، فالضحكة هي القشة التي يعثر عليها مريض الإكتئاب في محيطات التعاسة المظلمة ، و قد تكون السبب في تغيير حياته و إنتشاله إلى بر الأمان . الكوميديا - يا سيدات و يا سادة - هي الطبيب لا المجرم . و من ناحية أخرى علينا ألا نقلل من دور الطب ، و ألا نبخل بتقديم أي مساعدة لأي مريض بالإكتئاب ، و أن ننصحهم بتلقي جلسات العلاج السلوكي و أخذ العقارات الطبية التي تساعدهم في رحلة الشفاء.